القاهرة - اليمن اليوم
تنتشر قصص الجرائم في العالم العربي بشكل كبير، حيث يصنف معظم من ينفذها بالمرضى النفسيين الذين يعيشون مع عائلاتهم، كقنابل موقوتة، أو مشروع قاتل قد يطلق العنان لمخيلته الإجرامية في أي لحظة، فقط لأن الأسرة لا ترغب في القول إن ابنها #مريض_نفسي، خوفاً من نظرة المجمع الدونية لهم.
في هذا السياق، أوضح الدكتور علي زائري، المختص النفسي بمركز النخيل الطبي بجده ، أنه ليس هناك عارض محدد يمكن الاعتماد عليه، لكن هناك علامات توضح أنك أنت أو الشخص الذي أمامك أو يعيش معك في محيط الأسرة أو العمل أو المدرسة مصاب بمرض نفسي، وبحاجة إلى مراجعة للعيادات النفسية.
وبيّن أن هناك نوعين من المرض النفسي، الأول: ما يُذهب العقل، والثاني: لا يؤثر على العقل.
ومن العلامات التي تحدث عنها الدكتور زائري، والتي تخص النوع الأول، شعور الشخص بأفكار غريبة: “نسميها ضلالات أو اعتقادات غير صحيحة ومنها الشعور بالاضطهاد من المقربين منه، أو أنه مراقب أو يخشى الاعتداء عليه في أي لحظة، ويشعر أن ذلك من الأسرة أو الجيران أو حتى الغرباء، وهذا يجعله يتجه للانتقام سواء بالاعتداء على الشخص الذي يشك به أو قتله للتخلص من هذا الشعور غير الصحيح”.
وأضاف: “هذا النوع من الضلالات الاعتقادية ومنها الانفصام والذهان، يعد أشهر نوع لدى المرضى النفسيين الذين يتسمون بالعنف”.
وأيضاً من العلامات، تغير نمط السلوك والأفكار لدى الشخص عن سابق العهد. كأن يتحول من شخص مرح ونشيط إلى شخص منعزل، قليل الكلام قليل النظرات، لدية استفسارات وأسئلة غريبة أشبه ما تكون بالتحقيق وطلب الأدلة بشكلٍ دائم.
هنا أوضح الدكتور زائري: “هذه إحدى العلامات المبكرة للمرض النفسي. ونستشهد بذلك بالمعلم الذي قتل زملاءه بمنطقة جازان، فقد كان شخص اجتماعي ومحبوب، وفجأة تحول إلى شخص منعزل ويستفسر كثيراً بمعنى، ماذا تقصد بهذه الكلمة؟ إلى ماذا تلمحون؟ أرجو أن توضحون لي أكثر، حتى لاحظ زملاؤه التغير الذي طرأ عليه، من حيث الأسئلة الغريبة وغير المعتادة، ثم بعد أيام أطلق على زملائه النار، وقتلهم بمقر عملهم”.
وذكر زائري أن الدلالات أيضاً، تغيب الشخص عن المنزل لمدة طويلة أو مكوثه تحت الشمس لفترات بدون هدف، وصرف المال بدون داعٍ، مشيراً أيضاً إلى أن التهديد اللفظي والجسدي والحسي والمعنوي بقوله سوف أقتل فلان، أو سوف أنتقم، أو سوف أشرب من دمكم. وغيرها من المصطلحات الخطيرة، مؤشر لوجود مرض نفسي قد يتطور إلى مراحل أخرى أشد خطورة.
وأيضاً الحالة المزاجية غير المألوفة لدى الشخص بما يجعله يتصرف باللاشعور، وأيضاً كثرة الكلام غير المألوف عن الشخص أو قلة الكلام، أو حتى ارتفاع الصوت على غير هو معروف عنه وكذلك انخفاض الصوت أو سرعته.
وبين زايري، أن الشكل الخارجي أيضاً دلالة على المرض النفسي، وذلك من خلال إهمال الشخص لنفسه وملابسه وعدم الاستحمام لأسابيع كثيرة، وإهمال شعره، وكذلك قضم الأظافر وهو يدل على الخوف والقلق والارتباك، هذا فضلاً عن تغير الزمان والمكان الإدراكي لدى المريض، كأن يتوه عن معرفة الوقت والتاريخ والزمان، ولا يعرف من حوله كأسرته وزوجته وأولاده.
ومن الدلالات، الحكم على الأمور بشكلٍ صحيح ومنطقي قد يشير مع الأعراض الأخرى إلى خلل نفسي كأن يحكم على الأشياء بأنها ستفنى، وأن الأشخاص الآخرين سيئون وغير سويين، كذلك انعدام الاستبصار للشخص كعدم إدراكه بأنه لا يحتاج للعمل أو الذهاب للطبيب أو عدم إدراك أنه مريض، وهذا يدل على ضعف الاستبصار، ويحتاج حينها المريض لزيارة طبيب نفسي.