خالد عبدالواحد _ صنعاء
يجوب عناصر الجماعة الحوثية، الشوارع والمدارس في صنعاء باحثين على مقاتلين جدد بعد مقتل المئات من مسلحيهم خلال الأسابيع الماضية، بعد نحو شهر واحد على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وتمكنت قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية مسنودة برجال القبائل، والتحالف العربي الذي تقوده السعودية من السيطرة على العديد من المواقع العسكرية والمدنية التي كانت تخضع إلى سيطرة الحوثيين، خلال الأيام الماضية إضافة إلى مقتل المئات من المقاتلين في صفوف المليشيات الانقلابية، ولم تستثني المليشيات الإيرانية حتى النساء اللواتي يعظم المجتمع اليمني من قدرهن ويحجبهن عن الناس ، في تجنيدهن واستخدامهن في مشروعهم الطائفي.
وقالت مصادر محلية، إنّ مليشيات الحوثي دفعت بالعشرات من النساء إلى جبهات القتال ضد القوات الحكومية بعد أخذهن تدريبات عسكرية على يد خبراء ومدربين إيرانيين، وتقوم مليشيات الحوثي إقامة محاضرات وندوات تحرض النساء على القتال تحت ما يسمى مقاومة "التحالف العربي" والدفاع عن الوطن، ويوما بعد أخر وتزداد الانهيارات في صفوف الحوثيين حيث يبحثون عن مجندين جدد لم تتجاوز أعمارهم ال8 أعوام للحد من تقدم القوات الحكومية
واقتحمت مليشيا الحوثي العديد من المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم لفرض تجنيد الأطفال، وأخذهم إلى الجبهات، واختطفت جماعة الحوثيين العشرات من الأطفال وطلاب المدارس وجمعتهم إلى في احد معسكراتها ثم تدفعهم إلى جبهات القتال، واختطفت ميليشيات الحوثي نوح مارش أثناء عودته من المدرسة إلى منزله في حي الجراف بالعاصمة صنعاء. عاد نوح (12عاما) أشلاء ممزقة داخل كيس خاص بجثث المليشيات إلى أهله بعد غياب دام لأسبوعين، حسب قول والده مارش سعيد.
وأضاف مارش وهو يسكب الدمع من عينيه حزنا على ابنه الوحيد ، أن مليشيات الحوثي اختطفت ولده بعد رفضه القتال في صفوفهم وجلوسه في البيت، مشيرا إلى أن المليشيات أعطتهم سلة غذائية ثمن ابنهم الذي قتل في غارة جوية استهدفت الجماعة في مديرية صرواح بمحافظة مأرب شرق اليمن، ودعت مليشيات الحوثيين كل المجندين في الأمن والجيش إلى الانضمام إلى جبهات القتال ضد القوات الحكومية مهددة إياهم بالفصل من الكشوفات العسكرية، ولم تستثن جماعة الحوثيين حتى المتقاعدين من الجيش وطالبتهم بالانضمام إلى صفوفها أو فصل الأسماء من الكشوفات ومصادرة مرتباتهم المتوقفة، وعبده غالب احد المتقاعدين من الجيش اليمني طلبت منه جماعة الحوثيين العودة إلى السلك العسكري أو الدفع بأحد أبنائه إلى جبهات القتال.
ويقول غالب (60 عامًا)، إنّ جماعة الحوثيين في المنطقة حاولت إغرائه بالمال مقابل الدفع بأحد أبنائه إلى جبهات القتال وتارة أخرى تهدده بحرمانه من مرتب التقاعد.
فتح باب التجنيد
وفتحت جماعة الحوثيين باب التجنيد لجمع الشباب اليمنيين للانضمام إلى ميليشياتهم خلال الأيام الأخيرة. ودعت الجميع إلى الانضمام إلى القوات المسلحة حسب ما أوردته وكالة أنباء سبأ التابعة للجماعة، وتعد هذه هي المرة الأولى تدعو الجماعة للتجنيد منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء مطلع عام 2015.
وقال الكاتب الصحافي يوسف الجبلي، إن مليشيات الحوثيين أصبحت في حالة انهيار متكامل عقب الأحداث الأخيرة والتقدمات الكبيرة التي أحرزتها قوات الحيش في محافظة شبوة والحديدة والبيضاء، وأشار إلى أن مليشيات الحوثيين أصبحت في ساعاتها الأخيرة تبحث عن أي شيء يجعلها تصمد ولو لأيام قليلة مشيرا إلى أن الجماعة أصبحت تستنجد بالأطفال بعد أن لاقت سخطا شعبيا كبيرا من قبل المدنيين ونفور الجميع عنها، كما أضحت ميليشيات الحوثيين تعرف مصيرها المحتوم خصوصا أنها ستسلم كافة الأراضي اليمنية إما بقوة السلاح أو الحل السياسي لكنها تتمسك بالسلطة لنهب ما تبقى من المال العام والخاص.
ونهبت مليشيات الحوثيين مصرف الكريمي أكبر شركات الصرافة في اليمن ومركز سويد للصرافة إضافة إلى نهبها العديد من المنازل والمحلات التجارية، وبعد مرور 40 يومً على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح جعل الحوثيون ، يرون ساعتهم الأخيرة، فمقتل صالح شكل كارثة كبيرة عقب الانتفاضة الشعبية التي قادها مطلع ديسمبر الماضي وانتهت بمقتله، وباعتباره الرجل الوحيد الذي يمكن التفاوض معه فان بمقتله انتهت اي فرصة للحل السياسي، حتى إن الحاضنة الشعبية التي كان يملكها صالح تنصلت عن جماعة الحوثيين عقب مقتله على أيديهم وأصبحت الجماعة منعزلة سياسيا واجتماعيا، ما جعل الكثير يؤمنون ان جماعة الحوثيين ليست سوى مليشيات للقتل والتدمير والسلب والنهب، وستنتهي في وقت قريب.
وأكد منصور قايد أن الجماعة ندمت كثيرًا على مقتل صالح عقب الانهيارات التي لاقتها في جبهات القتال، وأشار إلى أن مقتل صالح جعلها تلاقي سخطا شعبيا يتمنى زوالها في أي لحظة، وأضاف أن كانت جماعة الحوثيين تقاتل من اجل حماية الشعب اليمني فالشعب لا يريدها ولن يقبل بهتافاتها الطائفية التي تقسم المجتمع، وقال منصور إن ساعات انتهاء الجماعة قد قربت موضحا أن تهديد الجماعة الأمم المتحدة بضرب السفن البحرية والناقلات النفطية دليل على ضعفها وعدم قدرتها على الصمود لأيام أخرى، ومن المفترض أن ترضخ الجماعة لأي حل سياسي لتنقذ ما تبقى من أنصارها لكنها تدفع بالعشرات من المقاتلين المغرر بهم إلى الجبهات بحثا عن أي نصر يجعلها تصمد ليوم أخر ووحدهم المدنيون من يدفعون ثمن صمودها.