ركود الدم في الأوردة

يؤدي كل تعب أو خمول زائد إلى ركود الدم في الأوردة، وكل ركود دموي يفتح الباب أمام الالتهاب، إذا جعلنا الماء العادي يركد في قنينة مدة 15 يومًا، سنجد على سطحه طبقة من العفن، إذا فحصناها بالمجهر، سيكشف لنا هذا العفن عن عدد هائل من البكتيريا.

وتحدث الظاهرة نفسها، وبشكل بديهي، مع الركود الدموي, ركود الدم الشامل في الأوردة غير موجود إلا في الجثث, الركود الموضعي يتكامل مع الحياة، لكن تباطؤ جريان الدم في الأوردة ينبئ بالتهاب.

ركود الدم في الأوردة يمكن أن يتسبب به :
• البرد
• نقص الأوكسجين
• موت الأنسجة موضعيًا
• مغاطس المياه الباردة للقدمين

الركود الدموي يمهد لتوالد الأمراض المعدية, إذا حلّ الركود الدموي في الشرايين، فهو يكون مصحوبًا بنقص الأوكسجين مع الظروف المواتية لتشكل العوامل التي تؤدي إلى موت الأنسجة, فقط في هذه الظروف، يصبح تكاثر الميكروبات وغزوها للجسم ممكنًا.

ويعتبر علماء البكتيريا أن غزو الميكروبات الفتاكة هو السبب الأول للالتهابات؛ لكنهم مخطئون، دون ركود للدم في الأوردة مسبقًا, دون موت للكتل الخلوية، الالتهاب غير ممكن.

ونسجل أن تكاثر وغزو الميكروبات التي تعيش عادةً في المجاري التنفسية وعلى الجلد، لا يصبح ممكنًا إلا بعد مرحلة من نقص الأوكسجين ودرجة معينة من التسمم بثاني أوكسيد الكربون, لا تهاجم الميكروبات إلا الخلايا المريضة أو الميتة.

والركود الدموي يشجع أيضًا على “خنق” الجسم، فركود الدم في الأوردة مصحوب دائمًا، كما رأينا، بنقصان حجم الدم في الشرايين والانخفاض الكبير في حجم الأوكسجين في بلازما الدم، ونقص الأوكسجين بشكل عام يخفض الطاقة في الجسم، ويبطئ كل التفاعلات البيوكيميائية. مثلًا :
• وفي الرئتين، يكون نقص الأوكسجين مصحوبًا بزيادة الغاز الكربوني CO2، وترتخي أغشية الشرايين وتفقد مرونتها، ولا تعود الشرايين التاجية تتلقى ما يكفي من الأوكسجين، وكذلك خلايا القلب، إذا أصبحت مدة نقص الأوكسجين طويلة، يحدث عندها التهاب عضلة القلب أو احتشائها.

• في منطقة البطن، ركود الدم في الأوردة يكون مصحوبًا بالأنيميا في الجلد والدماغ، وكذلك يساعد ركود الدم على تكاثر الأنسجة الضامة
ركود الدم في الأوردة لوقت طويل يزيد أخيرًا من سماكة أغشية الشعيرات الدموية وتكاثر خلايا النسيج الضام، هذا الأخير يُطغي على الخلايا المتخصصة أو يستبدلها.

عواقبه :
• الارتفاع الكبير لنسبة ثاني أوكسيد الكربون في الأوردة؛
• الارتفاع الكبير لحجم الدم في الأوردة وانخفاض حجم الدم في الشرايين؛
• انخفاض حجم الأوكسجين في الخلايا، في الأنسجة، في الأعضاء، وارتفاع حجم ثاني أوكسيد الكربون في كامل الجسم

 وهذه هي عوارض نقص الأوكسجين والتسمم بكمية كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون.

العلاج الأساسي لركود الدم في الأوردة
المغاطس الساخنة "على ألا تتجاوز أبدًا 42° مئوية" هي الوسيلة الأقوى للتخلص من الركود في الأوردة. باختصار، خذوا مغاطس ماء ساخنة جدًا وستتخلصون من الركود في الأوردة، وإذا لم يكن لديكم مغطس، اغمروا ساقيكم في الدوش أو كوعيكم في المغسلة المليئة بمياه ساخنة جدًا. يمكنكم أيضًا أن تحضروا كمادات أو تستعملوا قنينة مياه ساخنة.

مثال عن الكبد
وضع قنينة ماء ساخن على الكبد يخفض من درجة الركود في الأوردة في الكبد

مثال عن الرئتين
الكمادات الساخنة على الصدر تخفض وتزيل الركود في الأوردة في الرئتين وفي عضلة القلب، وهذا العلاج له أهمية قصوى في خلال النوبات القلبية، تذكروه دائمًا