قوات الجيش اليمني

 استطاعت قوات الجيش اليمني والمقاومة السيطرة على مواقع استراتيجية بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي وصالح على الرغم من اشتداد المعارك آخر ثلاثة أيام في جبهة صرواح، وبدأت القوات سيطرتها بتحرير موقعين في الجبهة يقعان ناحية منطقة الزغن، التابعة إداريا لمديرية بني ضبيان في محافظة صنعاء.

ووصل نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، أمس السبت، إلى محافظة مأرب، وتتزامن الزيارة مع مقتل أول قائد عسكري رفيع في الجيش اليمني، وهو اللواء عبد الرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة. وبناء على توجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كلّف الأحمر اللواء الركن عادل القميري المفتش العام للقوات المسلحة القيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).

وخلال معارك أول من أمس (الجمعة) نجحت قوات الجيش الوطني المدعومة برجال المقاومة في التقدُّم والسيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها قرية آل عوير ومحيطها، وجبل الطريف، وجبل الدرم، والتبة البيضاء، في جبهة المخدرة بمديرية صرواح، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وقال المركز الإعلامي للجيش الوطني، إن الجيش الوطني مدعومًا بالمقاومة الشعبية أحكم سيطرته على جبل الطريف بجبهة المخدرة شمال مديرية صرواح. وأضاف أن قوات الجيش الوطني واصلت تقدمها باتجاه منطقة (وادي الضيق) شمال غربي جبل (هيلان) الاستراتيجي، بهدف قطع خطوط الإمداد عن الميليشيات وتطويق ما تبقى من مواقعهم، مؤكدًا أن ميليشيات الحوثي وصالح تكبدت خلال الاشتباكات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري.

وكشف عن مقتل 18 مسلحا من الطرفين، بينهم 13 عنصرًا مواليا لجماعة الحوثي وصالح و5 من الجيش الوطني والمقاومة، موضحا أن قوات الجيش والمقاومة شنت هجوما عسكريا مكثفا، الخميس، في جبهة المخدرة، بعد ساعات فقط من نجاحهما في السيطرة على موقعين استراتيجيين، هما جبلا الدرماء والحاني، لافتا إلى أن ملاحقة فلول الميليشيات لا تزال قائمة في التباب المحيطة.

 

وذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والمقاومة بدأت عملية عسكرية واسعة، على مواقع الحوثيين وقوات صالح، في جبهة المخدرة، لتحريرها من قبضة الحوثيين وقوات صالح، مشيرة إلى تمكن قوات الجيش والمقاومة من إحكام سيطرتها على عدد من تلك المواقع، بينها جبلا الطريق والدرماء، وقرية الحاني.

 

وتعد مديرية صرواح آخر معاقل الحوثيين وقوات صالح في محافظة مأرب النفطية، شرق العاصمة اليمنية صنعاء، فيما تسيطر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معظم مناطق المحافظة الواقعة على تخوم محافظة صنعاء من جهة الشرق. وفي جبهة مريس دمت شمال غربي محافظة الضالع، جنوب البلاد، أغارت مقاتلات التحالف، صباح أمس (السبت)، مستهدفة إمدادات الميليشيات الانقلابية في نقيل كنة المؤدي إلى جبل ناصة شمال منطقة مريس، وكذا على قوات وتجمعات للميليشيات في موقع ناصة الاستراتيجي.

 

وقُتل نحو 34 مسلحا من عناصر الحوثي والمخلوع صالح، وأصيب 27 آخرون، فيما قتل 7 وجرح 16 من مقاتلي الجيش والمقاومة في مواجهات واشتباكات عنيفة شهدتها الجبهة خلال الأيام الماضية. وقال قائد جبهة مريس دمت، العقيد مزاحم لـ"الشرق الأوسط"، إن قوات الجيش والمقاومة كبدت الميليشيات الانقلابية خسائر في الأرواح والعتاد، إثر محاولاتها المتكررة إحداث اختراق في جبهة القتال.

 

وأضاف أن مواجهات الجمعة سقط خلالها نحو 20 من عناصر الحوثي وصالح، فيما تمثلت خسائر الجيش والمقاومة بـ7 قتلى ونحو 16 جريحا، لافتا إلى أن تلك المواجهات وقعت إثر مهاجمة القوات الانقلابية لقرية رمة شمال غربي مريس. وكشف عن مقتل 14 مسلحا وإصابة 20 آخرين في معركة الثلاثاء، والتي حاولت فيها الميليشيات التقدم ناحية موقع رمة شمال غربي مريس، إلا أن رجال المقاومة وبدعم من قوات الجيش الوطني، أحبطت ذلك الهجوم الفاشل، مكبدة القوات المهاجمة خسائر بشرية ومادية.

 

وأوضح أن مقتل عناصر الانقلاب، جاء إثر استدراجها إلى أحد مواقع رمة قبل أن يتم تطويقها والقضاء عليها من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة. وتمكّنت الميليشيات الانقلابية من استعادة موقع رمة شمال غربي مريس مساء الجمعة، بعيد هجوم من ثلاث جهات، واستخدمت فيه مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وعند سيطرتها على قرية رمة قامت بتفجير ثلاثة منازل بدعوى انتماء أصحابها للمقاومة والجيش الوطني.

 

وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، قتل نحو 30 مسلحا وأصيب 23 آخرون، إثر مواجهات وصفت بالأعنف بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الانقلاب من جهة، في مديرية الزاهر آل حميقان. وكشفت مصادر في المقاومة عن سقوط 5 من عناصر الجيش والمقاومة، أما البقية فمن ميليشيات الحوثيين وصالح، موضحة أن المواجهات دارت في منطقة المسياب، وتحديدا حول جبل كساد الذي حاولت الميليشيات السيطرة عليه مسنودة بالدبابات والمدفعية، إلا أن رجال المقاومة أفشلوا تقدم تلك القوات ناحية الجبل.

 

وأشارت المصادر إلى أن محاولة الميليشيات تعد الثانية للسيطرة على الجبل الاستراتيجي الذي يطل على كثير من المناطق، إذ كانت المرة الأولى قبل نحو شهرين، غير أن تلك الميليشيات فشلت وعادت على أعقابها بعد تكبدها خسائر بشرية وعسكرية، لافتة إلى أن الميليشيات المهاجمة وبعد فشل تقدمها انسحبت تاركة خلفها جثث قتلاها في المكان الذي شهد معركة الخميس، فيما تم نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى الثورة العام في مدينة البيضاء، والذي حولته الميليشيات إلى مستشفى ميداني خاضع لسيطرة الانقلابيين.