صنعاء ـ خالد عبدالواحد
أكدت الأمم المتحدة أن المعارك العنيفة، بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثيين تسببت في تشريد أكثر من 570 ألف شخص، منذ يونيو / حزيران الماضي وحتى الآن، من مدينة الحديدة، البوابة الغربية للبلاد.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك ، من تداعيات "التصعيد الكبير للصراع في اليمن خلال عطلة نهاية الأسبوع حول مدينة الحديدة، بما في ذلك زيادة المصادمات والغارات الجوية والقصف المدفعي".
وقال دوغريك إن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني وصلوا إلى جميع النازحين في الحديدة مع حزم الإغاثة الطارئة.
وأَضاف المتحدث الأممي أن المناطق المتضررة هي في المقام الأول تلك الواقعة على المشارف الجنوبية والشرقية للحديدة، كما تم الإبلاغ عن صراع متزايد في محافظتي صعدة شمال اليمن والبيضاء وسط البلاد.
وتابع "لم تلاحظ الوكالات الإنسانية حدوث نزوح واسع النطاق من الحديدة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ورد أن بعض العائلات قد نزحت، لكن الصراع ظل في معظمه على مشارف المدينة".
وقتل ثلاثة أبناء بقذيفة مباشرة أصابتهم أثناء خروجهم من المنزل جراء تلك المعارك المتواصلة لليوم الخامس على التوالي في مدينة الحديدة غربي اليمن، فيما أصيبت الأم إصابة بالغة، ونقلت إلى أحد مستشفيات المدينة.
العديد من سكان المدينة لقوا حتفهم، خلال الأيام الماضية، بسبب الرصاص الراجع، والقصف العشوائي المباشر.
وأكد مصدر طبي أن شاباً في حي الزهور بشارع صدام، قتل جراء اختراق رصاصة راجع جسده، كما أُصيب طفلان بجولة الحفرة براجع الرصاص الحي، ناهيك عن اخرين، ستكشف الايام القادمة اخبارهم عقب جلاء غبار المعركة من سماء المدنية.
الاشتباكات المتواصلة، بين القوات الحكومية، المدعومة بالتحالف العربي، ومسلحي جماعة الحوثيين، حاصرت السكان داخل الاحياء السكنية، والمنازل ، المبني بعضها من الصيفح، ولا قدرة لجدرانها على صد الرصاص، ومنعت السكان من مغادرة منازلهم ، واللجوء الى اماكن امنة، او مغادرة المدينة.
في الوقت الذي تسعى القوات الحكومية، لحصار مدينة الحديدة، وتطويقها، بشكل كامل، تنتشر مليشيا الحوثي، وسط الاحياء بمعداتها العسكرية الثقيلة والخيفة، وتعتلي المباني السكنية، والفنادق والمستشفيات، في محاولة لصد تقدم القوات الحكومية.
واقتحمت مليشيات الحوثي، مستشفى 22 مايو بمدينة الحديدة، وتمركزت في أسطحه، وقالت مصادر طبية، إن مليشيات الحوثي، اقتحمت المستشفى وسكن الأطباء واعتلت قناصتها الأسطح وسط حالة هلع ورعب في أوساط المرضى والدكاترة والممرضين من استخدام الحوثيين لهم دروع بشرية.
وناشد الأطباء "بينهم أجانب" المنظمات الدولية التدخل السريع لإخراج المسلحين وحماية المدنيين داخل المستشفى ، خاصة مرضى يتواجدون حاليا في أقسام الرقود والعناية المركزة.
وكانت وحدات من ألوية العمالقة قد فرضت حصارا على العشرات من قناصة مليشيا الحوثي الانقلابية الذين يعتلون أسطح المباني في مدينة الصالح ومدينة العيسي والشركة اليمنية للمنتجات الغذائية ".
وبحسب مصدر عسكري فقد تقدمت ألوية العمالقة من عدة مناطق لمحاصرة القناصة الذين يعتلون أسطح المباني والمنشئات والمؤسسات العامة في المدن السكنية الخالية من السكان.
ولا تزال المعارك على أشدها بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الحكومية المسنودة بمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، جنوبي وشرقي مدينة الحديدة .
منظمة اطباء بلا حدود، من جهتها ،أعربت أيضا عن قلقها حيال مرضى وطاقم مستشفى السلخانة وآلاف السكان الذين بقوا في المدينة.
ودعت المنظمة في تغريدات، على "تويتر"، جميع أطراف النزاع أن يحرصوا على حماية المدنيين والمرافق كالمستشفيات في اليمن.
وأكدت المنظمة أن فرق أطباء بلا حدود في مدينة الحديدة تشهد زيادة في حدة العنف والمعارك الأرضية والقصف الجوي والبحري منذ الخميس الماضي، مع اقتراب خطوط الجبهات من المناطق المدنية والمرافق الصحية، بما فيها مستشفى السلخانة الذي تعمل فيه أطباء بلا حدود.
ودعا ناشطون انسانيون، وسكان محليون اطراف الصراع، بايقاف الحرب، وفتح ممرات امنة، للخروج مدينة الحديدة.