جماعة "الحوثيين

 تعيش جماعة "الحوثيين" اهتزازات كبيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفقدان الكثير من شعبيتها بسبب الفساد الكبير واعمال القمع لحرية الراي والانتقاد .ومنذ سيطرت الحوثيين على صنعاء في 2014 عمدت المليشيات على إغلاق وسائل إعلام واعتقالات واسعة إضافة إلى اعمال اقصاء نالت من كوادر بل ومن قيادات حكومية في حزب الرئيس السابق علي صالح حليف الحوثيين، ونصَّبت المليشيات شخصيات غير موهله بل وفي معظم الاحيان من خارج الموسسات الحكومية اضافة الى فساد تلك الشخصيات في المفاصل الحكومية .

وظهرت الثروة الفاحشة في معظم قيادات الحوثيين نتيجة الفساد الكبير ونهب موارد وممتلكات الدولة وبالرغم من ظهور فساد الجماعة للسطح وانعكاسة على مختلف شرائح المجتمع والاقتصاد تتعمد المليشيات قمع كل من يتحدث عن فساد قيادات الجماعة وممارسة الاعتقال او التشوية بحقه .

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة التمرد الحوثي، محمد البخيتي إن "الجماعة فشلت في إدارة ملف مؤسسات الدولة لافتقارها للذهنية الوطنية". وأضاف في منشور على صفحته في "فيسبوك" أنه وبعد مرور 3 سنوات على الاستيلاء على صنعاء لا يزال الفساد موجودا والظلم موجودا والإقصاء موجودا، وإذا لم نتحرك من الآن لمعالجة الأمر فإننا بذلك نضر بسمعة نموذجنا، وأي محاولة للإنكار أو للتبرير ستفقدنا مصداقيتنا لأن الظلم أصبح أمرا واقعا يصطلي بناره المواطنين كل يوم.

وأكد البخيتي غياب العدل لدى السلطات التابعة للحوثيين، وقال إن سلطة المال أصبحت هي الحاكمة لدى الجهات الأمنية والنيابية وكذلك في بقية المؤسسات وإن بشكل أقل وبصور مختلفة، مشيراً أيضاً إلى أن جماعة الحوثيين أكثر مكون سياسي مارس الإقصاء. وحذر من نتائج كارثية تهدد مستقبل الجماعة إذا لم يتم وضع حد لتلك التجاوزات، مؤكداً أن المشكلة تتفاقم مع وجود من وصفهم بـ "المتمصلحين" من قيادات الجماعة الذين يتعلقون بالقطاعات الحكومية التي تتوفر فيها فرص الكسب غير المشروع.

ولفت إلى أن "الممارسات الخاطئة التي يقوم بها أبو فلان وأبو علان بعقلياتهم الضيقة ونزعتهم الشللية في صنعاء تعطي قراءة خاطئة للداخل والخارج"، مشيراً إلى أن "الجماعة حملت خلال تمددها من معقلها في الشمال إلى بقية مناطق البلاد مشروع منطقة وليس مشروع وطن واتسمت بالمناطقية والمذهبية، وهو ما أفقدها تعاطف اليمنيين خصوصا في المحافظات الوسطى والجنوبية والشرقية".

 وقال : إن "تلوين المرحلة بلون واحد أعطى قراءة خاطئة لدى الجنوبيين عن مشروعنا حيث اعتبروا أنه يمثل منطقة معينة ولا يمثل الوطن ولكنه لم يكن يمثل لهم مشكلة بقدر ما كان يعزز من قناعتهم ونزعتهم الاستقلالية لأنهم اعتبرونا جسما غريبا دخيلا عليهم". داعياً إلى نقل السلطة للأحزاب السياسية.

ويرى الناشط السياسي اليمني عادل الصامت أن مليشيات الحوثي ظهرت حقيقتها للناس واصبح الكثير على يقين ان الجماعة لاتحمل اي مشروع وطني ومشاريعها طائفية وسلالية ونهب وثراء غير مشروع. وحسب الصامت فإن الحوثيين لازالوا يحكمون المناطق الخاضعة لسيطرتهم بنفوذ وقوة حزب الرئيس اليمني السابق علي صالح الذي يمتلك حزبه شعبية يجب الاعتراف بقوتها ويجب التاكد انها الخيط الاخير لسلطة الحوثيين خارج معقلهم في صعدة. ووفقاً للصامت فأن صالح يمثل المفتاح الذي سيغلق ابواب السلطة على الحوثيين والنفوذ وبالرغم من الخلافات المتواصلة بين حزب صالح والحوثيين لايزال تحالفهم قائم ربما لانهم يرون أن تحول خلافهم لمواجهه سيؤدي لهزيمتهم عسكرياً.

وأوضح الصامت أن مليشيات الحوثيين فشلت بادارة السلطة وصنعت لها اعداء في القبائل اليمنية وشرائح الشعب بينما صالح ترى فيه قبائل شمال الشمال منقذ نتيجة احتقار الحوثيين للقبائل وتميزيهم السلالي الذي همش القبائل وبحال تواجه صالح مع الحوثيين فان معظم القبائل ستقف في صف صالح الذي ترى فيه القبائل السياسي المحنك والرجل القوي عسكرياً والذي يهتم بمصالحها ويساعد على بقاء قوتها .