صنعاء - اليمن اليوم
غادر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، العاصمة السعودية الرياض، إلى الولايات المتحدة الأمريكية غاضباً من سياسات التحالف في البلاد، بعد أن احتدت إحدى النقاشات حول المحافظات الجنوبية بحضور ممثلين عن الإمارات، حسب ما أفادت مصادر حكومية مُطلعة لـ”اليمن نت”.
وقالت المصادر لـ”اليمن نت”، إن اجتماعاً حدث نهاية أغسطس/آب بين ممثلين عن الإمارات والسعودية مع الرئيس عبدربه منصور هادي، لمناقشة تمثيل المجلس الانتقالي وعائلة الرئيس السابق في مشاورات جنيف التي فشلت في نهاية المطاف بسبب رفض الحوثيين.
وأضاف مصدر حكومي مطلع على النقاش الذي جرى، أن الرئيس هادي رفض كل ضغوط الإمارات والسعودية بشأن تمثيل الفريقين في مشاورات جنيف، وطلب من الإمارات تسليم المحافظات الجنوبية إلى القيادة اليمنية وإغلاق القاعدة العسكرية الموجودة في “البريقة” في عدن.
ممنوع من العودة
وقال مصدر أخر إن الرئيس عبدربه منصور هادي هدد عقب الاجتماع بالعودة إلى عدن. لكن المسؤول الإماراتي ” علي محمد بن حماد الشامسي” أبلغ مكتب الرئاسة إنه سيمنع من العودة، فيما قال إنها مخاوف أمنية على “فخامة الرئيس”؛ وعندما أبلغت تلك المعلومات إلى الجانب السعودي لم يعلق على الموضوع ما أضطر الرئيس اليمني إلى المغادرة.
وقال مسؤول في جهاز المخابرات الموجود في عدن لـ”اليمن نت”، إن الرئيس لن يعود إلى عدن بسبب رفض الإمارات، وأن الشيخ طحنون بن زايد، شقيق ولي عهد أبوظبي (الحاكم الفعلي للإمارات) وراء أوامر المنع تلك، وأن الحكومة أبلغت المملكة العربية السعودية بدور الإمارات أكثر من مرة دون وجود رد.
وأشار مسؤول حكومي ثالث إلى أن، الحكومة اليمنية مستعدة للعودة رغم الظروف الأمنية بالغة السُّوء بسبب تحركات المجلس الانتقالي التابع لأبوظبي، لكن الجانب السعودي طلب البقاء في الرياض حتى حلّ الإشكالية بين القيادات الثلاث لليمن والسعودية والإمارات.
ووعدت الإمارات بإفشال مشاورات جنيف قبل أسبوع من انعقادها- حسب ما أفاد أحد المسؤولين الثلاثة- لكن الأمر جاء عبر الحوثيين هذه المرة.
خلافات متزايدة
وقال المسؤول في المخابرات إن الوضع في عدن وحضرموت والمهرة مرجح للانفجار في أي وقت، نتيجة الخلافات المتزايدة بين الحكومة اليمنية والإمارات.
ولفت إلى أن الجانب الأمني وأيضاً غضب الرئيس من موقف السعودية ومنعه من العودة إلى عدن وراء مغادرته إلى الولايات المتحدة بحجة إجراء فحوصات والمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة المقرر انعقادها في 18 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال: أصبح الوضع خطيراً على الرئيس، من انتقام إماراتي لخلط الأوراق أو من المجلس الانتقالي الموالي له، ولذلك كانت المغادرة للولايات المتحدة للحفاظ على حياته وأيضاً الفحوصات للتأكد من صحته.
لكن مسؤول حكومي، قال إن أبوظبي لن تغامر باستهداف الرئيس، لأنها تخشى صعود نائبه الجنرال القوي علي محسن الأحمر للسلطة بديلاً عنه، وسيحتاج الأمر وقتاً للحصول على بديل مناسب للإمارات، إذا ما أرادت النيل من الرئيس فسيكون هذا البديل جاهزاً.
وفي سؤال حول إن كان الرئيس اليمني سيعود إلى الرياض بعد انتهاء الجمعية العمومية، قال اتفق المسؤولون الذين تحدثوا لـ”اليمن نت” أنه لا خيار أخر للرئيس إلا العودة للرياض ومواصلة كفاحه ضد النفوذ الإماراتي.
ولفت أحد المسؤولين إلى أن وساطة سعودية وأمريكية من أجل إعادة المياه بين “هادي” وولي عهد أبوظبي لكن يبدو أن الإمارات مصممة على البقاء في المحافظات الجنوبية والحصول على نفوذ كبير لأدواتها في الحديدة بعد تحريرها.
وتحدث المسؤولون الحكوميون ومسؤول المخابرات لـ”اليمن نت” بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
ولم ترد خارجية الإمارات وسفارة السعودية في اليمن على طلب التعليق الذي أُرسل عبر البريد الإلكتروني قبل 48 ساعة من نشر هذا التقرير.
(اسوشيتد برس).. السعودية تخضع الرئيس اليمني وحكومته للإقامة الجبرية وتمنع عودتهم إلى البلاد إرضاءللإمارات
وهذه ليست المرة الأولى التي يخضع فيها الرئيس هادي للإقامة الجبرية في السعودية، فقد ثارت العام الماضي تقارير تؤكد أن بقاءه تحت الإقامة الجبرية لعام ونصف بطلب من دولة الإمارات.
وعاد “هادي” إلى عدن في حزيران/ يونيو الماضي بعد لقاء مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بعد غياب عن البلاد استمر نحو عام ونصف، لكنه غادرها في أغسطس/آب الماضي.
وتصاعدت حدة الخلافات بين الإمارات والرئيس هادي منذ 2016 عندما أقال الرئيس نائبه الموالي للإمارات ورئيس الوزراء خالد بحاح من منصبيه ثمَّ تطورت الخلافات في مارس/آذر2017 عندما أقال الرئيس قيادات المحافظات الجنوبية الموالية للإمارات، وأدى إلى تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي من تلك القيادات بدعم وتمويل من أبوظبي.
وحاولت قوات شبه عسكرية محلية تمولها الإمارات الانقلاب على الرئيس هادي في يناير/كانون الثاني الماضي. لكن وساطة سعودية تدخلت لإنقاذ الموقف وإعادة القوات إلى مواقعها قبل حدوث الاشتباكات. وفي مايو/أيار الماضي اندلعت معركة دبلوماسية وسياسية بين “هادي” والإمارات على جزيرة سقطرى، حيث تحاول الإمارات التملك فيها وأرسلت قوات عسكرية بمدرعات وطائرات شحن للجزيرة في وقت وجود الحكومة اليمنية. وبعثت الحكومة في ذلك الوقت برسالة لمجلس الأمن تشكو أبوظبي وقالت إنها تمارس أفعال الاحتلال، وتدخلت وساطة سعودية لإنقاذ الموقف أيضاً.