صنعاء ـ خالد عبدالواحد
يسعى ، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث لإنجاح جولة جديدة من المفاوضات اليمنية، خلال الأيام القادمة، بعد معارك عنيفة سقط على إثرها مئات القتلى والجرحى، شهدتها معظم جبهات القتال في البلاد، خلال الأيام الماضية ولازالت تتواصل في معظم المناطق فيما توقفت في مدينة الحديدة الساحلية.
وألقت عملية السلام المتعثرة منذ ثلاثة أعوام، بظلالها على سكان البلاد، وخلفت أوضاع إنسانية هي الأسوأ في العالم، وفقد الأمل في نجاحها بعد انهار الدماء التي سالت خلال الأعوام الماضية.
وسلم مارتن غريفيث أطراف الصراع إطار عمل للمحادثات مبني على المفاوضات والاجتماعات السابقة وقرارات مجلس الأمن مشيراً إلى إن إطار العمل يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية داخل اليمن وتطبيع العلاقات مع الجيران واستعادة مؤسسات الدولة.
وقال غريفت إنه تلقى تأكيدات من مختلف الأطراف اليمنية بشأن التزامها بالحضور في الجولة القادمة من المحادثات المزمع إجراؤها في السويد.وقال إنه سيزور صنعاء الأسبوع المقبل مبديا استعداده لأخذ وفد صنعاء الذي يمثل الحوثيين برفقته إذا دعت الحاجة لذلك.
منذ تعيينه قبل نحو عام لم ينجح غيريفت، في التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية، ومسلحي جماعة الحوثيين، على الرغم من الدعم الكبير الذي يتلقه من المملكة المتحدة البريطانية، والولايات المتحدة الأميركية، وخبرته السابقة في النزاعات المسلحة .
ويرجع مراقبون إلى أن فشل مارتن غريفيث، يأتي بسبب تعنت الحوثيين، وعدم رغبة الأطراف الدولية، في وقف الحرب في اليمن، الذي سيوقف بيع الأسلحة لدول التحالف العربي.
وقال وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية الشرعية، عبدالرقيب فتح، ان مارتن غريفت يبحث على تقوية سيرته الذاتية بأي نجاح يحققه في اليمن.
وأضاف الوزير اليمني، "لا نمانع من ذلك لكننا نعترض على تحقيق ذلك على حساب اليمن ودماء ابنائها".
وقال فتح مخاطبا المبعوث الأممي "لن تصدق معاك الميليشيات المسلحة، مهما عملت".
وأردف "خذها نصيحة تستطيع أن تنجح من خلال تطبيق خارطة طريق القرار2216 وتصبح متسق مع مهمتك، وقيم العدالة الدولية..
ورحبت الحكومة اليمنية بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، في السويد خلال الأيام القادمة، لكنها شددت في نفس الوقت على ضرورة التقيد بمخرجات الحور الوطني ، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وأعربت عن أملها بأن يلتزم الطرف الآخر، بالحضور إلى هذه المشاورات وبنية صادقة لمناقشة حزمة إجراءات بناء الثقة المقترحة من قِبل المبعوث الأممي.
ورحبت الولايات المتحدة الأميركية، أيضًا بمفاوضات السلام القادمة، ودعت الولايات المتحدة الأطراف اليمنية إلى وقف الحرب فورا والدخول في مفاوضات سياسية.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هايلي إن الحل السياسي هو الحل الوحيد لأزمة اليمن داعية أطراف النزاع إلى التعاون مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
مشيرة إلى أن مجلس الأمن سيراقب مدى تعاون كافة الأطراف مع جهود الأمم المتحدة.
وطالبت الأمم المتحدة، الدول الراعية للسلام ،تنفيذ خمسة مطالب، لمعالجة الأوضاع الإنسانية، في اليمن، وقال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية انه يجب تنفيذ وقف الأعمال العدائية في جميع البنى التحتية والمرافق وحولها والتي تعتمد عليها عمليات الإغاثة والمستوردين التجاريين، إضافة إلى تسهيل وحماية الإمدادات الغذائية وغيرها من السلع الأساسية في جميع أنحاء البلاد.
وشدّد لوكوك على ضرورة دعم الاقتصاد اليمني عن طريق ضخ العملات الأجنبية ودفع الرواتب والمعاشات مضيفا أن من شأن هذه التدابير أن تحمي اليمنيين من المجاعة من خلال تعزيز قدرة الناس على شراء الأغذية والسلع الأساسية الأخرى ودعم استمرار تدفق الواردات التجارية.
كما طالب مرك بزيادة التمويل والدعم لعملية المساعدات، وطالب المسئول الأممي بدعم من جميع المتحاربين العمل مع المبعوث الخاص مارتن غريفيث لإنهاء النزاع .
وجدد دعوته للتحرك بسرعة نحو تدابير بناء الثقة والمشاورات واستئناف المفاوضات الكاملة بين الأطراف المتحاربة في اليمن.
ويزداد الوضع الإنساني في البلاد سواءً يوما بعد أخر، حيث بات 18مليون شخص مهددون بالمجاعة خلال الأشهر القادمة، حال استمرار تردي الأوضاع في اليمن بمعدلاتها الحالية.
وقال المحلل السياسي اليمني ، رياض تاج الدين، ل"العرب اليوم"،ان الحل السياسي في اليمن، مستحيل التحقيق، مشيرًا إلى أن مليشيا الحوثي لاتؤمن بالحل السياسي والمفاوضات.
وأكد أن موافقة الحوثيين ، هي من اجل اخذ نفس، وتخفيف الضغط على قواتها في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وبقية جبهات القتال.
وأشار إلى أن توقف القتال في محافظة الحديدة، من اجل الترتيب لعملية السلام، هي خطوة غربية لإنقاذ المليشيات الحوثية.
وأكد أن الأمم المتحدة، تستغل الوضع الإنساني الذي خلقته المعارك لإيقاف تقدم القوات الحكومية، لافتا إلى أنها لا تدرك أن بقاء المليشيا ، اكبر خطر يهدد اليمنيين.
وأشار إلى ضرورة استكمال تحرير محافظة الحديدة والضغط على مليشيا الحوثي، للدخول في مفاوضات سياسية دون شروط.
واستبعد رياض نجاح مفاوضات السويد التي يمهد لها مارتن غيريفت ، مبينا أن الحوثيين، وافقوا على الحضور لوقف إطلاق النار فقط، وليس رغبة في إحلال السلام