صنعاء ـ اليمن اليوم
انتشرت صور لمسلحين من ميليشيات الحوثي في مدينة صنعاء، يرتدون الزي العسكري للجيش اليمني وهم يرددون شعارات طائفية. وأعلن الحوثيون طائفيتهم الإقصائية بصورة واضحة منذ بداية تأسيس حركتهم عام 1992، ورغم حروبهم الطويلة مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلا أنهم لم يجسدوا ذلك السلوك بصورة علنية إلا عبر انقلابهم الأخير على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتتهم جماعة الحوثي بتلقي الدعم من إيران ومشاركة "حزب الله" اللبناني في مشروع إقامة "هلال طائفي إقليمي" في المنطقة.
وبرزت صحة هذه الاتهامات بداية انقلاب الحوثيين، إذ فور سحب الدول الكبرى ودول الخليج سفاراتها من صنعاء، فتح الحوثيون جسرا جويا مباشرا مع إيران التي تعهدت بدورها بتأمين الوقود لمناطقهم وبناء محطات كهرباء. وفي حين ينفي الحوثيون هذه العلاقة، يشير محللون إلى أنها مثبته في ظل وفرة الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة كبيرة بين طهران والحوثيين.
وتمثل السلوك الإقصائي الحوثيين في سلوكيات أفرادهم ابتداء من الصرخة إلى تفجير دور العبادة وبيوت مخالفيهم واختطاف من يعارض فكرهم، ويؤكد ذلك خطاب زعيمهم الذي لا يخلو من تكرار مصطلحات مثل "الدواعش" و"القاعدة" على من يعارضهم. وجعلت الجماعة من شعارات متطرفة للثورة الخمينية شعارات مقدسة لها، واستعارت مفردات الجماعات الطائفية المتطرفة في العراق وسوريا ولبنان، ويسمي الحوثيين كل خصومهم "تكفيريين"، كما أن الحوثي أظهر نزعة إقصائية موغلة في التطرف باستهداف دور العبادة التي تخالف معتقدات جماعته.
وحاول الحوثيون توظيف الطائفية التي ينتهجونها لخدمة جماعتهم، مدعين أن "عاصفة الحزم" تستهدف طائفة بعينها، إلا أن الواقع وسير العمليات العسكرية أكد أن الضربات الجوية استهدفت كل الميليشيات التي تحمل السلاح خارج إطار الدولة الشرعية في اليمن، ومن بينها القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.