القاهرة - اليمن اليوم
أنطلقت اليوم ( الأربعاء ) بمدينة ساوباولو البرازيلية اليوم القمة العالمية لالتهاب الكبدي والتى تستمر فاعلياتها حتي يوم 3 نوفمبر الجاري، وموضوع القمة الذي تشارك المنظمة والتحالف العالمي لالتهاب الكبد وحكومة البرازيل في تنظيمه هو " تنفيذ الاستراتيجية العالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي : من أجل القضاء على التهاب الكبد الذي يمثل تهديداً للصحة العمومية".
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أن التهاب الكبد الفيروسي يمثل مشكلة صحية عالمية رئيسية ويتطلب استجابة عاجلة ، حيث أن هناك حوالي 325 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد المزمن في أواخر عام 2015.
وعلى الصعيد العالمي،أشارت التقديرات إلى إصابة 240 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B ؛ وإصابة 80 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C ؛ وقد أدي معا إلى ما يقدر بنحو 1.4 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم ، وهو لم يعد بالإمكان تأجيل استجابة عالمية مكثفة. وتعد القمة العالمية لالتهاب الكبد الوبائي حدثا عالميا واسعا على نطاق واسع من أجل النهوض بجدول أعمال التهاب الكبد الفيروسي ، وهي مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي لمكافحة التهاب الكبد الوبائي. وقد اختيرت البرازيل لشريك واستضافة القمة العالمية لمكافحة التهاب الكبد 2017، تقديراً للمبادرات الوطنية الجارية في البلاد والقيادة الدولية المتسقة في مجال التهاب الكبد الفيروسي .
ويعتبر التهاب الكبد مرض تسببه عدوى فيروسية في غالب الأحيان ، وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبب ذلك الالتهاب ويشار إليها بالأنماط ( A و B و C و D و E ) وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً نظراً لعبء المرض والوفاة الذي تسببه وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة. ومن الملاحظ بوجه خاص، أن النمطين B و C يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويشكلان مجتمعين أشيع أسباب تشمع الكبد وسرطان الكبد. ويحدث التهابا الكبد ( A و E) في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوثة. أما التهابات الكبد( B و C و D ) فتحدث عادة نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوثة عن طريق الحقن. ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوث أو منتجات دموية ملوثة، والإجراءات الطبية الجائرة التي تستخدم معدات ملوثة، وفيما يخص التهاب الكبد B انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة، ومن أحد أفراد الأسرة إلى الطفل، وكذلك عن طريق الاتصال الجنسي. وقد تحدث عدوى حادة مصحوبة بأعراض محدودة أو بدون أية أعراض على الإطلاق، أو قد تنطوي على أعراض مثل أصفرار البشرة والعينين ، والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيؤ والآلام البطنية.
وكشفت بيانات منظمة الصحة العالمية الجديدة أن هناك ما يقدر بنحو 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من فيروس التهاب الكبد B أو فيروس التهاب الكبد C .
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي بشأن التهاب الكبد لعام 2017، إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء الناس يعجزون عن الحصول على الاختبارات والعلاج المنقذ للحياة. ونتيجة لذلك ، يتعرض ملايين الناس لخطر التقدم البطيء لأمراض الكبد المزمنة والسرطان والوفيات.
وقالت الدكتورة "مارغريت تشان" المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية، لقد صار الآن التهاب الكبد الفيروسي يمثل تحدياً كبيراً للصحة العمومية، الأمر الذي يتطلب استجابة عاجلة. وأضافت تشان ، أنه تتواجد الأن بالفعل اللقاحات والأدوية اللازمة لمعالجة التهاب الكبد، ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة بضمان توصيل هذه الأدوات إلى كل من يحتاج إليها.
وذكر التقرير، أن التهاب الكبد الفيروسي تسبب في نحو 1.34 مليون حالة وفاة في عام 2015، وهو عدد مماثل للوفيات الناجمة عن السل وفيروس التهاب الكبد. وبالرغم من أن الوفيات الناجمة عن السل وفيروس العوز المناعي البشري آخذة في الانخفاض، نجد أن الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد آخذة في الازدياد. وقد أصيب ما يقرب من 1.75 مليون شخص مؤخراً بفيروس التهاب الكبد في عام 2015، ليصل إجمالي عدد من يتعايشون مع التهاب الكبد C إلى 71 مليون شخص.
وعلى الرغم من تزايد الوفيات الإجمالية الناجمة عن التهاب الكبد B ، فإن الإصابات الجديدة بفيروس التهاب الكبد B آخذة في الانخفاض ، وذلك بفضل زيادة تغطية الأطفال بالتطعيم ضد التهاب الكبد B . وعلى الصعيد العالمي، تلقى 84 % من الأطفال المولودين في عام 2015 الجرعات الثلاث الموصي بها من لقاح التهاب الكبد B . ففي حقبة ما قبل اللقاح ( التي وفقاً لسنة الإدخال قد تتراوح من ثمانينيات القرن الـ 20 إلى مطلع القرن الـ 21) و 2015، وقد انخفضت نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات ممن يعانون من الإصابات الجديدة من 4.7 % إلى 1.3%. ومع ذلك، كان هناك نحو 257 مليون شخص ، معظمهم من البالغين الذين ولدوا قبل إدخال لقاح التهاب الكبد B، كانوا يتعايشون مع التهاب الكبد B في عام 2015.
وأوضح التقرير إلي تباين مستويات التهاب الكبد B تبايناً واسعاً بين أقاليم منظمة الصحة العالمية، مع تحمل الإقليم الأفريقي وإقليم غرب المحيط الهادئ العبء الأكبر للمرض. وفيما يلي معدل انتشار فيروس التهاب الكبد حسب أقاليم منظمة الصحة العالمية : إقليم غرب المحيط الهادئ : 6.2 % من السكان (115 مليون نسمة) ؛ الإقليم الأفريقي : 6.1 % من السكان (60 مليون نسمة) ؛ إقليم شرق المتوسط : 3.3 % من السكان (21 مليون نسمة) ؛ إقليم جنوب شرق آسيا : 2% من السكان (39 مليون نسمة) ؛ الإقليم الأوروبي : 1.6% من السكان (15 ملیون نسمة) ؛ إقليم الأمريكتين: 0.7 % من السكان (7 مليون نسمة).
وفي يومنا هذا، تعتبر الحقن غير المأمونة في أماكن الرعاية الصحية وتعاطي المخدرات حقناً من أكثر الطرق شيوعاً لانتقال فيروس التهاب الكبد C. وفيما يلي معدل انتشار فيروس التهاب الكبد حسب أقاليم منظمة الصحة العالمية : إقليم شرق المتوسط : 2.3% من السكان (15 مليون نسمة)؛ الإقليم الأوروبي : 1.5% من السکان (14 مليون نسمة) ؛ الإقليم الأفريقي : 1% من السكان (11 مليون نسمة) ؛ الإقليم الأمريكي : 1% من السكان (7 ملايين نسمة ) ؛ إقليم غرب المحيط الهادئ : 1% من السكان (14 مليون نسمة) ؛ إقليم جنوب شرق آسيا: 0.5% من السكان (10 ملايين نسمة).
وذكر التقرير إلي انخفاض معدل الوصول إلى العلاج، حيث لا یوجد الآن لقاح مضاد لفيروس التھاب الکبد، ناهيك عن أن الوصول إلی علاج فيروس التھاب الكبد B وC لا يزال منخفضاً. وتهدف استراتيجية المنظمة بشأن القطاع الصحي العالمي المعنية بالتهاب الكبد إلى اختبار 90 % وعلاج 80 % من المصابين بفيروس التهاب الكبد B وC بحلول عام 2030.
ويشير التقرير إلى أن 9 % فقط من جميع حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد B و20% من جميع حالات التهاب الكبد C قد تم تشخيصها في عام 2015 . كما أن نسبة تقل عن 8 % ممن شخصت إصابتهم بفيروس التهاب الكبد ( 1.7 مليون شخص) تناولت العلاج، و7% فقط ممن شخصت إصابتهم بفيروس التهاب الكبد C وعددهم 1.1 مليون شخص قد بدأوا النظام العلاجي خلال تلك السنة. وتتطلب العدوى بفيروس التهاب الكبد B علاجاً مدى الحياة، وتوصي منظمة الصحة العالمية حالياً بتعاطي دواء تينوفوفير، الذي يستخدم بالفعل على نطاق واسع في علاج فيروس نقص المناعة البشري / الإيدز.
ويمكن علاج التهاب الكبد الوبائي C في وقت قصير نسبيا باستخدام مضادات الفيروسات الفعالة. وقد أشار الدكتور "غوتفريد هيرنشال" مدير الإدارة المعنية بفيروس نقص المناعة البشري في منظمة الصحة العالمية وبرنامج التهاب الكبد العالمي، إلي أننا ما زلنا في بداية جهود الاستجابة لفيروس التهاب الكبد، وإن كان الطريق أمامنا يبدو واعدا. فهناك المزيد من البلدان التي توفر خدمات التهاب الكبد لمن يحتاجون إليها - فتكلفة اختبار التشخيص تقل من دولار أمريكي واحد كما يقل علاج التهاب الكبد C عن 200 دولار أمريكي. ولكن البيانات تسلط الضوء بوضوح على الحاجة الملحة لضرورة رأب الثغرات المتبقية في الاختبار والعلاج.
ويظهر تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي بشأن التهاب الكبد، لعام 2017، أنه على الرغم من التحديات، تتخذ بعض البلدان خطوات ناجحة لتوسيع نطاق خدمات التهاب الكبد.
فقد حققت الصين تغطية عالية (96%) بجرعة لقاح التهاب الكبد B التي تؤخذ عند الميلاد في الوقت المناسب ، ووصلت إلى هدف مكافحة التهاب الكبد B بتقليص معدل الانتشار ليقتصر على 1% لمن الأطفال دون سن الخامسة في عام 2015 .
وحسنت منغوليا من تعاطي علاج التهاب الكبد من خلال إدراج الأدوية المضادة لالتهاب الكبد B وC في برنامج التأمين الصحي الوطني الذي يغطي 98% من السكان.
وفي مصر، خفضت المنافسة سعر علاج التهاب الكبد C لمدة 3 أشهر، من 900 دولار أمريكي في عام 2015، إلى أقل من 200 دولار أمريكي في عام 2016. أما في باكستان، فتتكلف نفس الدورة أقل من 100 دولار أمريكي.
وحظي تحسين فرص الحصول على علاج التهاب الكبد C بدفعة قوية في نهاية شهر مارس 2017، عندما قامت منظمة الصحة العالمية مسبقاً بتأهيل المكون الصيدلاني الجنيس النشط المعروف باسم "سوفوسبوفير". وستمكن هذه الخطوة المزيد من البلدان من إنتاج أدوية التهاب الكبد بأسعار معقولة. وقد أشار الدكتور" تيدروس أدهانوم غيبريسوس" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، من المشجع ملاحظة اضطلاع البلدان بتحويل الالتزامات إلى أعمال ترمي إلى التصدي لالتهاب الكبد. ويعتبر تحديد التدخلات ذات التأثير الشديد خطوة رئيسية في مسار القضاء على هذا المرض المدمر. وقد نجحت عدة بلدان في توسيع نطاق التطعيم ضد التهاب الكبد B . وعلينا الآن أن نكثف جهودنا لتعزيز إتاحة التشخيص والعلاج.
وفي الوقت نفسة ، أعلنت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط يشهد نحو 400 ألف إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد C سنوياً، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الكبد. وكشف التقرير عن أن إجمالي عدد المتعايشين مع التهاب الكبد C في الشرق الأوسط حوالي 16 مليون شخص، وأن أشد المناطق تضرراً من المرض هي أفريقيا ووسط آسيا وشرقها، وفقا لبيانات المنظمة. وقد دعت المنظمة إلى التوعية بالتهاب الكبد الوبائي، الذي يصيب نحو 400مليون شخص على مستوى العالم ، 95 % من هؤلاء لا يعلمون بإصابتهم بالعدوى، وفق ما صرح به ستيفان ويكتور رئيس فريق برنامج التهاب الكبد الوبائي العالمي.
وأضاف ويكتور، إن التهاب الكبد الوبائي هو أحد الأسباب التي لا تلفت انتباه الأشخاص بحق. إنه مرض صامت، وقد لا يكون لدى المصاب أي أعراض لعقود. فربما يكون الشخص قد أصيب بالتهاب الكبد الوبائي (ب) وهو طفل رضيع، أو ربما عبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن عندما كان في سن 16من عمره على سبيل المثال، ولكن المرض لا يتطور ليصبح تليفاً في الكبد إلا عندما يكون المرء في الأربعين أو الخمسين أو الستين من العمر، وخلال هذا الوقت لا تكون لديه أي فكرة عن إصابته. وأفاد ويكتور، أنه رغم انتشار فيروسات التهاب الكبد الوبائي بمعدلات مرتفعة عالمياً، إلا أن المنظمات الدولية المعنية بالصحة لا تضخ المزيد من التمويل لحملات توعية بالمرض مماثلة لحملات أمراض أخرى كالإيدز مثلا. وتساءل ويكتور، لماذا لا يوجد اهتمام دولي من قبل هذه المؤسسات بالمرض، الذي وصفه بأنه أحد الأمراض التي تمثل كلفة عالية للدولة المنتشر بها.
وقد أشارت "جمانة هرمز" مسؤول فني قسم الإيدز والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيا بالمنظمة، إنه على الرغم من أن المرض يشكل عبئاً كبيراً على المجتمعات في شتى المناطق في العالم، لكنه ومع الأسف قوبل بالتجاهل إلى حد كبير حتى وقت قريب. وأوضحت هرمز، أن وسائل تشخيص وعلاج المرض ما زالت مكلفة، وقد تتخطى إمكانيات الدول النامية، خاصة تلك التي تعاني عبئاً كبيراً فيما يتعلق بمعدلات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي B وC. وأضافت هرمز، لكن مع الالتزام الدولي بأهداف التنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠، والتي تدعو إلى مكافحة المرض، نأمل أن تتحرك الموارد الوطنية والدولية لمكافحته.
من جانبها، كشفت جمانة هرمز عن أن منظمة الصحة العالمية ، بالتشاور مع دولها الأعضاء وشركائها طورت أول استراتيجية عالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي (2016– 2021) تتناول فيه فيروسات التهاب الكبد الخمسة، وهي ( A وB وC وD وE )، مع التركيز على B وC نظراً للعبء الذي يشكلانه على الصحة العامة. وأضافت هرمز ماهية الاستراتيجية، حيث تحدد الاستراتيجية طرق الاستجابة لالتهاب الكبد الفيروسي حتى العام ٢٠٣٠، ضمن رؤية لعالم يتوقف فيه انتقال الفيروس، ويتمتع فيه جميع الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد الفيروسي برعاية وعلاج مأمونين وفعالين ومنخفضي التكلفة. وشددت على أن ذلك يأتي بالإضافة إلى الدعم المقدم للدول في اتباع استراتيجيات من شأنها تخفيض تكلفة العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر، لا سيما تلك المتعلقة بمعالجة التهاب الكبد C.
ويشير مصطلح "الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر"، إلى الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم ، والتي تتمتع بآثار جانبية أقل ، وبوسعها أن تشفي أكثر من 95% من الحالات باستكمال مقرر علاجي لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 أسبوعا فقط. وذكرت هرمز ، وعن وسائل الوقاية من المرض، إنه في جميع دول إقليم شرق المتوسط كما في سائر العالم هناك تدابير لتأمين سلامة الدم، تتضمن خلوه من فيروسات التهاب الكبد B و C، والتعقيم والاستخدام الآمن للمعدات الطبية، وتلقيح الأطفال ضد التهاب الكبد الفيروسي B عند الولادة. وأضافت هرمز، لكن هذه التدابير تبقى غير كافية ، إذ إن الخدمات الصحية مستمرة في نقل العدوى بفيروس التهاب الكبد C على سبيل المثال، وهي تشكل وحدها 75– 80 % من معدلات العدوى الجديدة في إقليم شرق المتوسط. وشددت على أن هذه النسبة تدعو إلى المزيد من الجهود لتأمين سلامة الخدمات الصحية. وأكدت هرمز أنه يتوفر الآن لقاح فعال ضد التهاب الكبد B، ويتم حاليا استخدامه بشكل شبه معمم لدى الأطفال عند الولادة في معظم دول الإقليم، إلا أنه يقل استخدام اللقاح لإعطاء الجرعتين الملحقتين لتأمين الحماية الكاملة لهؤلاء الأطفال، كما يقل أكثر استخدامه للكبار من الأشخاص الأكثر عرضة، كالعاملين في مجال الصحة، والمساجين، وعاملات الجنس، والرجال ذوي العلاقات الجنسية مع الرجال، وغيرهم. كما أكد د. محمد إسماعيل أن الوقاية من فيروسات التهاب الكبد الوبائي A، B، C تتم من خلال الأمصال. وأضاف أنه يتوفر في مصر حاليا مصل فيروس التهاب الكبد الوبائي B بينما التهاب الكبد الوبائي C ليس له مصل، وذلك لأن إنتاجه يحتاج إلى رأس مال كبير، بالإضافة إلى وجود أكثر من جين يقف وراء حدوث الإصابة بالمرض، موضحًا أنه تجرى الآن أبحاث بالخارج على محاولة توفير مصل مضاد لفيروس التهاب الكبد الوبائي C.
وأوضح أن وزارة الصحة اعتمدت مؤخراً عقار الهارفونين لقائمة العلاج من الفيروس، وهو جيل متطور لعائلة السوفالدي، وأثبت فاعليته مؤخراً. وعن هذه التجربة المصرية في عقار مكافحة فيروس سي، قالت جومانا هرمز إنها تقدم مثالاً يحتذى به للدول الأخرى، بدءاً من مفاوضة الشركة المصنعة للأدوية لإتاحة الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر بأقل من عشر ثمنها في الأسواق الدولية، إلى تحريك خدمة العلاج في المرافق الصحية وتنظيمها وتجهيزها وتفعيلها ضمن خطة عمل محددة. وشددت هرمز، على أنه بالإضافة إلى العلاج، تأخذ مصر خطوات مهمة للوقاية، من شأنها أن تساعد في الحد من الإصابات الجديدة، لا سيما في القطاع الصحي ، نذكر منها على سبيل المثال خطة الحقن الآمن في القطاع الصحي ، التي تنفذها بدعم من منظمة الصحة العالمية.
ودعماً لحملة " القضاء على التهاب الكبد " ، ستنشر المنظمة معلومات جديدة عن الاستجابة الوطنية في 28 بلداً يتحمل أثقل عبء. والبلدان التي تتحمل حوالي 50 % من العبء العالمي لالتهاب الكبد المزمن ويبلغ عددها 11 بلداً: البرازيل والصين ومصر والهند وإندونيسيا ومنغوليا وميانمار ونيجيريا وباكستان وأوغندا وفيتنام. والبلدان التي تشهد أيضاً ارتفاع معدل انتشار المرض ويبلغ عددها 17 بلداً وتتحمل مع البلدان الآنفة الذكر 70% من العبء العالمي: كمبوديا والكاميرون وكولومبيا وإثيوبيا وجورجيا وقيرغيزستان والمغرب ونيبال وبيرو والفلبين وسيراليون وجنوب أفريقيا وتنزانيا وتايلند وأوكرانيا وأوزبكستان وزيمبابوي.