شبوة - امير باعويضان
تمكن عشرات المساجين، المتورّطين في عدد من القضايا الجنائية والمتطرّفة، من الهروب في ظروف غامضة من السجن المركزي في مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن.
وأوضحت مصادر إعلامية نقلا عن مصدر عسكري، هروب نحو 11 سجينًا، قيد الاحتجاز، عبر بوابة السجن المركزي في عتق، في ظروف غامضة، مشيرا بأن بين الهاربين، بعض المتطورين في قضايا جنائية، ولم يوضح المصدر الطريقة التي استخدمها المساجين للهروب، غير أنه كشف عن أسماءهم وهم عبدالباري محمد الملجمي، علي حسين حيدره محمد، عبدالقادر قايد احمد البرحي، سليم محمد هادي الكربي، عبدإلاه علي حمود، ماجد احمد الصوّه، علي سالم احمد العظمي، سليم علي الشاعر، حمد محمد البخيتي، حسين عبدالله الصوّه، محمد احمد الصوّه.
ولاقت الحادثة ردود فعل كبيرة في أوساط ناشطين جنوبيين، الذين أكدوا بدورهم عبر صفحاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، وجود غموض حول الواقعة، يوحي بتورط بعض الأطراف في إدارة السجن وحراسته، في تهريب المساجين، أشار الناشطون إلى أن هروب مساجين متورطين في قضايا إرهابية في هذا الوقت بالذات التي تستعد فيه محافظة حضرموت، المجاورة لشبوة من جهة الشرق، للاحتفال بانتصارها على الإرهابيين، الإثنين القادم، يضع تساؤلات حول سعي بعض الأطراف، لتعكير صفو هذه الفعالية، بعد أن أصبحت المناطق الساحلية في حضرموت تنعم بالأمن والاستقرار، ونموذجا يحتذا به بين المناطق المحررة.
ونجحت قوات النخبة الحضرمية الموالية للحكومة الشرعية، بمساندة القوات الإماراتية في التحالف العربي، من تحرير المكلا، عاصمة حضرموت، وعموم المناطق الساحلية بالمحافظة، من سيطرة تنظيم القاعدة، في 24 إبريل 2016، بعد عام من سقوط ساحل حضرموت بيد مسلحي التنظيم، واستطاعت فرض وضع أمني مستقر، أدى إلى تراجع العمليات المتطرّفة، من خلال حملات واسعة أعقبت التحرير، لاحقت خلالها العناصر المسلحة والقت القبض على عدد كبير منهم، بينما يقول محللون إن واقعة هروب مساجين من سجن عتق، أشبه بحادثة هروب نحو 67 من تنظيم القاعدة، من السجن المركزي بمدينة المكلا، في يونيو 2011، والتحاقهم بعد فرارهم على الفور بمجموعات مسلحة تابعة للتنظيم، أسقطت فيما بعد محافظة أبين، وأعلنت إمارة تابعة للقاعدة في نفس العام، قبل أن تنفذ الحكومة اليمنية، حملة لتحرير أبين، في مايو 2012، وتنجح في طرد مسلحي التنظيم، اللذين عاودا السيطرة مرة أخرى على بعض المناطق في المحافظة، خلال الحرب اليمنية مع ميلشيا الحوثي وصالح في عام 2015، تحت ذريعة قتال حلفاء إيران، وانسحابهم بعد دخول قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس هادي، وتفرقهم في بعض المناطق والقرى المعزولة، في محافظات متعددة، في الجزء الغربي من جنوب اليمن.
وأعلنت الحكومة الأميركية، منذ يناير/كانون الثاني الماضي، تصعيد حربها على مسلحي تنظيم "القاعدة" و"داعش"، وقصفت العديد من المواقع المفترضة لهذه التنظيمات، ونفذ الجيش الأميركي إنزالا، في بعض هذه المواقع.