الدكتور ياسين سعيد نعمان

أكد الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن في بريطانيا، أن أي نقاشات بشأن المسألة اليمنية لن تكون ذات قيمة، إذا لم تركز على كيفية إنهاء الحرب بدءًا من تصفية الأسباب التي قادت إليها ومعرفة الأسباب التي قادت إلى هذه الأزمة والحرب، وما تمخضت عنها من نتائج كارثية على الصعيد الإنساني.

وجاء ذلك أثناء تنظيم المجموعة البرلمانية المختصة بشؤون اليمن في البرلمان البريطاني حلقة نقاش خاصة باليمن بمشاركة السفير وعدد من المختصين بالشأن اليمني وممثلون عن المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن. وتمحور النقاش حول الوضع في اليمن والعوامل الإقليمية المستجدة والمؤثرة في مجرى الأحداث، والوضع الإنساني والعملية السياسية والصعوبات المتعلقة بوقف إطلاق النار ودور الأمم المتحدة، و الخطوات اللاحقة المطلوبة من المجتمع الدولي لمواجهة القضايا الأمنية والإقتصادية.

ولفت نعمان إلى أن إهمال جذر المشكلة وهو الإنقلاب على الشرعية والتوافق السياسي ومصادرة الدولة بالمليشيات وقوة السلاح، وتجاوزها إلى الحديث عن النتائج، لا يترك مجالاً لمعالجات جادة لهذا الوضع الكارثي، وهو ما يوجب احترام الأسس والمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية وعلى الأخص القرار ٢٢١٦، والقواعد التي أقرها المجتمع الدولي لتسهيل العودة إلى العملية السياسية بما في ذلك الانطلاق من جذر المشكلة لبناء مقاربة بناءة ومدخل صحيح وعادل للحل الذي يؤسس لسلام دائم واستقرار للبلد على المدى البعيد.

وأكد نعمان أن ما حدث في اليمن تخطى حدود الانقلابات التقليدية، ليضع البلد بأيدي جماعة لا تعرف لها صفة، سوى أنها جماعات مسلحة ظلت في حروب مع النظام الاستبدادي القديم يغذيها وتغذيه ، ثم لتتحالف بعد ذلك مع مكونات ذلك النظام السياسية والقبلية والعسكرية لتطيح بالدولة وتنشر الفوضى على نطاق واسع، وتمتد خطورة هذه العملية إلى الإقليم، كونها امتداداً للمشروع الإيراني في المنطقة والذي يعمل على تفكيك الدولة بطابعها الوطني ليعيد بنائها على أسس انقسامية طائفية، بما يحمله ذلك من مخاطر عدم الاستقرار وإدخال هذه البلدان في حروب أهلية مستمرة.

وقال السفير نعمان إن الذين يضعون إيران على نفس المستوى مع دول الخليج العربية من حيث العلاقة باليمن يتجاهلون حقيقة العلاقة التاريخية والجيوسياسية والاقتصادية بين اليمن وهذه الدول، إضافة إلى أكثر من 3 ملايين يمني يعملون ويمارسون نشاطهم الاقتصادي والتجاري في هذه البلدان ويعيلون ما يقرب من ثلث سكان اليمن، وهو ما يعني أن هذه الروابط القوية تجعل عملية جر اليمن إلى أي مواجهة مع هذه البلدان لعبة جهنمية غير مسؤولة، وعلى هؤلاء أن يدركوا جيداً أن مصير هذه العلاقة لا يمكن أن يتقرر خارج هذه الحقيقة. و أكد الدكتور نعمان ايضا أن الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس هادي لطالما رحبت بكل الجهود من أجل السلام والعودة إلى العملية السياسية وفقاً للمرجعيات التي اتفق عليها الجميع منذ مؤتمر جنيف ، وعملت بكل طاقتها على وقف نزيف الحرب كما رفضت الحكومة المناورة بعملية السلام بعيداً عن الأسس التي من شأنها أن تحقق سلاماً دائماً تنتهي معه معاناة الشعب إلى الأبد وتحقق الاستقرار والتنمية.

وأشار نعمان إلى رفض جماعة الحوثي وقوات صالح كل الدعوات إلى السلام، وإفشال كل المباحثات التي رعتها الأمم المتحدة وكان آخر ما اقدموا عليه هو رفض البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن يوم ١٥ يونيو/حزيران ٢٠١٧ والذي وافقت عليه الحكومة بكل ما لديها من ملاحظات حوله ، وكذلك رفضهم مقترحات المبعوث الأممي بشأن العودة إلى مفاوضات السلام والمقترحات المتعلقة بميناء الحديدة تجنباً لأي مواجهات عسكرية محتملة في هذه المنطقة الحساسة. وأضاف نعمان  لقد أوصلوا العملية كلها إلى طريق مسدود مع ما تعانيه البلاد من كوارث انسانية بالغة الخطورة كالكوليرا وغيرها. يتوهم الإنقلابيون ، ويعملون بموجب هذا الوهم، وهو أن تعظيم الكارثة الانسانية سيدفع المجتمع الدولي إلى فرض حل لا يلزمهم بأي تنازلات سياسية".