عدن - حسام الخرباش
حذر منسق الشؤون الإنسانية لـ "الأمم المتحدة"، في اليمن جيمي مكغولدريك، من أن تركيز الجهود على مكافحة تفشي الكوليرا، يهدد بتفاقم الأزمة الغذائية في البلد الغارق في نزاع مسلح، وقال المسؤول الدولي في مؤتمر صحافي عقده في صنعاء، إن المنظمات الإنسانية عدلت في برامجها الخاصة بمكافحة سوء التغذية، لتركز مصادرها على مكافحة الكوليرا، مضيفًا "إذا لم نجد بديلاً لهذه المصادر، فإن هذا الأمر سيفاقم أزمة الغذاء".
وتابع أن غالبية المساعدات المالية البالغة 1,1 مليار دولار، والتي أعلنت عنها دول مانحة في مايو/أيار الماضي، ولم تصل إلى الجهات المعنية في اليمن بعد، ونحاول القيام بكل ما نستطيع، لكن الأمر أكبر مما نقدر على التعامل معه، وأكد ماكغولدريك، إن 1675 شخصاً توفوا حتى اليوم بسبب وباء الكوليرا المتفشي في اليمن منذ 27 أبريل/نيسان الماضي.
وذكر ماكغولدريك ، إنّ الكوليرا سيستمر في الانتشار، وسيخلّف المزيد من المتضررين، وإنّ "انتشاره يضرّ بقدرة الناس على التحمّل والمرونة حيال أيّ أزمات مستقبلية، وخصوصا المجاعة المحتملة التي تهدد ثلثي السكان، وتم تسجيل، حتى الأربعاء، أكثر من 284 ألف إصابة واشتباه بالمرض، توفّي منها ألف و657 حالة".
وقال إنّ المرض يتركز بدرجة رئيسية في 4 محافظات يمنية أكثر من غيرها، وهي العاصمة صنعاء، ومحافظة حجة (شمال غرب اليمن)، وعمران (شمال)، والحديدة (غرب)، وأشار إلى أن محافظة سقطرى هي المنطقة الوحيدة التي لم يتم تسجيل أية حالات فيها، وكشف المنسق الأممي أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون 40% من حالات الإصابة المسجلة، فيما يمثل الأطفال دون سن الخامسة عشرة ربع الوفيات.
ويشهد اليمن منذ عام 2014 نزاعًا داميًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، بعد أن سقطت العاصمة صنعاء بأيدي الحوثيين في سبتمبر/أيلول من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً، مع انطلاق تدخل عسكري لتحالف عربي بقيادة السعودية في البلاد في مارس/آذار 2015، وقتل منذ ذلك الحين ثمانية آلاف شخص جراء النزاع، وتسببت الحرب بانهيار البنى التحتية الطبية والصحية في البلاد، ما ساهم أواخر أبريل/نيسان الماضي في تفشي الكوليرا للمرة الثانية في أقل من عام، وتقول الأمم المتحدة إن نحو سبعة ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة في اليمن.