القاهرة - مينا جرجس
أكد وزير الصحة اليمني، الدكتور ناصر محسن باعوم، انتشار وباء الكوليرا في اليمن، إذ حصد أرواح أكثر من 420 ضحية وأصاب ٢٥٦٧ آخرين في أسبوعين.
وقال خلال مقابلة له مع صحيفة "الأهرام" المصرية، الثلاثاء، إن الوضع الصحي الآن في اليمن صعب للغاية، فهناك مساحة كبيرة ومحافظات تسيطر عليها قوات الحكومة الشرعية وبدأت الأوضاع تتحسن في القطاع الصحي رغم قلة الإمكانات، وعدم وجود الموازنات، ولكن بدعم أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية وكثير من المنظمات الدولية، واستطعنا أن نعيد بعض المنشآت الصحية إلى وضعها الطبيعي أو شبه الطبيعي، وهناك دعم نقدمه للمحافظات التي ما زالت تقع تحت سيطرة الانقلابيين خاصة المحافظات ذات الكثافة السكانية الكبيرة.
وأضاف أنهم يقدمون الدعم لتلك المحافظات، إلا أنه لا يستثمر بشكل مناسب، وذلك يرجع إلى أن كثيرا من الأدوية يمنع وصولها من قبل الميليشيات الانقلابية إلى المواطنين، ولعل ما يؤكد ذلك ظهور حالات من مرضى الكوليرا نتيجة التقاعس والإهمال في الإصلاح البيئي، وتراكم القمامة في الشوارع والميادين خاصة مدينة صنعاء، وكذلك ما حدث في محافظة الحديدة من سوء الخدمات، وتعرض الكثيرون للمجاعة، نتيجة حرمان المواطنين من وصول المساعدات الغذائية والدوائية إليهم من قبل الميليشيات الانقلابية.
وتابع: "نعاني في اليمن من مشكلة النازحين الداخليين، وهم أبناء اليمن النازحون من مناطق الصراع فرارًا إلى المناطق الآمنة، وهم يمثلون نحو 3.5 مليون نازح يمني، ولدينا النازحون من القرن الأفريقي وأعدادهم كبيرة ومتزايدة من الصومال وإثيوبيا، وهو ما يمثل عائقا كبيرا, ونتعامل مع العديد من المنظمات الدولية خاصة منظمات الهجرة والمفوضية السامية للاجئين، ونحن نتحمل هذا منذ نحو 4 سنوات"، حسب قوله.
وواصل وزير الصحة اليمني: "ننفذ سنويا حملتين وطنيتين للتطعيم وللتحصين ضد الأمراض القاتلة ومنها شلل الأطفال واليمن خال من شلل الأطفال منذ عام 2006 ورغم ظروف الحرب لم يتم تسجيل أي حالة، أما في ما يتعلق بالكوليرا فالموضوع متعلق بالإصلاح البيئي، فإذا أردنا أن يختفي هذا الوباء فعلينا أن نوجد بيئة صحية آمنة من مياه شرب صالحة ومنظومة صرف صحي جيدة، وتوفير خدمات الكهرباء وغيرها من الاحتياجات الضرورية فعندما تتوافر مثل هذه الاحتياجات سوف تختفي هذه الظاهرة، ونحن الحلقة الأخيرة في مواجهة هذه الأوبئة مثل الكوليرا والحميات والملاريا، وننسق الآن مع المنظمات الدولية ومجلس التعاون الخليجي على تحديد مراكز لاستقبال هذه الحالات ومراكز للرصد الوبائي لمكافحة هذه الحالات بالإضافة إلى التوعية الصحية للمواطنين، وهناك تنسيق مع الصليب الأحمر الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود بمختلف الفروع، كما يوجد في اليمن ممثلون لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف".