صنعاء _ اليمن اليوم
منعت ميليشيا الحوثي الانقلابية بالقوة، “مكبرات الصوت” في صلاة التراويح، لتقضي على آخر مظهر لشهر رمضان هذا العام، في العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق سيطرتها.
وهذه هي المرة الأولى التي لا تُرفع شعائر صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت، في ليالي الشهر الفضيل، منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وسط مخاوف من منعها بشكل نهائي.
وتتمادى ميليشيات الحوثي في فرض معتقداتها الدينية الطائفية الدخيلة، كما يقول أحد سكان صنعاء، لافتا إلى أن ما تمارسه بقوة السلاح لإجبار اليمنيين على اعتناق المذهب الشيعي الاثني عشري لن يجدي نفعا وستسقط كل أوهامهم بانتهاء انقلابهم.
وحاولت جماعة الحوثي خلال العامين الماضيين جس نبض الشارع اليمني بتسريبات تتحدث عن قيامهم بمنع إقامة صلوات التراويح والقيام، لكنهم سرعان ما ينفون ذلك، ويقولون إنهم لم يوجهوا بذلك.
ومع تشديد قبضتها الأمنية في مناطق سيطرتها كالعاصمة صنعاء وبعض المدن، بعد قضائها على حليفها السابق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، تفاجأ السكان بتوجيهات الحوثيين بمنع فتح مكبرات الصوت أثناء صلاتي التراويح والقيام، وكذا الدروس الدينية، وهددت بسجن واعتقال من يخالف ذلك.
تلك التوجيهات لم تواجه أي ردة فعل من المواطنين، الذين أبدوا خشيتهم من أن يتسبب اعتراضهم على ذلك في اعتقالهم أو قتلهم من قبل جماعة لا تهتم بحرية ورأي الناس، وفق ما يراه أحد المواطنين، وأضاف “التوجيهات هذا العام كانت صارمة خصوصاً مع انفراد الحوثيين في الحكم بعد قتلها للرئيس الراحل صالح”.
وأشار إلى أن صلاة التراويح كانت آخر جوانب الروحانية الموجودة في رمضان، بعد قضاء الحوثيين على كل مظاهر الشهر الكريم، من نهب المرتبات واستمرارهم في الحرب، وسرقة مدافع إفطار رمضان، والحالة المعيشية المتردية التي أوصلوا إليها جميع اليمنيين بسبب انقلابهم وحربهم.
وأفادت “أم ناصر”، بأنه بسبب هذا التوجيه لم تستطع هي وبقية نساء أحد الأحياء في صنعاء أداء صلاة التراويح في مسجد النساء بسبب أن صوت الإمام لا يصل إليهن.
وتضيف “كل النساء يدعين على الحوثيين بالزوال كل يوم وزاد غضبنا مع حرمانهم لنا من الصلاة في المسجد”.
ويخشى المواطنون من منع الحوثيين صلاة التراويح بشكل نهائي، فيما لو استمرت سيطرتهم، خاصة أنهم يرون فيها “بدعة” لارتباطها بخليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب.