عدن - اليمن اليوم
رد اليمنيون على الاحتفالات الحوثية الطائفية، أمس، بإحياء ذكرى ثورتهم على النظام الإمامي قبل 56 عاماً، والمعروفة بثورة «26 سبتمبر»؛ وهو ما أثار غضب الميليشيات التي حاولت استهداف عرض عسكري للجيش اليمني أقيم في مأرب، وفقاً لما تداولته مواقع إخبارية يمنية.
ورغم عدم مجاهرة الميليشيات وقادتها بالعداء لثورة «26 سبتمبر»، فإنها تعدها ضمن أدبياتها يوماً أسود على سلالتها؛ إذ إنها أنهت حكمها الإمامي الطائفي الذي كان قائماً في اليمن، وأعلنت قيام النظام الجمهوري الذي تسعى الجماعة حالياً إلى نسفه واستعادة حكم الإمامة على الطريقة الإيرانية.
وأوقد اليمنيون «شعلة الثورة» في احتفالات رسمية وشعبية شملت مأرب وتعز والحديدة، وامتدت في إلى مناطق سيطرة الميليشيات في صنعاء وذمار وإب وسط مشاعر جمهورية عارمة تعبر ضمنياً عن رفضها لحكم الميليشيات والسعي إلى استعادة الجمهورية من قبضة الجماعة الطائفية.
وكانت الجماعة سمحت في صنعاء لقيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعين لها في صنعاء بإقامة احتفال محدود بهذه الذكرى الوطنية، الثلاثاء، في إحدى القاعات الخاصة بالمناسبات تحت توجيهها وحراستها بعد أن رفضت السماح بإقامة الفعالية في أي من القاعات الحكومية الكبرى المخصصة عادة لإقامة مثل هذه الفعاليات.
ودفعت الميليشيات القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» المعين رئيساً لجناح الحزب الخاضع لها، صادق أمين أبو راس، لإلقاء خطاب في الفعالية هو الأول له من نوعه منذ مقتل زعيم الحزب ومؤسسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، تعهد فيه استمرار العمل إلى جانب الميليشيات الحوثية.
وأثار خطاب أبو راس غضب قيادات وأنصار حزب «المؤتمر» في الداخل والخارج لجهة تجاهله مقتل صالح على يد الميليشيات الحوثية وخروجه عن وصاياه الأخيرة التي فض فيها الشراكة بين الحزب والميليشيات الحوثية، ودعا إلى مواجهتها في كل مكان وفتح صفحة جديدة مع دول التحالف الداعم للشرعية من أجل إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار في اليمن.
محافظات ذمار وإب والبيضاء الخاضعة للميليشيات، احتفى داخلها المواطنون كلٌ بطريقته؛ إذ أوقدوا «شعلة الثورة» وأطلقوا الألعاب النارية، وسط مشاعر متأججة ترفض الوجود الحوثي وتتمسك بالنظام الجمهوري.
وفي مأرب أشعلت هيئة الأركان العامة للجيش اليمني في احتفال رسمي «شعلة الثورة» قبل أن تقوم صباح أمس بتنظيم استعراض عسكري شاركت فيه وحدات عدة من قوات المنطقة العسكرية الثالثة.
وقبل انطلاق العرض العسكري الذي أقامته رئاسة هيئة الأركان العامة، تعهدت وحدات الجيش بالحفاظ على الجمهورية اليمنية ومبادئ الثورة، والدفاع عن أمن واستقرار الوطن وحماية السيادة الوطنية، والحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية، كما جددت العهد باستعادة الدولة وتطهير اليمن من الانقلابيين الحوثيين الموالين لإيران.
وأكد رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء الركن طاهر العقيلي، في تصريحات رسمية خلال الاحتفال، أن القوات المسلحة اليمنية «باتت اليوم تشكل قوة ضاربة وقادرة على تحقيق النصر، وردع كل من تسول له نفسه العودة بالشعب اليمني إلى ما قبل 26 سبتمبر 1962».
وأشار إلى أن النصر على الجماعة الحوثية بات وشيكاً، وإلى أن القوات الحكومية ستكون قريباً في كل مناطق البلاد، وستلتحم بالشعب لتحقيق الحلم وتطهير العاصمة صنعاء مما وصفه بـ«رجس الانقلاب الكهنوتي الإرهابي».
كما شهدت مدينة تعز احتفالات مماثلة، واستعراضاً عسكرياً، أمس، جابت خلاله القوات المشاركة شوارع المدينة، وسط حضور شعبي كثيف وشعارات حملها المحتفلون تؤكد على التمسك بقيم الجمهورية واستعادة المناطق اليمنية كافة من قبضة الميليشيات الحوثية.
وعشية الذكرى الوطنية كانت القيادات العسكرية والمحلية أقامت احتفالاً بالمناسبة أطلقت خلاله الألعاب النارية في سماء المدنية وأُلقيت الخطابات المختلفة التي أكدت على أن «ثورة 26 سبتمبر عصفت بالحكم الإمامي، وهو النظام الذي أصر على البقاء بتخلفه خارج الحياة وخارج التاريخ والجغرافيا، الأمر»، كما ورد في كلمة قائد محور تعز العسكري.
وامتدت الاحتفالات إلى محافظتي الضالع والحديدة، في الوقت الذي أوقدت وحدات الجيش اليمني المرابطة في جبال صعدة «شعلة الثورة» بحسب ما ذكرته المصادر الرسمية للجيش اليمني.
إلى ذلك، استغل الناشطون اليمنيون مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير على احتفائهم بالمناسبة، حيث استبدلوا صورهم الشخصية بالشعارات الوطنية، إلى جانب استدعاء جوانب مختلفة من تاريخ ثورتهم، كالتذكير بمبادئها وقياداتها إلى جانب التأكيد على مقارعة الوجود الحوثي الذي يعد - بحسب تعبيرهم - انقلاباً على ثورة اليمنيين الخالدة.
وكانت الجماعة الحوثية احتفلت قبل أيام على نطاق واسع بالذكرى الرابعة لانقلابها على الشرعية واقتحام صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وهو التاريخ الذي كرست الجماعة نفوذها وبطشها في مناطق سيطرتها لجعله مناسبة طائفية كل عام مع مساعيها لإجبار السكان على الاحتفال به.