ميليشيات جماعة الحوثيين

شنَّت ميليشيات جماعة الحوثيين حملة اعتقالات جديدة في صفوف المواطنين بتهمة «التخابر» مع التحالف الذي تقوده السعودية لنصرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، فيما أطلقت الميليشيا سراح قيادات رفيعة في حزب «المؤتمر الشعبي» مقابل إلزامهم بالولاء للجماعة وحشد المقاتلين من أتباعهم إلى جبهات القتال.

وأفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة (غرب اليمن) بأن المسلحين الحوثيين اختطفوا عشرات المواطنين خلال الأسبوع الأخير في مناطق متفرقة في مدينة الحديدة والضواحي الشمالية بعد أن وجهت لهم تهم بـ«التخابر» مع دول التحالف.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية: «إن أغلب المختطفين عبارة عن مزارعين بسطاء وبعضهم ملاك متاجر ومطاعم شعبية ولا علاقة لهم بالنشاط السياسي، إلا أن مسلحي الجماعة أقدموا على خطفهم واقتيادهم إلى أماكن مجهولة».

وذكر نجل أحد المختطفين في مديرية «بيت الفقيه» في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن عدداً من المسلحين الحوثيين داهموا مزرعتهم قبل يومين، واعتقلوا والده بعد أن وجهوا له تهماً بالتواصل مع الحكومة الشرعية وقوات التحالف لتقديم معلومات عن مواقع الجماعة.

وأضاف: «لا أعلم إلى أين اقتادوا والدي لكن أحد المقربين من الجماعة أخبرني بأنهم يحتجزونه في أحد سجون مدينة الحديدة، وعرض عليّ أن يقوم بالتوسط لدى المسؤولين الحوثيين لإطلاقه مقابل مبلغ مليون ريال يمني» (الدولار يساوي 450 ريالاً يمنيّاً).

وفي السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلامية تابعة للميليشيات في صنعاء بأن الأجهزة التابعة للجماعة الانقلابية تمكنت، أول من أمس، من اعتقال خمسة أشخاص وصفتهم بـ«المرتزقة» في مديريتي «بيت الفقيه والحالي» التابعتين لمحافظة الحديدة وقالت إنهم «متورطون في رفع الإحداثيات عن نقاط أمنية ومزارع لطيران العدوان ما تسبب في خسائر كبيرة»، بحسب ما نقلته النسخة الحوثية من وكالة «سبأ».

وفي محافظة المحويت أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» بأن الجماعة أطلقت أمس عدداً من المعتقلين على خلفية المشاركة في انتفاضة الرئيس السابق علي صالح في الثاني من الشهر الحالي، بينهم رئيس الحزب في المحافظة الشيخ محمد أبو علي، وكذا القيادي في الحزب وعضو لجنته الدائمة حمود شعلان، والأخير كان قبل اعتقاله وكيلاً مساعداً للمحافظة.

وقالت المصادر إن الميليشيا الحوثية أخذت تعهدات على المفرج عنهم بحضور محافظ الحوثي في صنعاء، حنين قطينة، تلزمهم بالانخراط في صفوف الجماعة وتلقي الدورات التثقيفية والعمل على حشد المئات من المقاتلين من أتباعهم لإلحاقهم بجبهات القتال في الساحل الغربي.

وفيما لم يتسنَّ الاتصال المباشر مع المفرج عنهم لمعرفة تفاصيل أكثر، رجحت مصادر قريبة من رئيس فرع الحزب الشيخ محمد أبو علي أنه تعرض مع رفاقه المعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي والتهديد بتصفية أقاربهم وتفجير بيوتهم قبل أن يرضخوا لشروط الميليشيا.

وأصدرت الميليشيا ما وصفوه بأنه «عفو عام» قبل أيام، عن المعتقلين من المدنيين الذين شاركوا في انتفاضة الرئيس السابق، وهو ما قابله الناشطون بسخرية واسعة لجهة فراغ القرار من أي عفو حقيقي.

وسبق أن نفت قيادات في حزب «المؤتمر» ما أعلنته الميليشيات من إطلاقها سراح 160 شخصا من أتباع الحزب في صنعاء تنفيذاً لقرار «العفو»، مؤكدة أن المفرج عنهم مواطنون عاديون تم اختطافهم من الشوارع.

ميدانياً، قُتِل 24 عنصراً حوثياً على الأقل بمعارك الجيش اليمني ضد الميليشيات الانقلابية في البيضاء وتعز.

ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) قال مصدر عسكري إن الجيش الوطني تمكن من أسر 50 آخرين من عناصر الميليشيات، فيما يجري حالياً محاصرة العشرات من عناصر الميلشيات في منطقة حجلان بناطع.

لقي 20 من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية مصرعهم، مساء أمس، وأصيب خمسة آخرون، بينهم قيادي يدعى أبو هاشم، وهو مشرف الميليشيات في مناطق ناطع التابعة لمحافظة البيضاء.

وفي تعز، لقي أربعة من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية، مصرعهم، بنيران أبطال الجيش الوطني في مديرية مقبنة، غرب مدينة تعز أمس، وفقاً لموقع الجيش اليمني «سبتمبر نت» الذي نقل عن قائد جبهة مقبنة العقيد حميد الخليدي قوله: «إن أبطال الجيش الوطني المتمركزين في منطقة قهبان، عزلة اليمن، استهدفوا موقعاً للميليشيا الحوثية في منطقة الطوير»، موضحا أن «ميليشيا الحوثي الانقلابية استحدثت معسكراً تدريبياً في سوق الكدحة وتجند حتى الأطفال، ومن ثم تعزز بهم باتجاه جبهة مقبنة لتزج بهم في معاركها العبثية».

وإلى شرق صنعاء، قصفت مدفعية قوات الجيش الوطني ومقاتلات التحالف مواقع ومعدات قتالية ثقيلة لميليشيا الحوثي الانقلابية، ونقل «سبتمبر نت» عن مصدر ميداني أن «مدفعية ودبابات الجيش الوطني قصفت مواقع وآليات قتالية للميليشيا الحوثية في مناطق رمادة، وعيال محمد، ومفرق قطبين، بمديرية نهم، وأدى القصف إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات».

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر في تصريح نقلته «سبأ»، إن الحكومة ستواصل جهودها التي بدأتها العام الماضي في إعادة الخدمات بشكل كامل وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات المحررة، مبشراً بأن عام 2018 سيكون عام تنمية وإعادة بناء وإعمار.

وأوضح رئيس الوزراء لدى عودته إلى عدن قادماً من الرياض، أمس، أن توجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «تقضي بتوفير الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق، وأن الحكومة ستعمل بكل الجهود وبتعاون المخلصين والأوفياء من أبناء عدن والمحافظات المحررة والتحالف العربي ممثلاً بالسعودية والإمارات وبقية الأعضاء على تجاوز الصعاب والتحديات التي فرضتها الحرب والعمل من أجل الوصول إلى تحقيق العدالة والمساواة وقيام الدولة الاتحادية التي أجمع عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني»، مجدداً دعوته للجميع للوقوف خلف القيادة السياسة ممثلة برئيس الجمهورية لمواجهة خطر ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابيين والعمل على خروج اليمن من الوضع الراهن ومن حالة الحرب وآثارها».