وجبات سؤيعة

حذرت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بجامعة جورج واشنطن ومراكز مكافحة الأمراض بأطلنتا وقسم الطب الوقائي بكلية الطب جامعة جبل سيناء بنيويورك على نحو 9 آلاف أمريكي من أن الإكثار من تناول الوجبات السريعة يعرض الاشخاص لمواد كيميائية خطيرة مثل مركبى ثنائي إثايل هيكسيل فثاليت، ثنائي إيزوسونيل فثاليت.
وذكرت الباحثة الرئيسية للدراسة آمي زوتا أستاذ الصحة المهنية والبيئة بجامعة جورج واشنطن أن نتائج التحاليل المعملية على عينات من بول مستهلكي الوجبات السريعة خلال ال24ساعة الأخيرة أظهرت زيادة مستوي المادتين السابقتين في البول بنسبة وصلت إلأي 40% مقارنة بمن لم يتناولوا هذه الوجبات، وأوضحت أن مصانع منتجات اللحوم تستخدم هاتين المادتين الكيماويتين لجعل بلاستيك التغليف مرن، ولذلك فهي توجد في مدي واسع من مواد تغليف منتجات اللحوم المصنعة.

وقد أصدر الكونجرس الأمريكي قرارا بحظر استخدام المواد المذكورة في لعب وزجاجات الأطفال، واستند قرار الحظر – كما تقول زوتا - على المخاوف من امكانية أن تؤثر المادتين على الجهاز التناسلي للذكور،

كما أنه من المعروف ارتباطهما بتأثيرات سلبية على الأجنة ومشاكل سلوكية عند الأطفال وأمراض معينة مثل الربو الشعبي. وتوضح شانا سوان أستاذ النساء والتوليد والإخصاب المساعد بجامعة جبل سيناء أن دخول هاتين المادتين للغذاء يمكن أن يحدث أثناء عمليات تصنيع واعداد المنتجات. كذلك من الممكن دخولهما للغذاء عن طريق مواد التغليف والتخزين، وكلاهما قبل الطهي وعند التقديم للمستهلك.

أما الوجبات السريعة فيمكن أن تدخلها مادتي الفثاليت عن طريق القفازات التي يرتديها عمال المطاعم لمنع تسمم الغذاء. وتضيف زوتا بأن توصيتها الدائمة كانت تتمثل دائما في لتقليل فرص تعرض الغذاء للمادتين، وتري سوان أن المطاعم كانت وما تزال المصدر الرئيسي للتلوث بهما.

وتعليقا على هذه النتائج، يقول د.محمود عبد العزيز الرئيس السابق لشعبة الوراثة بالمركز القومي للبحوث أن الدراسة لتي نشرت مؤخرا بمجلة الصحة البيئية الأمريكية تقدم لنا دليلا على كارثة حقيقية كانت دائما محل شك من العلماء، فالمنتجات الغذائية المصنعة والمعبئة في عبوات من البلاستك تمثل كارثة حقيقية بكل المقاييس.

كذلك من المعروف أن القفازات البلاستيكية التي يرتديها عمال المطاعم لتعبئة الأطعمة الساخنة تتفاعل مع مكونات الغذاء الساخنة، وتكون مثل هذه المواد الكيميائية الخطرة المشتقة من الفثاليت، وهي مواد عضوية سامة يمكن أن تسبب للإنسان نوعا من الحساسية. ويتم انتقال هذه المواد من دم الأم الحامل لخلايا الجنين في المراحل المبكرة لنموه بسرعة بالغة.

ومن الممكن أن يحدث تأثيرها السلبي على الجنين قبل تميز الخلايا الجنينية لأعضاء متخصصة كالمخ والكبد والكلي والأعضاء التناسلية وغيرها، وعندئذ يكون تشوه أعضاء الجنين الداخلية أو الخارجية أمرا حتميا، كما يكون لهذه المواد تأثيرها السلبي على تكوين الحيوانات المنوية والبويضات. وعند حدوث الإخصاب بين الاثنين تتأثر البويضة المخصبة بهذه الكيماويات، ومن المؤكد أنها تنتج جنينا مشوها.

ولعلنا نلاحظ ذلك من ارتفاع أعداد المواليد المصابين بتشوهات خلقية. ولذلك ينصح الدكتور محمود بالإقلال قدر المستطاع من تعريض الطعام سواء البارد أو الساخن أو المجمد للتغليف بالبلاستك،

ويؤكد أن الأطفال والحوامل هم أكثر الفئات تأثرا بهذه المواد العضوية التي تنتقل للطعام من الأغلفة البلاستيكية وتلتصق به. كما يشدد على عدم إعادة استخدام زجاجات المياه المعدنية بعد نفاذها بملئها مرة أخرى من الصنبور لأنها غير مهيئة للاستخدام بمياه معالجة بالكلور، وتكون منتجات شديدة الخطورة على الصحة.