مرض الكوليرا

مرض نغفل عنه جميعًا، بينما هو يحصد ضحاياه في البلدان التي رهن الحروب والكوارث، مثل اليمن حيث يعتبر في الوقت الحالي واحدة من أكبر بلاد الأوبئة خلال السنوات الأخيرة، وقد تم تسجيل أكثر من 200 ألف حالة إصابة بالكوليرا و1300 حالة وفاة، ربعهم من الأطفال، خلال الأشهر الأخيرة في دولة اليمن، بسبب سوء خدمات المياه والصرف الصحي، بحسب موقع Focus الإيطالي.يعتبر الكوليرا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أسوأ وباء في العصر الحالي.

 فيما يلي جابات عن الأسئلة الأكثر شيوعًا حول هذا المرض:

1- ما هو مرض الكوليرا؟هو عبارة عن التهاب في الأمعاء، يؤدي إلى شكل حاد من الإسهال، ينتج عن بكتيريا تسمى ضمة الكوليرا Vibrio cholerae، وهي عبارة عن ميكروب يعيش بشكل أساسي في المياه المالحة، وفي البيئات الغنية بالطحالب والعوالق، مثل مصبات الأنهار، لكن يمكن أيضاً أن يلوث المياه العذبة، يرجع السبب الأساسي لغالبية الأوبئة إلى ما يسمى (Sierogruppo 01). ويمكن أن تسبب أنواع فرعية أخرى من البكتيريا أشكالاً ضعيفة من المرض، لكن عمومًا لا تعتبر أوبئة.

2- كيف ينتقل؟تحدث العدوى من خلال تناول مياه أو طعام ملوث بمخلفات شخص حامل للمرض. تعد الأطعمة الأكثر تعرضًا للمرض هي الأطعمة النيئة، مثل المأكولات البحرية، ويبدأ المرض في الظهور خلال ما بين 12 ساعة إلى 5 أيام من تناول الطعام أو السوائل الملوثة.

3- ما هي أعراضه؟تظهر على معظم الأشخاص المصابين أعراض قليلة أو معدومة، على الرغم من أن الفضلات الناتجة عنه يمكن أن تصيب الآخرين، وفي أقل الحالات، أي ما يمثل واحدًا من كل عشرين، يظهر عليه شكل حاد من حالات الإسهال المائي، ويمكن أن يؤدي الجفاف الناجم عن الإسهال إلى الموت في غضون ساعات، لاسيما في البلدان التي تسوء فيها الرعاية الصحية.

4- طرق العلاج؟أهم تدخل لعلاج المرض هو إعادة إدماج السوائل المفقودة، وتصل إلى 6-7 لترات في بداية المرض، في الحالات الأكثر خطورة، قد يتطلب الأمر إلى ضخ محلول الإماهة عن طريق الوريد، وعادة ما تدار المضادات الحيوية لتقصير مسار المرض، خاصة في الحالات الخطيرة أو عند معظم المرضى المعرضين للهلاك مثل كبار السن.

5- هل هناك لقاح؟يوجد لقاح للمرض، ويستخدم خاصة في المناطق التي يتوطن فيها المرض: تقدر نسبة الحماية المتاحة بحوالي 65%.، ويقدم موقع Viaggiare sicuri للسفر، برعاية وزارة الخارجية الإيطالية، ذلك المصل فقط للمسافرين في المناطق المعرضة للمرض، وخاصة العاملين في الخارج ورجال الإنقاذ الذين يسافرون إلى البلدان المتضررة من الكوارث، وذلك للتقليل من نسبة المخاطر. تتطلب بعض الدول التدخل على أي حال، مثل دولة مدغشقر.

6- أين يمكنك أن تصاب بهذا المرض؟يتوطن مرض الكوليرا في الكثير من بلدان العالم النامي، من جنوب شرقي آسيا، إلى أفريقيا وأميركا الجنوبية، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئات التي تقلّ بها فرص الحصول على المياه النظيفة والمجاري، فتكون إما نادرة أو غير موجودة، ويحدث أحيانًا تفشي المرض، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية قد يصل المرض إلى 4 ملايين حالة سنويًا في جميع أنحاء العالم، يصل منها عدد الموتى إلى ما يتراوح بين 21 ألفًا إلى 143 ألفًا، من الصعب تحديد العدد بدقة، لأنه يتم تقييم وإخطار الأقلية فقط من الحالات.

7- هل ما زال المرض يوجد في أوروبا؟يعتبر الكوليرا في أوروبا والدول الصناعية مرضًا مستوردًا، ووقع في إيطاليا آخر تفشٍّ كبير لوباء الكوليرا في عام 1973 في مقاطعتي كامبانيا وبوليا، وظهر مرة أخرى الوباء في عام 1994 في مدينة باري، لكن كان محدودًا، وأصاب نحو 10 حالات، وتوفي رجل من الكوليرا في ميلان عام 2008 بعد عودته من مصر، حينها أظهرت النتائج أنه كان مصاباً به أثناء وجوده في الخارج، كما تعتبر الحالات في بقية أوروبا محدودة، تحدث حالة واحدة لكل 10 ملايين نسمة.

8- ما هو تاريخ وتطور هذا المرض؟انتشر وباء الكوليرا في القرن التاسع عشر، في جميع أنحاء العالم، من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانغ في الهند، وكان يعتقد في منتصف القرن التاسع عشر أنه ينتقل من خلال هواء المستنقعات، مثل الأمراض المعدية الأخرى، وكان الطبيب الإنكليزي جون سنو، يعتبر واحدًا من الآباء المؤسسين لعلم الأوبئة، فقد اكتشف لأول مرة وباء قد اندلع في حي لندن الذي كان من المقرر أنه مضخة عامة للمياه الملوثة في المنطقة، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر، قتلت 6 أوبئة الملايين من الناس في جميع القارات، ووفقًا لدراسات حديثة، يؤدي تغير المناخ إلى خلق بيئة مواتية لانتشار بكتيريا ضمة الكوليرا وغيره.