رائحة الأزهار

تفاجأت سمر خياط عندما دخلت مكتبها بباقة أزهار كبيرة، لونها أحمر، وذات رائحة زكية، وعليها “بطاقة” كتبت عليها عبارات جميلة، وطلب خطبتها من قبل زميل لها في العمل.

تقول خياط “كان لفكرة الطلب هذا وقع جميل في نفسي، فبمجرد أن شاهدت الباقة الجميلة شعرت بسعادة كبيرة، ومفاجأة لم أتوقعها. وبعد أن قرأت البطاقة انتابتني ضحكات هستيرية، وفرح شديد جعلني أستقبل الأمر ببساطة وحب. واليوم أنا متزوجة منذ ثلاثة أعوام، وكثيرا ما يهديني زوجي وهو زميلي السابق، الكثير من الورود”.

في حين يقول كرم علي إنه يحتار كثيرا في موضوع إرسال الهدايا في المناسبات، ولذلك يجد أن الأزهار أفضل الهدايا على الإطلاق لأي شخص، لصديق ترفع في عمله، أو في مناسبة تخرج، وحتى في مناسبات أعياد الميلاد.

ويبين أن الأزهار هدية مستحبة، ولها وقع جميل في نفس من تُهدى إليه، وهي هدية لا يمكن أن يعلق عليها الشخص، لأن المعاني التي تحملها جميلة ولا تقدر بثمن، فضلا عن أنها تريح المزاج.

تبين دراسة أجريت مؤخرا بأن تلقي باقات الورود والأزهار المختلفة يعزز الإحساس بالسعادة عند الإنسان، ويقوي قدراته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، بصرف النظر عن حالته النفسية والاجتماعية الآنية عند تسلمه تلك الباقة.

كثير من الناس يشترون الورد والأزهار حبًّا في شكلها الجميل وألوانها الزاهية، يعبّرون بها عن الحب، أو عن معان أخرى، بحسب ألوانها وأشكالها المختلفة.

وتؤكد الدراسة أن للأزهار والورود مفعولا قويا، وخاصة على أمزجة النساء.

وفي هذا السياق يبين اختصاصي علم النفس، د. محمد مصالحة، أن الورود بالنسبة للمرأة على الخصوص ليست مجرد ديكور، إذ إنّ لأريجها، كما تبين الأبحاث العلمية، مفعولا قويا على مزاج المرأة.

إلا أن التأثير، وفق مصالحة، يختلف في قوته بحسب نوع الزهرة، واختلاف رائحتها، فالزنبق الزهري والنرجس البري الأصفر يساعدان على تحسين الشعور بعد يوم شاق من ضغط العمل.

ويضيف مصالحة أن أبحاثا أكدت أن مفعول رائحة هذه الأزهار أفضل بكثير من تناول بعض الأدوية المهدئة أو المسكنة.

ويؤكد أن رؤية الأزهار المتفتحة تساعد الإنسان على تحمل الألم، وأن للروائح العطرية مفعولا في تخفيف الحزن، وفي التنفيس عن حالات الغضب والاكتئاب.

إذ أثبتت هذه الدراسات أن النساء اللواتي تم تعريضهن لرائحة الخزامى أثناء إجراء الامتحانات، أفدن أنهن كنّ مسترخيات أكثر من غيرهن، لذلك تنصح الدراسة كل النساء اللواتي يتعرضن للضغط في عملهن بإحاطة أنفسهن بالأزهار لتحسين أمزجتهن وأدائهن في العمل.