صعدة - اليمن اليوم
استنجدت قيادات حزبية، ومشايخ وأعيان في مدينة صعدة بالجيش اليمني للتدخل السريع وفرض سيطرته على المدينة، لإنهاء الصراع الدائر بين أتباع عبد الملك الحوثي، وابن عمه الداعية محمد عبد العظيم الحوثي، الذي نتج عنه مقتل العشرات وهدم كثير من منازل المواطنين في المدينة.
وكشف العميد عبده مجلي، المتحدث للجيش اليمني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الجيش تلقَّى طلبات استغاثة من أبناء صعدة وقيادات حزبية وشيوخ وأعيان يقطنون في المدينة، وهذه الاستغاثة تتمحور في طلب الجيش بسرعة التقدم لتحريرهم من قبضة الميليشيات والصراعات الدائرة الآن في المدينة، التي تسببت في كثير من الأضرار الداخلية جراء استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وعن التواصل مع محمد عبد العظيم الحوثي، قال العميد مجلي، إنه لم يجرِ حتى هذه اللحظة أي اتصال معه، والجيش الوطني يراقب عن كثب ما يحدث في المدينة من اشتباكات متواصلة بين مختلف الفصائل الموالية لعبد الملك الحوثي، التي تتبع محمد عبد العظيم.
وقال المتحدث إن الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، والموالين للداعية الحوثية تفجّرت بينهم الأزمة للتحول من تهديدات وتصريحات إلى استخدام السلاح، وهذا الخلاف كان سببه توزيع المناصب والزعامة خصوصاً في صعدة؛ إذ يعد فكر المتناحرين من جماعة الحوثي واحداً، لافتاً إلى أن هذه الأحداث سبقتها أحداث في صنعاء بين الطرفين للأسباب ذاتها، وهي الآن تنتشر في مواقع سيطرة الداعية عبد العظيم الحوثي.
ولفت إلى أن التقدم الثابت للجيش نحو «صعدة» والصراعات الدائرة بين الانقلابيين سيسهم بشكل كبير في تحرير المدينة، ووقف العمليات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات، لا سيما فيما يتعلق بإيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية نحو المدن الآهلة بالسكان، والدول المجاورة لليمن، وهذا التحرك سيكون مبنياً على معطيات الداخل في صعدة، مشدداً على أن الجيش سيقوم بكل ما يمكن لإنقاذ المدنيين من هذا الصراع وفرض سيطرته على المدينة.
وحول ما يجري على الأرض، قال مجلي إن الجيش يحقق كثيراً من الانتصارات في جميع الجبهات ومنها جبهة صعدة، مع تقدمه في مران، وفرض الجيش سيطرته على أراض شاسعة في هذه الجبهة، كما أن هناك تقدماً ملحوظاً خلال اليومين الماضين نحو مديرية «كتاف» ومحور علبه في مديرية باقم الذي يسيطر عليها الجيش بالقوة العسكرية وأصبحت تحت نيران الجيش.
وهناك انتصارات في حرض، كما يقول العميد مجلي، واستطاع الجيش أن يستكمل السيطرة على جبال الشبكة، ووادي حرض، والسيطرة على الخط الدولي الرابط بين حرض، ومدينة الحديدة، أما في الساحل الغربي فيحقق الجيش انتصارات متتالية بعد أن تمكن من تحرير منطقة الكيلو 16، الأمر الذي سيسهم بسرعة تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الميليشيات الانقلابية.
وخلال اليومين الماضين، قُتِل قرابة 15 قيادياً في صفوف الميليشيات بمختلف الجبهات، والحديث لمجلي، الذي أشار إلى أن الميليشيات تعاني من ارتباك في عملية القيادة والسيطرة، مع سقوط قيادتها الميدانيين، وفرار العشرات من عناصرها، وسقوط الأسرى منهم في قبضة الجيش، سواء كانوا مقاتلين أو من قيادات الصف الثاني، لافتاً إلى أنه وفق التقارير الميدانية للجيش، فإن الميليشيات وخلال الفترة الماضية فشلت في تحشيد المواطنين في المدن التي تسيطر عليها وإرسالهم للجبهات، إذ تواجه الميليشيات مقاومة عنيفة من المدنيين الذين أدركوا خطورة المشروع الإيراني لهذه الميليشيات