عدن - حسام الخرباش
تتواصل المعارك في جبهات تعز بين القوات الحكومية والحوثيين، خاصّة على الجبهات الشرقية، وجبهات الساحل الغربي في حين شن التحالف العربي عددًا من الغارات على مواقع الحوثيين، وفي الخوخة الساحلية التابعة إلى محافظة الحديدة والواقعة شمالي المخا قصفت الطائرات منطقة موشج، في ظل تصاعد المعارك في منطقة يختل الواقعة شمالي المخا والقريبة من الخوخة.
وقصف التحالف العربي عدة مواقع تابعة إلى معسكر العمري في مديرية ذباب، وأغارت الطائرات على معسكر خالد بن الوليد الواقع بين المخا وموزع ومنطقة الهاملي التي تعد احدى المناطق التي تمر منها تعزيزات الحوثيين لجبهات الساحل الغربي، وتقع المخا على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب مدينة تعز، على ساحل البحر الأحمر٬ ولا يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة تقريباً٬ واكتسبت شهرة تاريخية لأنها كانت الميناء الذي يصدر البن اليمني الشهير ما بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر، حينما كان الميناء مزدهرًا، خاصة في عهد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن٬ وتحديداً في شمال وغرب البلاد.
وأعلنت القوات اليمنية السيطرة على مدينة المخا، في شهر فبراير/ شباط من العام الحالي، بعد معارك متواصلة منذ يناير كانون الثاني الجاري، ويشن التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس/آذار 2015 عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح، استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخّل عسكريًا لمنع سيطرتهما على كامل البلاد.
وصدت وحدات القوات الحكومية هجوماً للحوثيين على القصر الجمهوري في تعز التي سيطرت عليه قوات الحكومة، الإثنين، كما شن طيران التحالف غارات على تبة السلال المقابلة للقصر الجمهوري والتي تعد احد ابرز المواقع التي تعيق تقدم القوات الحكومية، وذكر مصدر ميداني ، بأن معارك تندلع جنوب قصر التشريفات ومحيط مدرسة محمد علي عثمان بين القوات الحكومية والحوثيين، بينما تواصل وحدات من الهندسة العسكرية انتزاع الألغام والعبوات الناسفة في المواقع التي سيطرت عليها وحدات من الجيش في القصر الجمهوري .
وأصيب 3 أطفال اثر قذيفة أطلقها الحوثيين على حي شعب الدباء القريب من مبنى محافظة تعز التي تسيطر عليه قوات الحكومة، وتشن القوات الموالية لـ"الحوثيين" هجمات مكثفة في الجبهات الشرقية وعدد من الجبهات المحيطة في مدينة تعز، لإحراز تقدم عسكري، وتعد القوات التي تقاتل "الحوثيين" في تعز قوات محلية، لها قيادات عسكرية من ذات المحافظة، بينما القوات التي تقاتل في باب المندب والمخا قوات من المحافظات الجنوبية، لها قيادات عسكرية جنوبية. ولقيت تدريبات ودعمًا إماراتيًا كبير، إضافة إلى الإمكانيات العسكرية والغطاء الجوي الكبير من التحالف، وهذا ما تفتقر إليه القوات المحلية في تعز.
وأعلن ائتلاف الإغاثة في تقريره لشهر مايو/أيار من العام الجاري عن مقتل 131، وجرح 320 آخرين بينهم نساء وأطفال، بينها إصابات خطرة، جراء استمرار الحرب في مديريات المحافظة، ووفق الائتلاف وصل عدد القتلى من الأطفال 21، في حين أصيب 28 آخرين، كما تم تسجيل مقتل امرأتين، وإصابة 11 أخريات، منهم 8 حالات تعرضت للإعاقة الدائمة، وقال الائتلاف أن 31 منزل ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر الجزئي والكلي والإتلاف جراء الحرب خلال الشهر الماضي، مؤكّدًا أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي.
وأشار الائتلاف في تقريره إلى أن 736 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مناطق (حذران - الربيعي - التعزية - العفيرة - الكدحة - المخا) في الريف الغربي لمحافظة تعز، ولم تحصل هذه الأسر على مساعدات إيوائية عاجلة بشكل كافي جراء توقف غالبية المنظمات المانحة عن إرسال مساعداتها الإنسانية إلى تعز.