القاهرة - اليمن اليوم
كشف مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة السمنة الثالث عشر، والذي يعقد بالاشتراك مع المؤتمر الأول للجمعية العربية لجراحات السمنة، عن نتائج بحثين علميين تؤكد أن جراحات تكميم المعدة قد تؤدي إلى تغيرات ما قبل السرطان بالمرئ، مما يعرف بـ "مرئ باريتس" وهي حالة تحدث نتيجة التهابات وارتجاع المرئ المزمن، وإذا تركت بدون علاج فقد يحدث التغيير إلى سرطان المرئ.
وأوضح الدكتور خالد جودت أستاذ الجراحة بطب عين شمس مؤسس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة والرئيس الفخري لها ورئيس المؤتمر ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة المفرطة، أن البحثين الجديدين تناولا نسبة إصابة مرضى تكميم المعدة بـ (مرئ باريتس) بعد عدة سنوات من الجراحة، مشيرا إلى أن البحث الأول نشره الباحث جينكو من إيطاليا في أبريل 2017 وأثبت من خلاله أنه بعد 5 سنوات من تكميم أوقص المعدة أصيب 17.2 ٪ من المرضى بـ (مرئ باريتس)، وأن 74٪ أصيبوا بارتجاع المريء.
أما البحث الثاني من النمسا ونشره في يوليو 2017 الدكتور براجار من فيينا وفيه أثبت أنه بعد 5 سنوات من التكميم أصيب 15% بحالة (مرئ باريتس)، وأصيب 45% بفتق بالحجاب الحاجز، وفي النهاية حذر البحثان من المضاعفات بعيدة المدى للتكميم أو قص المعدة.
على صعيد متصل، أشار الدكتور خالد جودت، إلى أن مؤتمر الجمعية الـ 13 والمنعقد اليوم يتميز بوجود حضور مكثف من جميع البلدان العربية، حيث يشارك فيه أكثر من 25 خبيرا من السعودية والإمارات والبحرين واليونان وعمان، وجراحون عالميون في جراحات السمنة مثل البروفوسير سيكوبيناروا من إيطاليا والبروفوسير شيفالية من فرنسا والبروفوسير ناروريا من الهند، والدكتور واجينج من الصين، بالإضافة إلى أكثر من 500 جراح من مختلف دول العالم.
وأضاف جودت، أن المؤتمر يشمل دورات تدريبية للجراحين، وسيتم نقل حي مباشر للعديد من جراحات السمنة يوم الجمعة 13 أكتوبر، كما أن جلسات المؤتمر تقدم حوالي 140 بحثا جديدا في مجال جراحات السمنة.
وأوضح أن تطورات كثيرة خلال الـ 50 عاما الماضية شهدتها جراحات السمنة، وأصبح هناك أنواع كثيرة لها، من بينها تدبيس المعدة، وقصها وتكميمها، وتحويلها، وتتفاوت تلك الجراحات في نسب النجاح والفشل، ونظرا لأنه بعد عدة سنوات من الجراحة ينتهي العديد من المرضى بالعودة لزيادة الوزن مرة أخرى، حيث سجلت إحصاءات الولايات المتحدة زيادة عدد حالات إعادة الجراحة بسبب الجراحات الفاشلة بنسبة 300%، مما يضطر المريض للجوء إلى الجراحة مرة أخرى، لذا يركز المؤتمر هذا العام على الجديد لتجنب فشل جراحات زيادة الوزن سواء بسبب نوع الجراحة، أو بسبب عدم مهارة الطبيب القائم عليها، وكذلك طرق إعادة الجراحة لعلاج فشل الجراحة الأولي.
وأضاف أستاذ الجراحة بطب عين شمس، أن جراحات تحويل مسار المعدة احتلت المركز الأول لعلاج السكر عام 2017 ، نظرا لقدرتها شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة وعلى رأسها مرض السكر بنسبة 80% شفاء تام ، مما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة للمرض ومن بينها الفشل الكلوي، وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب.
وقدم المؤتمر محاضرة على طرق إلغاء جراحات المعدة المختلفة بالمنظار حتى لو كانت العملية الأولى تمت بالجراحة، والجدير بالذكر أن تكميم أو قص المعدة هي الجراحة الوحيدة للسمنة التي لا يمكن إلغائها حيث يتم خلالها استئصال أوقص 90% من المعدة.