مليشيات الحوثي

أعادت مليشيات الحوثي الإنقلابية إحياء ثأر قديم بين قبيلتين في محافظة ذمار الواقعة إلى الجنوب من صنعاء، مجهضة بذلك اتفاق صلح بين الطرفين، وحالة سلام كانت قد شهدتها تلك المنطقة منذ 3 سنوات.

وأشعلت مليشيات الحوثي، وفقاً لمصادر محلية وقبلية، حرباً عشائرية على خلفية “ثأر قديم” بين قبيلتي عاثين وبني سويد في منطقة آنس بمحافظة ذمار، وذلك بعد أن عجزت عن جر أبنائها إلى حروبها العبثية.

وأشارت المصادر إلى أن تلك المنطقة كانت قد شهدت على مدى 3 عقود حالة صراع بين قبيلتي عاثين وبني سويد، وذلك بسبب نزاعهما على ما بات يعرف بـ “قاع الحقل”، وهو الوادي الخصيب الذي يقع إلى شمال آنس ضوران بالحدود مع منطقة بلاد الروس التي تعود إدارياً إلى محافظة صنعاء.

وكانت مليشيات الحوثي قد استخدمت “قاع الحقل” لتدريب مقاتليها وإخفاء أسلحتها، وهو ما دفع طيران التحالف إلى شنَّ عدة غارات على تلك المواقع، أسفر عنها تدمير أسلحة ومعدات وذخائر للمليشيات الانقلابية.

وبحسب تلك المصادر فقد دفعت مليشيات الحوثي خلال اليومين الماضيين بقبيلة عاثين لإشعال الحرب على قبيلة بني سويد، التي رفض مشايخها تأييد الإنقلابيين، كما امتنع أهلها عن الدفع بأبنائهم إلى جبهات الحوثيين.

وفي محافظة عمران الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء، توجد في الوقت الراهن أكثر من حرب قبلية يعيشها أهالي عدة مديريات بالمحافظة.

وأوضحت مصادر ميدانية أن سلطة الحوثي الإنقلابية لا تحرك ساكناً إزاءها، وإنما تضع أبناء قبائل عمران أمام خيارين، إمّا خيار الالتحاق بجبهاتهم، أو زعزعة الأمن في مناطقهم من خلال إذكاء الخلافات القبلية وضرب القبائل بعضهم ببعض.

وقبل الإنقلاب الحوثي على السلطة الشرعية مطلع 2015، شهدت محافظات يمنية عدة على فترات متلاحقة، وبتشجيع حكومي أو بجهود ذاتية محلية اتفاقيات صلح تم بموجبها طي ثارات قبلية استمرت لعقود وحصدت مئات الأبرياء.