الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أكد تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة مستقلة، أن الغارة التي شنتها قوات أميركية بموافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عطلة هذا الأسبوع قد تكون أعطت دفعة دعائية لتنظيم "القاعدة" في اليمن. وأشار التقرير إلى أنه ما زال الوقت مبكرا لمعرفة الاستراتيجية التي ستتبعها إدارة ترامب في اليمن، (ولكن هجمات الطائرات دون طيار) فشلت في وقف النمو السريع للتنظيم، ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى أن خسائر الحرب تفوق فرصها.
 
من جانبها قالت أبريل آلي كبيرة المحللين لشؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية "الغارة مثال جيد على ما لا يجب عمله". وأضافت "استخدام القوات الأميركية والعدد الكبير من الضحايا المدنيين مثيرة للغضب بشكل عميق وتخلق مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في اليمن بشتى أطيافه السياسية وهذا ينصب لصالح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
 
ونفذت القوات الأميركية (كوماندوز) عملية إنزال في محافظة البيضاء وسط اليمن، مطلع الأسبوع الماضي، حيث استهدفت 3 أفراد يشتبه في انتمائهم لـ"القاعدة"، بينما قتل نحو 40 مدنيا من الأبرياء أغلبهم أطفال ونساء. وذكر تقرير الأزمات الدولية، بحسب القوات الخاصة (كوماندوز)، أن من المحتمل أن يكون هناك ضحايا من المدنيين، بينهم أطفال، في الغارة التي شنها على اليمن خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب إعلان القيادة المركزية للقوات الأميركية. مشيرا إلى أن الضحايا المدنيين سقطوا عندما حاولت طائرة هليكوبتر مساعدة القوة الأميركية التي كانت تشن الهجوم.

وكانت القوات الأميركية قد نفذت عملية إنزال في يكلا بمحافظة البيضاء وسقط مدنيون بينهم نساء وأطفال، وقتل 3 مشايخ من قبائل اليمن الذي يوصفون بأنهم داعمين لتنظيم "القاعدة"، وهم الشيخ عبدالروؤف الذهب والشيخ سلطان الذهب والشيخ سيف النمس الجوفي، في حين لا يزال الشيخ عبد الإله الذهب مفقود، بحسب مصادر قبلية. وأكدت مصادر مقربة من تنظيم "القاعدة" أن من بين قتلى عملية الطفلة نوار، ابنة القيادي السابق أنور العولقي، الذي قتلته واشنطن بغارة جوية في الـ30 من سبتمبر/أيلول من العام 2011.

وتعد الطفلة نوار هي النجل الثاني لأنور العولقي الذي يلقى حتفه بعمليات أميركية، بعد مقتل شقيقها عبدالرحمن (16عاما) بغارة أميركية في شبوة في العام 2011. وكانت أميركا قد اتهمت أنور العولقي بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة"، والتحريض على قتل الأجانب، وأعلنت الامم المتحدة إضافته إلى قائمة المنظمة الأممية السوداء، بصفته عضواً في القيادة العليا لتنظيم "القاعدة".

وخسرت القوات الأميركية طائرة خلال العملية إضافة إلى مقتل جندي وأصابة ثلاثة آخرين في عملية لم تستطع فيها القوات الأميركية من اعتقال عنصر او قيادي لتنظيم القاعدة. وتعد هذه عملية الإنزال الأولى في اليمن منذ بدء عمليات التحالف العربي في مارس/آذار 2015م، كما إنها العملية الأولى من نوعها خلال رئاسة دونالد ترامب.