القاهرة - شيماء مكاوي
كشف استشاري الأطفال، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، زميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، عن أهمية اليوم العالمي لمكافحة التدخين الموافق 31 مايو/أيار من كل عام، قائلًا: "في عام 1988، أصدرت جمعية الصحة العالمية القرار WHA42.19، الذي تدعو فيه إلى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في الـ31 من شهر مايو من كل عام".
وتابع بدران، في لقاء خاص لـ"اليمن اليوم"، أن التدخين يفاقم سوء التغذية ويستهلك أموالًا يفترض أن تخصص للتغذية السليمة، ويميل المدخنون لتناول أغذية فقيرة في الحديد كمًا ونوعًا، ويسبب أنيميا وانخفاض كفاءة أجهزة الجسم، بسبب استيلاء أول أوكسيد الكربون على الهيموغلوبين، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء بشكل عام.
وأضاف بدران، أن التدخين يقلل امتصاص الطعام وفيتامين أ الهام للبصر والمناعة المخاطية والجلد، يرتبط نقص فيتامين أ أيضًا مع ضعف كفاءة الجهاز التنفسي، لا سيما الحويصلات الهوائية والرئتين, ما يقلل من امتصاص الأكسجين من الرئتين وخفض قدرة الرئتين على التخلص من ثاني أكسيد الكربون, وزيادة معدلات العدوى والالتهابات.
وواصل بدران، أن التدخين يقلل امتصاص فيتامين سي ويدمره، وتقل حيوية الأغشية المخاطية بسبب نقصه، وتأخر التعافي والشفاء من أي تهتك للأغشية المخاطية أو عمليات جراحية, والاكتئاب والتعب والإعياء الدائم، مؤكدًا أنه يسبب أيضًا نقص الحديد، حيث أنه يقلل من فيتامين سي الذي يعتبر ضروريًا لامتصاص الحديد وتكوين كريات الدم الحمراء.
وأكد بدران، أن التدخين يقلل من امتصاص فيتامين د، ما يضر العظام والأعصاب والمناعة، ويتداخل مع امتصاص الكالسيوم، الهام لبناء العظام جديدة، وانخفاض امتصاص الكالسيوم مع انخفاض امتصاص فيتامين د , وعرقلة الدورة الدموية، يسرع انخفاض نمو العظام في الأطفال حتى إن لم يكونوا مدخنين فعلًا, وفقدان الكالسيوم في العظام يسبب الهشاشة والكسور والألام الدائمة في العظام.
وأوضح الدكتور بدران، أن مضادات الأكسدة الطبيعية، أصبحت من أساسيات الارتقاء بالصحة ولمناعة أفضل، وهي التي تحمي الخلايا من الجزيئات الحرة التي عادة ما تنتج داخل الجسم ولها القدرة على تدمير خلايا الجسم، وتُضعف جهاز المناعة، فتسبب السرطانات, السكر, الكاتاراكت "المياه البيضاء في العين"، وزيادة تجاعيد الجلد والشيخوخة المبكرة.
وأردف بدران أن نسب الجزيئات الحرة ازدادت مؤخرًا في جسد الإنسان، نتيجة الثورة الصناعية, التوتر, الإضافات التي تضاف للأغذية كمكسبات اللون والطعم والرائحة والمواد الحافظة, طبخ الطعام بدون تغطيته, الإجهاد, المبيدات الحشرية, التلوث البيئي، والتدخين يزيد من الشوارد الحرة خاصة في الشعب الهوائية، فكل نفخة من دخان السجائر تحتوي على 1014 جزئ من الشوارد الحرة، ما يسبب نقصان كبير في مستويات مضادات الأكسدة مثل فيتامين سي وهـ، والبيتاكاروتين، والجلوتاثيون، وتمنح الشوارد الحرة الإليكترونات وتجعلها مستقرة بلا تدمير لخلايا الجسم، وهناك 5000 نوع من مضادات الأكسدة, بعضها ينتج بصوة طبيعية داخل الجسم، ومن أهم مضادات الأكسدة فيتامين سي وفيتامين ه.ـ
وبيَّن بدران، أن التدخين يزيد من الشوارد الحرة في الشعب الهوائية ويقلل بدرجة كبيرة من مضادات الأكسدة فيها، ويخفض مضادات الأكسدة في الشعب الهوائية،
مبرزًا أن الدراسات الحديثة بينت أن التدخين يخفض مضادات الأكسدة في الخلايا الطلائية للشعب الهوائية بعد 60 دقيقة فقط وتلك الخلايا تعمل كخط دفاع ميكانيكي داخلي للجهاز التنفسي من الميكروبات الغازية والمؤثرات البيئية، وتنظف باستمرار الغشاء المخاطي في الشعب الهوائية، ما يمنع أي عرقلة ميكانيكية لتدفق الهواء، وتفرز العديد من الوسائط الكيمائية التي تفيد في نمو وتطور وعمل هذه الخلايا والعضلات الملساء التي تليها، كما تفرز مضادات للالتهابات طبيعية، ومن المعروف سابقًا أن التدخين يضر هذه الخلايا التي تتعرض باستمرار في المدخنين لسمومه, إذ يسبب أيضًا الإقلال من حيوية وكفاءة هذه الخلايا الهامة وظيفيًا، ويقلل من مناعتها وقدرتها على الانقسام، ويقلل من متانة بروتين الكولاجين، ما يؤثر في قدرتها على إصلاح أي تلف، ويجعلها لبنة سهلة ممهدة لحدوث الالتهابات المزمنة والربو الشعبي، وتليف الرئة.
وأشار الدكتور بدران، إلى أن الجديد أن هذه الخلايا الطلائية للشعب الهوائية هامة جدًا للوقاية والتعافي من الالتهابات الرئوية، ومن المعروف أن الفيروسات تسبب أغلب الالتهابات الرئوية لا سيما في المدخنين ومرضى الربو والمسنين وذوي الأمراض المزمنة وناقصي المناعة والأطفال، ولايوجد علاج غالبًا لأغلب الفيروسات, والشفاء منها يعتمد على استعادة الجهاز المناعي لعافيته للتخلص التام من الفيروسات.
وكشف بدران، أن الالتهابات الرئوية شائعة وتعتبر من مضاعفات الإنفلونزا، وتصيب 450 مليونًا سنويًا, وتقتل 4 مليون سنويًا في العالم، منهم 2 مليون طفل، والفيروسات التنفسية تضر المدخنين "سواء التدخين الإيجابي أو السلبي، أكثر من غير المدخنين، لا سيما في المسنين وذوي الأمراض المزمنة وناقصي المناعة، وبناءً على ما تقدم يجب إضافة تحذير ضرورة الإقلاع عن التدخين للوقاية من الفيروسات التنفسية ومضاعفاتها.
ولفت بدران، إلى أن التدخين يمهد الطريق للعدوى بالبكتيريا أيضًا لا سيما الجهاز التنفسي، لإنه ينقص المناعة، ويقلل من كفاءة الأهداب التنفسية، وعند غياب الأهداب الخلقي أو المكتسب تصبح الخلايا مستباحة بلا حراسة، فالتدخين يشل الأهداب، حيث يقصر أطوالها فتصبح قزمة ذي كفاءة أقل يدمرها على ا لمدى الطويل، ما يقلل من المناعة المخاطية والقدرة على التخلص من الميكروبات والمواد الغريبة والمخاط الزائد في الأنف أو الصدر.
وأكمل الدكتور بدران، أن خفض مضادات الأكسدة يمهد للسرطانات والأمراض المزمنة، والتدخين يمهد لسرطان القولون، ويزيد من فرص العمى مع تقدم العمر، وتدخين الأمهات يزيد من سرطانات الأطفال، مؤكدًا أن أفضل الأغذية بمضادات الأكسدة الطبيعية "التوت الأزرق, التوت الأسود, الزيتون, الفراولة, البرتقال, الأناناس, العنب الأسود والأحمر, البرقوق, التفاح, الفول, السبانخ, الفلفل الحار, عش الغراب, البنجر, الخرشوف, البصل, الطماطم, الشاي الأخضر, البندق, عين الجمل, اللوز, القرنفل, القرفة, والزعتر".
واختمم الدكتور بدران، قائلا: "وفوائد مضادات الأكسدة رفع المناعة, حماية الجهاز العصبي, تأخير الشيخوخة, المحافظة على الجلد ونضارته, حماية القلب والدورة الدموية, منع ترسب الدهون داخل الأوعية الدموية, الوقاية من السرطان, الوقاية من مضاعفات مرض السكر".