الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان

تبرم موسكو وأنقرة، صفقة خلال الأسبوع المقبل، لتزويد تركيا بمنظومة "أس – 400" الصاروخية. وأعلنت روسيا أنها ستموّل جزءاً من الصفقة التي أثارت استياءً بالغاً لدى الحلف الأطلسي. وأسفرت محادثات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة الإثنين، عن اتفاق على استكمال الصفقة، بعد نقاشات في شأنها دامت نحو سنة.

ولفت بوتين إلى «أجواء عملية وبنّاءة» سادت اللقاء، مشيراً إلى أنه ناقش مع أردوغان «المسائل الرئيسة للتعاون الثنائي، بما في ذلك تنفيذ مشاريع في المجال التجاري- الاقتصادي- العسكري- التقني»، إضافة إلى «تبادل آراء في شأن المواضيع الدولية والإقليمية». وتابع في مؤتمر صحافي مع الرئيس التركي: «توصلنا إلى اتفاق على قرض، سيُوقّع كما آمل في أقرب فرصة». أما أردوغان، فأعلن أن مسؤولين من البلدين «سيجتمعون قريباً لوضع اللمسات الأخيرة على مسألة (صواريخ) أس-400».

وأفادت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء بتذليل نقاط كانت عالقة، بينها موافقة موسكو على تمويل جزء من الصفقة التي تبلغ قيمتها نحو بليونَي دولار، وتُعتبر الأضخم التي تبرمها أنقرة مع دولة خارج «الأطلسي». وأكد مساعد الرئيس الروسي فلاديمير كوجين، أن الاتفاق بلغ مراحله الأخيرة، مشيراً إلى أن التمويل الروسي لن يكون كاملاً. ولفت إلى أن الطرفين يناقشان «المسائل التقنية، مثل سعر الفائدة، وكل التفاصيل تُناقَش عبر وزارتَي المال» في الدولتين.

وكان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي رجّح تسلّم بلاده أول دفعة من هذه الصواريخ بحلول عام 2019. لكن الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري، المسؤولة عن الصادرات الدفاعية، أعلنت أن لا اتفاق بعد على مدة تنفيذ العقد.

ولم يتطرّق الجانبان إلى مسألة أخرى تثير خلافاً، وأرجأت توقيع الصفقة لشهور، إذ طلبت تركيا نقل عملية تجميع الصواريخ إلى أراضيها، فيما لمّحت موسكو إلى احتمال أن توافق على نقل «جزء من العملية الصناعية فقط».

وأثارت الصفقة استياءً واسعاً لدى الغرب، وشكّك «الأطلسي» في قدرة أنقرة على دمج المنظومة الروسية مع عتادها الحربي الغربي، مشدداً على أن المواءمة «أمر أساسي» لتنفيذ مهمات مشتركة في الحلف. كما نبّهت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن من الأفضل أن «يشتري الحلفاء معدات أنظمتها متوائمة» تقنياً.

وفي روسيا، برزت تحفظات عن تسليم عضو في «الأطلسي» أنظمة صاروخية متطورة، لكن الكرملين حسم السجال في الخريف الماضي، وأعلن أن الطرفين يقتربان من الاتفاق على تفاصيل العقد.

وأوعزت موسكو وأنقرة ببدء مشروع لتشييد محطة «أكويو» النووية في تركيا تنفذه شركة «روس آتوم» الروسية. ويُعتبر المشروع الأول في تركيا، ويتضمّن تشييد 4 مفاعلات تبلغ الطاقة الإنتاجية لكلّ منها 1200 ميغاواط، وتبلغ كلفة المشروع نحو 20 بليون دولار.