صعدة - اليمن اليوم
ذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة أن مواجهات عنيفة دارت بين أجنحة حوثية متنافسة على ملكية شحنة من المخدرات في معقل الجماعة يومي السبت والأحد الماضيين، وأدت إلى مقتل أكثر من 40 مسلحا من هذه الأجنحة.
وأفادت المصادر بأن الصراع المسلح تفجر بين مسلحين موالين لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ومسلحين آخرين موالين لمحمد عبد العظيم الحوثي، المعروف بأنه عمّ زعيم الجماعة، على خلفية نزاع على ملكية شحنة ضخمة من «المخدرات».
وأوضحت المصادر أن زعيم الميليشيات وجه بإرسال حملة من مسلحيه إلى منطقة آل حميدان وآل القمادي في مديرية مجز، في محافظة صعدة، بعد أن استولى مسلحون موالون لعمه على شحنة ضخمة من المخدرات كانت الجماعة سمحت بمرورها بغرض تهريبها إلى الأراضي السعودية.
وأفادت المصادر بأن مسلحي الجناح الموالي للحوثي استخدموا في الحملة آليات ثقيلة ودبابات وعربات مدرعة خلال المواجهات التي استمرت على مدى يومي السبت والأحد، وأدت إلى مقتل أكثر من 40 مسلحا أغلبهم من عناصر زعيم الجماعة.
وطبقا للمصادر، أدت المواجهات إلى تدمير عدد من المنازل في المنطقة، وسط ترجيحات بأن عناصر زعيم الجماعة على وشك حسم المواجهات لصالحهم، وكسر شوكة أتباع محمد عبد العظيم الحوثي. ويعد محمد عبد العظيم الحوثي، قائدا لأحد أجنحة الجماعة، ويتبنى منذ بزوغ الجماعة الحوثية خطا معارضا على الصعيد الفكري والمذهبي؛ إذ يتمسك، بحسب مقربين منه، بالخط المعروف لدى الأئمة الزيدية في مواجهة الأفكار الخمينية الاثني عشرية التي استقدمها مؤسس الجماعة الأول حسين بدر الدين الحوثي.
ويتردد في أوساط العامة أن محمد عبد العظيم الحوثي، هو عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، غير أن قرابتهما في الواقع بعيدة إلى حد ما، إذ يلتقي هو ووالد الحوثي، بدر الدين، معا في الجد الخامس.
وبحسب مراقبين لسلوك الجماعة الحوثية، فإن عددا من كبار قياداتها يعتمدون على تجارة المخدرات وتهريبها؛ إذ توفر لهم الملايين من الدولارات سنويا، مستفيدين في ذلك من الخبرات التي يقدمها لهم «حزب الله» اللبناني.
وسبق لقوات الجيش اليمني في مأرب والجوف وحجة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة أن أحبطت تهريب مئات الكيلوغرامات من المواد المخدرة والحشيش، كانت الجماعة تسعى إلى تهريبها باتجاه مناطق سيطرتها ومن ثم عبر شبكات التهريب التي تديرها إلى الأراضي السعودية