الحديدة - اليمن اليوم
أفادت مصادر عسكرية وأخرى ميدانية في محافظة الحديدة بمقتل أكثر من 12 قيادياً حوثياً خلال سلسلة غارات جوية لقوات تحالف دعم الشرعية استهدفت تجمعات للميليشيات أول من أمس (الجمعة)، بجوار الكلية البحرية بالحديدة جنوب البلاد.
وقتل قائد اللواء 190 التابع للحوثيين اللواء محمد عبد الملك عاطف، بغارات التحالف أول من أمس، كما تفيد المصادر ذاتها بمقتل القيادي الحوثي في الكلية البحرية العميد علي صالح القيري إلى جانب أكثر من 12 آخرين، بينهم ضباط وقادة بارزون أثناء استهداف غارات التحالف لمواقعهم بجوار الكلية البحرية وسط تكتيم كبير من قبل إعلام الحوثيين.
وكشفت مصادر في غرفة العمليات المشتركة بالساحل الغربي وقوع عدد من الحوثيين أسرى في قبضة قوات العمالقة، بينهم قيادات من الصف الثاني تنتمي إلى محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وتواصل قوات الجيش الوطني، تقدمها الميداني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في جبهة الساحل الغربي وجنوب الحديدة، باتجاه "كيلو 16" الخط الرابط بين صنعاء - الحديدة والحديدة - تعز.
وقالت ألوية العمالقة في بيان لها إنها "كبدت ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر فادحة بالعدة والأرواح صباح اليوم (أمس السبت) في عملية عسكرية شنتها باتجاه كيلو 16، حيث قتل العشرات من ميليشيات الحوثي بينهم عقداء في صفوف ميليشيات الحوثي". وذكرت أنها "أسرت كثيراًَ من مقاتلي ميليشيات الحوثي بينهم قيادات سيتم الكشف عن أسمائهم في مقابلات مرئية".
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للسيطرة النارية على منطقة "كيلو 16" في أنها تضع خطوط إمداد ميليشيات الحوثي الانقلابية المتمثلة بالخط الرابط بين صنعاء والحديدة، والخط الرابط بين الحديدة وتعز، بالإضافة إلى الخط الرابط بين الحديدة وزبيد، تحت سيطرة قوات الجيش الوطني اليمني.
وكان الجيش الوطني قد استأنف، الجمعة، عملياته العسكرية في الحديدة الساحلية، غرب اليمن، في إطار استكمال تحرر المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، وتمكن مساء الجمعة من قطع خطوط إمداد ميليشيا الحوثي الانقلابية، إلى مواقعها في "كيلو 16" شرق مدينة الحديدة، طبقاً لما ذكره موقع الجيش الوطني الإلكتروني (سبتمبرنت)، الذي نقل عن القائد الميداني في ألوية العمالقة العقيد أحمد علي الجليحي، تأكيده أن "قوات الجيش الوطني تمكنت من السيطرة على خط الإمداد الرئيسي لميليشيا الحوثي الانقلابية إلى كيلو 16، بعد السيطرة النارية على منطقة كيلو 16".
وقال العقيد الجليحي إن "قوات الجيش تمكنت من الالتفاف حول منطقة الجريبة ضمن عملية عسكرية ناجحة، أسفرت عن تكبيد الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".
وأضاف الجليحي أن "ميليشيا الحوثي الانقلابية لم يتبقَ لها إلا خط إمداد واحد وهو طريق الصليف"، مؤكداً أن "قوات الجيش الوطني سوف تتقدم باتجاهها خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن الميليشيا الانقلابية تعيش آخر لحظات لها في الحديدة، وتعاني من انهيارات كبيرة جراء تلقيها الخسائر الفادحة خلال المعارك مع أبطال الجيش الوطني".
يأتي ذلك التقدم بعدما أطلقت ألوية العمالقة من الجيش الوطني عملية عسكرية كبيرة لها باتجاه كيلو 16 من المحور الشرقي لمديرية الدريهمي بعدة كبيرة تم تجهيزها وفق خطة عسكرية محكمة، طبقاً لبيان الألوية الذي أكد سيطرته أثناء الهجوم على "أودية كبيرة وقرى شاسعة تقع بين مدينة الدريهمي وكيلو 16 كوادي القعوم، ووادي المشاغنة، وقرية الجريبة السفلى، وقرية الجريبة العليا، وقرية الزعفران، وقرية المكمانيا التي يمر منها خط كيلو 10 وتبعد عن مصنع نانا الذي يجاور كيلو 16 بكيلومترين مربعين، ما جعل كيلو 10 تحت السيطرة النارية لألوية العمالقة، وتبلغ مساحة هذه الأودية والقرى 12 كيلومتراً مربعاً".
وأكدت العمالقة أنها "نجحت بهجومها المباغت باتجاه كيلو 16 في فصل المديريات الجنوبية التابعة لمحافظة الحديدة عن المديريات الشمالية كمديرية زبيد، ومديرية التحيتا، ومديرية الدريمهي، ومديرية بيت الفقيه، ومديرية المنصورية"، وأن "الهجوم المباغت قطع خط الإمداد الرئيسي لميليشيات الحوثي التي ما زالت تخوض عناداً مع الحياة أمام ألوية العمالقة في حدود مديرية الدريهمي، المحور الجنوبي تحديداً، ومنطقة الجبلية الفاصلة بين مديريتي التحيتا وزبيد، ومدينة زبيد، وتضييق الخناق على الميليشيات الحوثية المتمركزة داخل مدينة الحديدة".
ومع اشتداد المعارك باتجاه كيلو 16 وسيطرة قوات الجيش الوطني على عدد من القرى، نزحت عشرات العائلات من قراها ومنازلها، خصوصاً العائلات التي تقع على خطوط النار، وذلك خوفاً من استخدامهم دروعاً بشرية من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية مع تقدم قوات الجيش الوطني.