النازحون اليمنيون

في ظل الأوضاع المأساوية والصعبة التي يمر بها اليمن، هناك آلاف الأسر في المناطق الحدودية في محافظة حجة نزحوا من قراهم ومنازلهم خوفًا على حياتهم وحياة أطفالهم من جحيم الطائرات ومدفعية التحالف والقصف المستمر والعشوائي الذي أحرق الأخضر واليابس.

عصام الجبري أحد الصحافين في محافظة حجة يقول إن مدينة حرض حاليا أصبحت مدينة خاوية لا يسكنها سوى الدمار وأركام ومنطقة عسكرية مغلقة بعد أن هجرها السكان إلى البراري والصحاري في ظل أوضاع مأساوية صعبة.

هكذا، فرّ النازحون من مدينة حرض التي كانت تدر على البلاد وترفع مزيانيتها كونها منطقة حدودية وجمرك بري، تركوها ليبحثوا عن أبسط المقومات الأساسية للحياة في ظل غياب دور الجهات الرسمية المتخصصة بهم وإهمال وتلاعب الكثير من منظمات المجتمع الإنساني الدولية والمحلية.

يوضح "الجبري" أن هناك كارثة إنسانية إذا لم تقم الجهات المختصة بملافات الأمر لأصبح الوضع مأساويا ومؤلما، وباء الكوليرا ينتشر كانتشار الريح في مخيمات النازحين، حيث تعيش القاذورات والتلوث البيئي والانعدام الصحي.

العديد والعديد من القصص الإنسانية المؤلمة وقعت ولم تحرك ضمائر السلطات المحلية أو جهات الاختصاص رغم المناشدات العديدة، بالإضافة إلى مشكلة نقص الغذاء والدواء، والنقص الحاد في مياه الشرب النظيفة.

قدرت أحدث إحصاءات الحكومة اليمنية عدد النازحين اليمنيين بسبب الصراعات المسلحة بنحو مليون ونصف نازح موزعين بين محافظات وحجة المحويت والحديدة وتعز، وقالت منظمة الصحة العالمية إن النازحين داخليًا في اليمن معرضون لمخاطر صحية تهدد بقاءهم على قيد الحياة بسبب النظام الصحي المتردي، هذا كله والعالم لم يُحرك ساكنا، إذ فر أكثر من مليون شخص من الغارات والقصف إلى الأماكن العامة في المحافظات.

"فُريج" هذه المرأة الطاعنة في السن هجرها الساكنون بعد أن تحطمت منازلهم ودُمرت أراضيهم ومصدر عيشهم.

تقول الخالة فريج البالغة من العمر الثمانين عاما إن لها ثلاثة أبناء قُتلوا في الجبهة بعد أن أجبروهم الحوثيون بأن يخرجوا للثأر لإخوانهم الذين تهدمت عليهم ديارهم جراء القصف السعودي الذي طال منازلهم، أكثر من عامين والسيدة فُريج تفترش الأرض وتلتحف السماء.​