أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، أن الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية تعمل على أيقاض وتنمية الوعي الإنساني والدور الحضاري لليمن.

وأوضح رئيس الوزراء خلال زيارته اليوم لجامعة دار السلام الدولية للعلوم والتكنولوجيا ومشاركته في الفعالية الاحتفائية التي نظمتها الجامعة بمناسبة افتتاح كلية الدراسات العليا (برنامج الماجستير) وتوسعة كلية طب وجراحة الفم والأسنان، أن اليمنيين كانوا ولا زالوا أهل حضارة ولم يكونوا طارئين على التاريخ ولهم أدوارهم الكبيرة في الحضارة الإنسانية التي سجلها لهم التاريخ.

ونوه الدكتور بن حبتور بالإمكانيات والتطوير الذي شهدته الجامعة منذ انطلاقها قبل عشرة أعوام وتمكنها أثناء هذه الفترة أن تكون جامعة منافسة لجامعات كبيرة.

وقال " لمست اليوم أن هذه الجامعة تنمو وتتراكم فيها المعرفة بشكل علمي صحيح وما افتتاح هذه الكليات إلا عامل من عوامل النمو .. موجها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن ترعى هذه الجامعة وغيرها من الجامعات التي تعمل على التطوير المستمر لنسقها العلمي وإمكانياتها التعليمية ونشاطها البحثي.

وأكد أن الحكومة معنية بدعم الجامعات بشقيها الحكومي والأهلي وإسناد برامجها التطويرية ومراعاة وتطوير مسؤوليتها الاجتماعية وخاصة الجامعات التي تتطور وتتوسع .. منوها إلى ما قامت بها دار السلام في ٢٠١١م باستيعابها لطلاب جامعة صنعاء والتي حالت الظروف المحيطة بالجامعة آنذاك من عدم انتظام الدراسة فيها .. لافتا إلى أن احتضانها لطلاب جامعة صنعاء حينها استطاعت أن توسع رقعة السلام في المحيط اليمني وان تقدم مساندة كبيرة للجامعة وطلابها.

واعتبر الدكتور بن حبتور، افتتاح هذه الكلية والأقسام الجديدة في زمن العدوان، نصر للوطن وأبنائه ورسالة قوية لدول العدوان أن اليمني الذي يقاتل بشراسة في الجبهات العسكرية ويدافع عن حدوده يتمسك في الوقت ذاته بالعلم والمعرفة ويأخذ بأدواتهما الحديثة. 

وأشار إلى أن الجامعات مصدر للمعرفة وحاضنة للعلوم والتطور ومن المهم أن الحفاظ عليها ومساندة أنشطتها التطويرية.

وتناول رئيس الوزراء في كلمته الدور الحضاري والتنويري للعراق الشقيق ..قائلا بهذا الشأن " إن العراق كان وسيظل منبع الهام للعلم والمعرفة ولقد تشرفت أثناء زياراتي المتكررة له خلال فترة الحصار الأمريكي باللقاء بأساتذة كبار لهم إنتاجات علمية تشرف العرب كافة وليس الشعب العراقي فحسب".

وبين أن التطور العلمي والروح القومية التي امتلكها العراق من الأسباب الرئيسة لاستهدافه والنيل من نهضته وتدميره على ذلك النحو.. مؤكداً أن العراق الشقيق سيتعافى ويتجاوز ويغلق كافة أبواب الشر والثقافات الفرعية الهدامة .. مؤكدا أن العراقيين لهم فضل على الوطن العربي وينبغي أن يحظون برعاية كافة الشعوب العربية في هذه الفترة.

كما أشار إلى أن تدمير العراق الذي استند على كذبة كان غلطة كبيرة باعتراف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي شاركت بلاده حينها في هذا الفعل اللا أخلاقي.

وتطرق رئيس الوزراء إلى الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي مارتن غريفيث في ضوء زيارته الأسبوع الجاري إلى صنعاء .. وقال " سيتم استئناف الحوار في النمسا وعلى تحالف العدوان أن يعترفوا بحقوق الشعب اليمني السيادية وان يقبلوا بالتماهي مع التعايش السلمي وحسن الجوار ".

وأكد أن الصراع ليس كما يروّجون له بانه بين الحوثيين والشرعية، ولكنه صراع بين الشعب اليمني ودولتي العدوان السعودية والإمارات اللتين تقومان حتى اللحظة بتدمير اليمن والسعي إلى تفتيته.

وقال " إن أرادوا السلام فنحن مع السلام وان أرادوا غير ذلك فليس من خيار أمامنا سوى المضي في مقاومتهم إلى ما شاء الله لنا ذلك ".

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالإشارة إلى تزامن هذه الفعالية مع ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام وجزء كبير من أهله .. لافتا إلى الحسين والأفكار التي استشهد من أجلها هي ملك للأمة اجمع .. واصفا ما تعرض له وأسرته بالظلم التاريخي .. مترحما على كافة شهداء الأمة الذين ارتقت أرواحهم في سبيل الحق والدفاع والانتصار له .

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب قد القى كلمة، هنأ في مستهلها قيادة الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام بافتتاح هذه الكلية وبالتحسن المتواصل الذي تشهده الجامعة .

ولفت إلى أن الوزارة حرصت على إفساح المجال أمام جميع الجامعات لتطوير إمكانياتها الفنية والتعليمية والأكاديمية الأمر الذي ساعد الكثير منها ومنها دار السلام على إحراز الكثير من التطوير في مسار نسقها التعليمي المواكب للمتطلبات المعرفية والعلمية الحديثة.

ونوه بوفاء الجامعة والتزامها بالمعايير والاشتراطات المطلوبة من قبل الوزارة .. واعتبر استمرارها في أداء رسالتها في ظل السنة الرابعة للعدوان، نوع من الصمود الذي يعزز من الثبات والصمود في مواجهة العدوان.

والقيت كلمة من قبل رئيس الجامعة الدكتور كريم زُغير، أكد فيها العمل عبر كافة الوسائل للنهوض بإبداعات علمية وثقافية تسهم في إضافة نوعية إلى أعمدة العلم والمعرفة الموجودة في الجمهورية اليمنية .

وأشار إلى سعي جامعة دار السلام إلى إيجاد بيئة جامعية متطورة تواكب مجالات العلوم الحديثة في العالم لما فيه خلق مجال تحديثي للبرامج والمخرجات التي تقوم على البحث العلمي والمعرفي.

واستعرض الإمكانات الأكاديمية والبشرية والتعليمية والمعملية التي تمتلكها الجامعة والإنجازات التي حققتها منذ إنشائها والاتفاقيات العلمية التي أبرمتها مع جامعات عالمية وعربية لتبادل الخبرات العلمية وتدريب الطلاب في جميع المجالات.. لافتا إلى أن جامعة دار السلام وبشهادة من المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية هي المؤسسة الأولى في مجال المسؤولية الاجتماعية في اليمن وذلك لمساهمتها في معالجة قضايا المجتمع ودعم الطلاب المتفوقين وذوي الدخل المحدود والمضي قدما بتعزيز بروح التعاون المسؤول في المجتمعات.

وأكد الدكتور زُغير، التزام الجامعة بمواصلة تطبيق كافة القوانين والأنظمة واللوائح والتعليمات والسير عبر الخطط المدروسة في الورش العلمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي .

وكان رئيس الوزراء قد اطلع أثناء الزيارة على الإمكانات والتجهيزات الفنية والتعليمية التي تؤدي الجامعة رسالتها العلمية والمعرفية عبرها، وافتتح ق توسعة كلية طب وجراحة الفم والأسنان، الذي اشتمل على التجهيزات اللازمة للتطبيق العملي لطلاب الكلية .

واستمع الدكتور بن حبتور من رئيس الجامعة إلى شرح عن التخصصات العلمية والإنسانية الموجودة في الجامعة وخططها التطويرية للفترة المقبلة .. موضحا أن كلية الدراسات العليا التي تم افتتاحها اليوم تهدف إلى تقديم برامج علمية متميزة في درجتي الدبلوم العالي والماجستير في مختلف التخصصات التي تلبي احتياجات التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي في المجتمع اليمني.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن هذه الكلية ستشمل برامج إدارة الأعمال وحاسوب وتقنية معلومات ومحاسبة وعلوم مالية ومصرفية ونظم معلومات إدارية محاسبية وقانون عام وخاص واللغة الإنجليزية والترجمة والإعلام