عبدالعزيز صالح بن حبتور

دشن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أثناء زيارته اليوم جامعة الأندلس للعلوم والتقنية مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي أطلقتها الجامعة مع بدء العام الجامعي الجديد.

حيث قام رئيس الوزراء ومعه وزيري الخارجية المهندس هشام شرف والثقافة عبدالله الكبسي وأمين عام مجلس الوزراء الدكتور احمد ناصر الظرافي ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور احمد محمد بُرقعان، بافتتاح المباني الجديدة في حرم الجامعة منها المبنى الاكاديمي والإذاعة التعليمية التابعة لها التي تدار من قبل أساتذة وطلاب كلية الإعلام، بالإضافة إلى الاطلاع على جهودها لتحسين جودة العمل الأكاديمي وسعيها للحصول على شهادة الإيزوا الدولية.

والقى رئيس الوزراء أثناء زيارته للجامعة محاضرة في قاعتها الرئيسة بحضور قيادة الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وجمع من طلابها نوه في مستهلها بالنشاط الديناميكي الذي تشهده جامعة الأندلس وبرامجها التطويرية في الجانبين الاكاديمي والتعليمي.. لافتا إلى أهمية الفترة الجامعية وتأثيرها الكبير في حياة منتسبيها .

وركزت المحاضرة على خلفية الأطماع والتدخلات السعودية في اليمن جنوبا وشمالا وشرقا وغربا والتاريخ الطويل لحقده على الشعب اليمني والذي يعود لنحو تسعين عاما.

واستعرض رئيس الوزراء بهذا الخصوص العدوان السعودي الأول الذي بدء باحتلال عسير وجيزان ونجران ووصول قواتها إلى مدينة الحديدة وقوات الأمام يحيى إلى مدينة نجران وما تلاها من توقيع اتفاقية الطائف في عام ١٩٣٤م، وصولا إلى قيام الثورة اليمنية في عام ١٩٦٢ م وتمويلها للحرب الداخلية التي أعقبتها فضلا عن أعمالها التوسعية واعتداءاتها الحدودية في عام ١٩٦٨م على الوديعة وفي ٢٠٠٦م على صعدة وتتويجها لتاريخها العدائي ضد الشعب اليمني بعدوانها وحصارها السافر الذي بداءته منذ مارس ٢٠١٥م والمستمر حتى اللحظة.

وتناولت المحاضرة الدور المناوئ والتخريبي الذي انتهجه النظام السعودي ضد النظام الجمهوري والوحدة اليمنية والتعددية السياسية ووقوفها المباشر وراء حرب الانفصال عام ١٩٩٤م .

وقال " من وقف ضد الوحدة اليمنية بالسلاح والدعم المادي والمعنوي للانفصاليين هي الدول الغنية في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية باستثناء قطر ولأسباب عقائدية ظهرت مؤخرا، لان تلك الدول رأت في الوحدة اليمنية والنظامين الجمهوري والديمقراطي خطرا عليها ". 

وأضاف " في عدوانها الحالي عملت السعودي عبر تسخير أموالها الضخمة على شراء شخصيات وقوى يسارية ويمينية أضحت اليوم أبواقا لها لتبرير وتجميل قبح عدوانها بخلاف العمل على تشتيت أحزاب وتغذية انقسامها خدمة لأهدافها في الوقت الذي صمدت فيه قوى وشخصيات في وجه السعودية وإغراءاتها الكبيرة وأثرت الاصطفاف مع وطنها في مواجهتها ومشروعها التدميري ".

وبين الدكتور بن حتبور أن القوى الوطنية المناهضة للعدوان جمعها الوطن وخوفها على كرامته وأبنائه التي لن يتورع المعتدين ومرتزقتهم عن القيام بإهانة أبناء اليمن كما يفعلون اليوم في المحافظات والمناطق المحتلة.

وحذر رئيس الوزراء في سياق محاضرته من خطورة الأفكار الشعبوية التي يغذيها تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي عبر عملائه والقيادات الانفصالية والعناصر المتطرفة ونشرها في أوساط عامة الناس بما يخدم مخططه التخريبي ومصالحه التي يسعى إليها عبر تواجده حاليا في المناطق والمحافظات المحتلة وعدد من المحافظات الأخرى.

وأكد أن بناء المجتمعات ليس مسألة سهلة وليس فقط مجرد خطة مكتوبة لان هناك تناقضات اجتماعية وثقافية ويحتاج أي مجتمع إلى وقت كبير حتى يتنفس وينتقل من حالة إلى حالة بشكل هادئ وسلس.

وتطرق الدكتور بن حبتور، إلى أفق الحل السلمي للمحنة والمأساة الكبيرة التي يرزح الشعب اليمني تحت رحاها بفعل العدوان والحصار للسنة الرابعة على التوالي .. لافتا إلى أن مشروع الحل السياسي قائم إذا أرادوا وحدة وسلامة واستقرار واستقلال اليمن.

وقال " نحن مع المشاريع التي يقدمها المبعوث الأممي مارتن غريفيث للحل السياسي ونرى أن الأهم هو جدية الآخرين وعلى رأسهم أمريكا في إنهاء العدوان ورفع الحصار " .

وأشار إلى أن الحوار السياسي ينبغي أن يكون عادلا ومشرفا ويضمن للجميع الشراكة بالاستفادة من التجارب السابقة حتى لا تكرر الأخطاء الاقصائية وأن تكون هذه الشراكة قائمة على عدم تحكم الخارج في قرار اليمن الداخلي.

واعتبر أن الحل السياسي الصحيح وحده القادر على اختزال مآسي وآلام وجراحات هذه الفترة وبناء واقع جديد بمشاركة الجميع وبتسامح بناء يحمي الوطن وأبنائه من كافة الدسائس .

وفي ختام زيارته للجامعة قام رئيس الوزراء ومعه رئيس الجامعة بتكريم طلاب الجامعة المبتعثين للتدريب الصيفي في عدد من الجامعات المصرية للتطبيق العملي لما تلقونه من علوم ومعارف نظرية خلال دراستهم الجامعية.

حيث أشاد الدكتور بن حبتور بهذه الخطوة الإيجابية العملية والتأهيلية والأداء المنظم للجامعة وإنجازاتها العلمية في ظل فترة العدوان والحصار