عدن- صالح المنصوب
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، السبت، أن إنهاء المعاناة "الرهيبة" في اليمن يتطلب حلًا سياسيًا للأزمة قبل كل شيء، مشيرًا إلى أنّه "جئت إلى اليمن لأفهم بشكل أشمل الأزمة الإنسانية المتدهورة في البلد، بما في ذلك أسرع تفش لوباء الكوليرا شهده العالم على الإطلاق، وأكبر أزمة انعدام الأمن الغذائي في العالم، والأوضاع المرتبطة بالنزوح واسع النطاق للسكان، رأيت في كل مكان زرته في اليمن دمارا في الطرق والجسور والمصانع والفنادق والمنازل وغيرها خلفها القصف والقتال، وزرت مستشفيات بالكاد فيها كهرباء أو ماء وذلك أيضا نتيجة القتال، وقابلت أطفالا يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم، قد يكون سٌلب منهم مستقبلهم الصحي".
وأضاف لوكوك، أنّه "التقيت ببعض النازحين من أصل مليوني شخص، اضطروا لمغادرة ديارهم لتجنب القتال والظروف المروعة، التي اضطر العديد منهم إلى العيش فيها، وقد قابلت عاملين في المجال الصحي لم يتلقوا رواتبهم منذ عام، استمعت إلى قصص أطفال لم يذهبوا إلى مدارسهم لمدة عام تقريبا بسبب عدم دفع رواتب معلميهم"، وأشار المسؤول الأممي إلى أنه أجرى نقاشات صريحة مع السلطات في صنعاء وعدن بشأن ضرورة قيام جميع الأطراف المعنية ذات العلاقة ببذل مزيد من الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجونها. وأفاد بأنه طلب من رئيس الوزراء في عدن، ضمن العديد من الأمور التي ناقشها، ضمان تحقيق تقدم بشأن دفع رواتب العاملين الصحيين والمعلمين، وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والإنسانية، وتحسين تشغيل الموانئ وخاصة ميناء الحديدة.
واختتم لوكوك بالقول "أكرر النداء الذي وجهته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، يجب على جميع الأطراف في اليمن، والأطراف التي تدعمها وتؤثر عليها، أن تبذل المزيد لضمان احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين".