ميليشيات الحوثي

احتجزت ميليشيات الحوثي الانقلابية 51 طناً من القمح التابع لبرنامج الغذاء العالمي (الفاو) في محافظة الحديدة، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، التي نقلت عن وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، قوله: إن «هذا الإجراء مخالف لكل القوانين الدولية والإنسانية ويسهم في تردي الوضع الإنساني ومضاعفة معاناة ملايين اليمنيين».

ودعا الوزير فتح، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ليزا غراندي إلى «الضغط على ميليشيات الحوثي للإفراج عن 51 طناً من مخزون القمح في الحديدة، والذي يكفي لأكثر من 3.7 مليون شخص، حسب ما أشار إلى ذلك المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي هيرفي فيرهوسيل. وطالب «بضرورة الإفراج الفوري عن القمح ووقف أي أعمال تخص الجانب الإغاثي والإنساني»، محملاً ميليشيات الحوثي «المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مضاعفة معاناة اليمنيين من خلال استمرار احتجاز القوافل الإغاثية ونهب المساعدات ووضع العراقيل أمام المنظمات الإغاثية المحلية والدولية».

وشدد الوزير فتح على «ضرورة قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإدانة استمرار الميليشيات في إعاقة العمل الإغاثي وضرورة وضع حد لمثل هذه التصرفات اللاإنسانية التي تمس حياة اليمنيين بشكل مباشر»، مشيراً إلى أن «الصمت حيال استمرار الميليشيات تجاه هذه الأعمال أمر غير مقبول».

ميدانياً، تحدثت مصادر عسكرية عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من الميليشيات الحوثية وإصابة العشرات في معارك مع الجيش الوطني في جبهة الحديدة خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث تركزت المعارك في الأطراف الجنوبية للمدينة وامتدت إلى أطراف مثلث «كيلو 16» المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة والطريق الرابط الاستراتيجي الذي يعد إمداد خط الانقلابيين بين صنعاء والحديدة، فيما دمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية تعزيزات وعتاداً عسكرياً للميليشيات. وقالت المصادر إن الميليشيات نقلت قتلاها وجرحاها إلى مستشفيات مدينة الحديدة ومدينة باجل.

وناشد أهالي مدينة الحديدة الصليب الأحمر والمنظمات المعنية التدخل لانتشال الجثث التي قالوا عنها إنها بدأت تتعفن، من مناطق النزاع والحروب. وقال الناشط الحقوقي بسيم جناني، من أبناء مدينة الحديدة، إن «هناك العديد من الجثت وأشلاء جثت ملقاة منذ أيام وأسابيع في طريق جامعة الحديدة وصولاً إلى دوار المطار والطريق الساحلي الموازي لهما جراء الاشتباكات المتواصلة».

في غضون ذلك، جددت قبائل خولان اليمنية تمسكها بالشرعية في مواجهة انقلاب الميليشيات الحوثية، وصولاً إلى تحرير بقية المناطق من قبضة الجماعة الموالية لإيران.

جاء ذلك خلال بيان أمس، صادر عن اجتماع لمؤتمر قبائل خولان في مدينة مأرب، ضمن التحركات المجتمعية لأعيان القبائل اليمنية لمساندة ودعم الجهود الوطنية للشرعية في مواجهة الانقلاب الحوثي. وذكر بيان القبائل أنها تؤيد كل الجهود في سبيل تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، ورفع الظلم عن كاهل الشعب اليمني، واستعادة الأمن والاستقرار والمؤسسات الدستورية، وحماية الثورة والجمهورية ومكتسباتهما العظيمة، والوقوف مع الخيارات الشعبية والإجماع الوطني.

وكان الاجتماع القبلي الذي حضره محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف، وقائد قوات التحالف في مأرب العميد الركن عون القرني، قد انعقد تحت شعار «مع الشرعية ضد الانقلاب... موقف لا تراجع عنه»، بمشاركة عدد من مشايخ وأعيان ووجهاء قبائل خولان. وأكد البيان القبلي أن القبيلة جزء من النسيج الاجتماعي، وداعم رئيسي لسلطات الدولة وقوانينها، وإحدى أهم الركائز الأساسية لبناء وتثبيت سلطات الدولة، مشيراً إلى أن قبائل خولان ستظل بكل إمكاناتها ورجالها دعماً وسنداً لجهود القيادة الشرعية، ووقوفها إلى جانب المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة في هذه المعركة المفروضة على اليمن، مهما كلف ذلك من تضحيات.

ودعا البيان كل أبناء القبيلة (خولان)، وجميع القبائل اليمنية والقوى والأحزاب السياسية والمكونات الاجتماعية والفعاليات المدنية، إلى المزيد من التكاتف والاستبسال ووحدة الصف، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات المناطقية والمذهبية والحزبية، وتحشيد الجهود والإمكانات نحو استعادة وبناء الوطن. وطلب البيان ممن وصفهم بـ«المغرر بهم» في صفوف الحوثيين العودة «إلى الصف الوطني، ورفض ومقاومة المشروع التدميري للانقلاب الذي استهدف النسيج الاجتماعي ومقومات البلد»، مؤكداً أن الباب مفتوح لكل القيادات من مشايخ ووجهاء وعسكريين وسياسيين، ولكل أبناء خولان، لتأدية دورهم في هذه المرحلة المفصلية. وأوصى البيان الجهات المعنية باستقبال القادة المنضمين، وتفعيل دورهم من خلال تهيئة الظروف، وتشكيل لجان تنسيق لكل الفئات، وبما يراكم الجهود، ويعزز الاستقطاب والحشد لصف الشرعية، مثمناً بطولات وتضحيات زملائهم ورفاق نضالهم من أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في سبيل الدفاع عن الوطن.

ودعا البيان إلى تقديم مزيد من الدعم للجبهات لاستكمال معركة التحرير، ومواصلة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وفق أسس وطنية وعلمية، باعتبارها الضامن الوحيد لأمن واستقرار ومستقبل اليمن.

وأكدت قبائل خولان، في بيانها، وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية في ما تتعرض له من حملات إعلامية ومحاولات استهداف، مشيرة إلى أن السعودية تمثل دولة محورية في استقرار وأمن المنطقة العربية والإسلامية، وإلى أن المصير العربي واحد