الحكومية اليمنية

واصلت القوات الحكومية اليمنية تقدمها الميداني في العديد من جبهات ريف ومدينة تعز، جنوبي البلاد، اليوم الجمعة. وأعلن مصدر عسكري أن قوات الجيش نفذت هجمات واسعة على مواقع تمركز مليشيات "صالح والحوثي" في محيط مدرسة "محمد علي عثمان"، شرقي المدينة، وأن القوات الحكومية سيطرت خلال ذلك هذه الهجمات على عدد من المباني المحيطة بالمدرسة، والوصول إلى بوابة المدرسة الرئيسية.
واندلعت معارك مماثلة بين الطرفين في محيط معسكر التشريفات، والقصر الجمهوري، في وقت تشتد فيه المعارك بمحيط معسكر الأمن المركزي. وحسب المصدر نفسه فإن المعارك تزامنت مع قصف المليشيات الأحياء السكنية في المحور الشرقي للمدينة بقذائف المدفعية والدبابات وصواريخ "الكاتيوشا".  وسقطت في غضون ذلك قذيفة هاون اطلقتها المليشيات على أحد منازل المدنيين بالقرب من الجامعة اللبنانية، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
وفي جبهات ريف تعز، اندلعت معارك شرسة في العديد من المواقع، بمديرية حيفان، جنوبي تعز. وتمكنت القوات الحكومية خلال المعارك من السيطرة على العديد من المواقع تطل على نقيل هيجة العبد، من جهة منطقة الاحكوم. كما سيطرت القوات الحكومية في الوقت ذاته على ثلاثة مواقع إستراتيجية تطل على الطريق العام الرابط بين مديريتي ذوباب، وموزع، غربي تعز.
وشهدت مديرية القبيطة، شمالي محافظة لحج، جنوبي البلاد، معارك تجددت بين القوات الحكومية ومليشيات "صالح والحوثي". ومنذ الساعات الأولى لفجر اليوم الجمعة، ومعارك تزداد ضراوة بين الطرفين في المديرية، عقب هجمات للقوات الحكومية على مواقع المليشيات. وحسب ما قالت مصادر ميدانية لـ”الاشتراكي نت” فان المعارك تركزت في نجد قفيل، وجبل الحمام، والخضراء.
من جهة ثانية، هدَّدت ما تسمى بـ"جمعية المتقاعدين الجنوبيين" بتعطيل الحركة الجوية في مطار عدن الدولي، وقطع الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي، في حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم.  جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن بالتعاون مع مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب ومركز اليمن لحقوق الإنسان. وطالبت بتنفيذ قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والقاضي بإعادتهم الى العمل وصرف رواتبهم المتوقفة منذ 7 أشهر، وتسوية معاشاتهم أسوة بجنود الجيش.
وسط ذلك، أعلن رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أن استهداف المليشيات الانقلابية للسفينة الإماراتية قبالة السواحل اليمنية وتفجير ثلاث شاحنات تتبع "مركز الملك سلمان" محملة بالمساعدات الإنسانية مؤخراً يعد تهديداً صارخاً للسلم والأمن الدوليين وتهديداً للملاحة الدولية ولحركة التجارة وعملاً غير إنسانياً. وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن المليشيات تواصل نهجها العدواني وعدم الانصياع لصوت العقل، محملاً المجتمع الدولي مسئولية القيام بواجباته لتأمين خط الملاحة الدولي وانقاذ الشعب اليمني الذي يتعرض للتجويع والقتل من قبل هذه المليشيات التي تجردت من كل القيم والمبادئ.
وطالب رئيس الوزراء المجتمع الدولي باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف هذه الاعتداءات المهددة للسلم والأمن الدوليين. وأشاد بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دعمه ومساندته للشرعية، مؤكداً تضامن الحكومة اليمنية مع دولة الإمارات العربية المتحدة في جهودها لتحقيق الإستقرار والسلام في بلادنا. وأشار بن دغر الى أن المليشيات الانقلابية رفضت كافة خيارات السلام وكل المبادرات التي قدمت ابتداءً من مشاورات بيل مروراً بجنيف ووصولاً إلى الكويت وأخيراً رفضها لخيار "الحديدة" خطوة على طريق السلام.
وأكد أن الرجوع إلى استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، هو أقصر طريق لتحقيق السلام، وهي مبادئ تحقق العدالة، وتنهي الحرب وتفضي إلى مصالحة وطنية عامة وشاملة. وجدد رئيس الوزراء حرص الحكومة على استعادة الدولة، وعودة الشرعية، وتحقيق السلام الدائم والشامل لافتاً إلى أن استهداف المساعدات الإغاثية يزيد من معاناة المواطنين ويحرمهم من السلع الغذائية والدواء.
كشف مسؤول "وحدة الرصد والتوثيق" في التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان رياض الدبعي، أن "عدد الأطفال الذين قتلوا من الاطفال المجندين اثناء مشاركتهم في المعارك بلغ 424 طفلاً غير الذين أصيبوا بإعاقات دائمة. وقال في ندوة نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في مجلس حقوق الإنسان في جنيف إن الأطفال المجندين ينتمون غالبا لمحيط اجتماعي قبلي وفقير، وأن مليشيات الحوثي جندت واستخدمت الأطفال في المعسكرات ونقاط التفتيش إما لتقديم الخدمة والمساعدة في الأمور غير العسكرية، أو لتفتيش سيارات المارة والناس في نقاط التفتيش في شوارع المدن”.
واعتبر الدبعي تجنيد الحوثي للأطفال رسالة تحمل في طياتها رسائل نفسية عدَّة منها داخلية للأطفال الموجودين ضمن البيئة الاجتماعية نفسها حيث يتمُّ إظهار هذا الطفل على أنه “بطل”، وبمجرد أن يتكرر المشهد نفسه يعتاد الطفل تلقائياً على العنف ويصبح جزءاً طبيعياً من حياته اليومية، إضافة إلى رسائل اجتماعية لغرض فرض السيطرة بالعنف هدفها إخـافة الإنسان العادي، وإعلامه بأنَّ الطفل مجرم وقادر على القتل فكيف بالشخص البالغ، ورسالة أخرى مفادها إن تجنيد الأطفال هو آلية لإطالة أمد الصراع وانتقاله من جيل إلى آخر من خلال الثارات.
وأوضح الدبعي إن الأطفال الذين استقطبوا للتجنيد في صفوف مليشيا الحوثي كانوا يؤخذون دون علم أهاليهم، أو من خلال الضغط على أولياء أمورهم وتهديدهم إن عارضوا عملية التجنيد، بينما البعض المتبقي يتم تجنيدهم بموافقة أسرهم على أمل أن تحصل الأسرة على مردود مادي يعينهم على تكاليف الحياة وشظف العيش. وأشار الى ان المليشيا استخدمت المساجد ودور العبادة والخطب الحماسية لتجنيد الأطفال واستغلت المدارس لحشد الأطفال الى المحرقة في انتهاك صارخ لحرمة التعليم والمرافق التعليمية كما حدث في مدرسة الكويت مديرية الوحدة بالعاصمة صنعاء، واستخدمت مقار حكومية وأهلية وساحات عامة ومعسكرات استولت عليها كمراكز تدريب للأطفال مثل مقر جامعة الإيمان ومقر الفرقة الأولى مدرع سابقا.