الميليشيا الحوثية الانقلابية

أوضح رئيس الاتحاد العام لأطفال اليمن مصطفى منصر،  أن الميليشيا الحوثية الانقلابية التي نادت مؤخراً بتحقيق السلام في اليمن هي نفسها التي هددت واعتقلت المواطنين والناشطين في مناطق سيطرتها الذين قاموا بحملات توعوية عن السلام، واتخذت إجراءات ضد مكاتب التعليم والمنشآت السياحية التي تسمح بإقامة هذه الفعاليات التي تتحدث عن السلام والتعايش.

وذكر "الشرق الأوسط" أن منصر الذي خرج مؤخراً من صنعاء والتحق بالشرعية، كشف عن مؤسسات مخصصة أنشأها الانقلابيون لتصميم برامج للأطفال، الهدف منها تعبئتهم بأفكار تحفزهم على القتال، الذي يسمونه «الجهاد»، مبيناً أن مواجهة هذه التصرفات التي يقوم بها الحوثي لا بد أن تكون بمثلها، من خلال إنشاء برامج توعوية وتثقيفية توضح خطورة إقحامهم في القتال، وأن مكانهم الطبيعي المدارس وليس المتاريس، وتتم هذه البرامج من خلال أفلام قصيرة تجذب الأطفال، معولاً في هذا الدور على المنظمات الدولية.

وبيّن أن المواطنين الذين يبثون لغة التسامح والتعايش داخل المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية الانقلابية، ويطالبون بإحلال السلام يتعرضون للملاحقة والاعتقال، مستشهداً بإحدى الحملات التي أطلقها مجموعة من البرلمانيين والشباب، مطالبين فيها بوقف الحرب وإحلال السلام، والتي قوبلت باتصالات من قيادات حوثية تهددهم بالاعتقال في حال استمروا في هذه الحملة.

وأوضح أن الحوثيين تعاملوا مع هذه الحملات بالتهديد والاعتقال وإصدار خطابات رسمية للفنادق والمنشآت السياحية ومكاتب التعليم بمنع استضافة الفعاليات التي تتحدث عن السلام، والتي أدرجوها ضمن الحرب الناعمة ضدهم، مهددين مَن سيخالف تعليماتهم باتخاذ الإجراءات الأزمة. كما تعاملوا مع الأفراد الذين كانوا ينادون بالسلام على حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي بالملاحقة والتهديد والاعتقال.

وذهب إلى أن الميليشيا الانقلابية لم تمنع فقط الحملات التوعوية التي تنادي بإشاعة مبدأ السلام والتعايش داخل اليمن بين المواطنين بل لاحقت الشباب الذين طالبوا بإشراكهم في العملية السياسية وتنمية المجتمع ونادوا بعودة الطلاب لمقاعد الدراسة وتجنب الصراعات، وشنت ضدهم حملة إعلامية شرسة تصفهم بالخونة.

ورأى منصر أن ممانعة الحوثي وكتم أفواه هذه الأصوات المعتدلة والمناهضة للعنف، سببها تخوفهم من عزوف الشباب والأطفال عن القتال معهم، وسحب المقاتلين من الجبهات، وهو ما سيُضعف شوكتهم التي هي في الأصل هشة وأثبتتها خسائرهم المتلاحقة في كل الجبهات القتالية التي زجّوا لأجلها بأبناء اليمن من كل الأعمار دون احترام للقوانين الدولية والأعراف المحلية.

وحذر رئيس الاتحاد العام لأطفال اليمن، من الانتهاكات التي يمارسها الانقلابيون ضد الأطفال في اليمن وخطورتها مستقبلاً على اليمن والدول المجاورة، وقال: «الحوثيون يقومون بزرع أفكارهم العدائية والانتقامية ضد كل رأي مخالف لأفكارهم داخل اليمن، والحنق على الدول كافة التي تريد تنمية مجتمعها عدا إيران، وهم بهذه الاستراتيجية يريدون الانغلاق على أنفسهم وتعميم أفكارهم لتحقيق المشروع الإيراني، والذي سيُرجع اليمن إلى الخلف عشرات السنين، ويحارب كل شكل من أشكال تنمية المجتمع وفكره، بجميع الوسائل الترغيبية والترهيبية كي لا يثور المجتمع عليهم».

وأكد أن انتهاكات الحوثي ضد أطفال اليمن جاءت بعدة أشكال منها في التعليم والتجنيد والخطف وتعريضهم للخطر حتى وهم في مناطقهم من خلال الألغام التي تُزرع ويذهب ضحيتها الكثير منهم