تجدد المعارك

تجددت المعارك بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي وميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية على الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة. وقال سكان وشهود عيان لـ«الاتحاد» إن الاشتباكات اندلعت في وقت مبكّر في مناطق عديدة بمديرية الدريهمي جنوب المطار الخاضع لسيطرة القوات المشتركة ويبعد 10 كيلومترات عن الميناء الاستراتيجي الذي مازال تحت سيطرة الميليشيات. وأضافوا أن أصوات الاشتباكات التي دارت في مناطق أشجار النخيل والدوم والسول ووادي رمان، كانت تُسمع بوضوح في الأحياء الجنوبية للحديدة.

وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات في الكلية البحرية والقاعدة البحرية، واستهدفت تجمعاتها في منزلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ونائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر الواقعين على الطريق الساحلي غربي الحديدة. كما دمرت ضربة جوية دبابة للحوثيين كانت متمركزة بالقرب من كلية الطب جنوب المدينة. وقالت مصادر عسكرية إن طيران التحالف قصف مواقع وآليات عسكرية للميليشيات جنوب وغرب مركز الدريهمي، واستهدف تعزيزات على الطريق بين مديريتي الجراحي وزبيد جنوب الحديدة، مؤكدة مقتل وجرح عشرات الانقلابيين وتدمير العديد من المركبات العسكرية وشاحنات الإمداد العسكري خلال الغارات. فيما قتل مدني وأصيب أربعة آخرون، هم امرأة وثلاث فتيات، بقصف مدفعي للميليشيات على قرية المعاريف جنوب الدريهمي.

وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات إضافية من الجيش الوطني والمقاومة تحركت خلال الساعات الماضية من عدن والضالع باتجاه جبهة الساحل الغربي لتأمين خطوط إمداد قوات الشرعية بين المخا والحديدة وتعزيز القوات المتمركزة في المطار. فيما أقدمت الميليشيات الانقلابية على التضييق على نزلاء الفنادق وشرعت في اعتقال المسافرين الذين يمرون عبر نقاط التفتيش، حيث قالت مصادر «إن الميليشيات أجبرت ملاك الفنادق في عدد من شوارع الحديدة على رفض استقبال النزلاء بذريعة عدم وجود تصاريح صادرة عنها، وطلبت منهم إجبار النزلاء على الحصول على تصريح من قسم الشرطة بذريعة الإجراءات الأمنية.

وكثّفت ميليشيات الحوثي عمليات زرع الألغام والعبوات الناسفة في مناطق متفرقة من الحديدة والطرقات الواصلة إلى ميناء المدينة. وقال مصدر محلي إن الميليشيات شرعت بزرع الآلاف من الألغام والعبوات التي تم استقدامها من خارج الحديدة، بطريقة بعشوائية ودون مراعاة لحياة وسلامة المدنيين الذين باتوا في خطر. فيما انقطعت شبكة الإنترنت في معظم مناطق اليمن، بسبب عمليات حفر الخنادق التي تقوم بها الميليشيات في الحديدة لمنع تقدم قوات المقاومة المشتركة المدعومة من التحالف نحو الميناء، والتي تسببت بقطع كابل الألياف الضوئية الممتد بجانب الطريق العام من الحديدة وحتى مدينة حيس جنوب المحافظة.

واستغلت ميليشيات الحوثي نزوح المئات من أبناء الحديدة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها لتجنيدهم قسرا وإرسالهم للجبهات. وقالت مصادر محلية بمحافظة ذمار إن الميليشيات جمعت النازحين من الحديدة ووضعتهم في ساحة مبنى مدرسة محو الأمية المجاور للمعسكر التدريبي الذي أنشأته في المحافظة لتدريب عناصرها تمهيدا لتجنيدهم واستخدامهم كدروع بشرية لتفادي القصف الجوي الذي تشنه مقاتلات التحالف. وأشارت مصادر حقوقية إلى أن عشرات الأسر النازحة في مدرسة محو الأمية باتوا معرضين للخطر في ظل رفض الحوثيين نقلهم إلى مناطق آمنة.
من جهة ثانية، أعلن الجيش اليمني أمس مقتل العشرات من عناصر الميليشيات الانقلابية في قصف جوي للتحالف العربي بمحافظة الجوف شمال شرق اليمن. وذكر الجيش في بيان أن مقاتلات التحالف نفذت ثلاث غارات على تعزيزات عسكرية للميليشيات بالقرب من جبال الظهرة في مديرية برط العنان، ما أسفر عن تدمير ثلاث مركبات عسكرية ووقوع عشرات القتلى والجرحى. كما قتل عدد من الحوثيين بنيران قوات الجيش التي تصدت لهجوم فاشل للميليشيات على مواقع في منطقتي المضابي والعبدلة بمديرية مقبنة غربي محافظة تعز