صنعاء ـ عبد الغني يحيى
أكد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي أن النظام السعودي لا مصلحة لديه في الحرب التي يشنها على اليمنيين، معبرا عن حرص جماعته على الاستقرار والحل السياسي لكنهم على استعداد لمواصلة الرد على ما أسماه بـ"العدوان".
وقال عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني مساء أمس إن هناك عراقيل أمام مشاورات الكويت التي قدم الوفد التابع لجماعته رؤيته للحل السياسي وأبرزها ما وصفه بتعنت "العدوان" (في إشارة منه إلى العمليات التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية). وأشار إلى أنه قبل الذهاب إلى الكويت اتُّفِق على وقف إطلاق النار، لكن الطرف الآخر لم يلتزم بها (في تلميح إلى القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي). وتطرق إلى مسألة الحل السياسي التي قال إنها سهلة جدا "هناك مرجعيات الكل ملتزم بها، أهمها (وثيقة السلم والشراكة) التي جرى التوقيع عليها أثناء اجتياح أتباعه للعاصمة صنعاء"، مضيفا أنها "تحظى باعتراف دولي ومحلي".
وقال "إن الذين جاءوا بالعدوان على بلدهم لا يمتلكون الحق في أن يحكموا البلاد بانفراد أو يتحكموا في قرارها السياسي"، لافتا إلى أن المصلحة الحقيقية للشعوب في السلام والوحدة والتعاون والتفاهم، وهذا ما يجب على الجميع التحرك من أجله. وأشار إلى أن المستفيد مما يجري في المنطقة (الولايات المتحدة والكيان الصهيوني) الذي بات نفوذه عالميا وفاعلا إلى حد كبير، مؤكدا أن إسرائيل تسهم بأشكال مختلفة، وتشارك فعليا من قاعدة عصب الإرتيرية، وتحتفي وتبارك وتدرب وتعلم، وفق تعبيره.
وتحدث عبد الملك الحوثي عن إنجازات شقيقه حسين الحوثي مؤسس الجماعة، الذي تحل الذكرى الثانية عشرة لمقتله، وقال إنه "تحرك بالمشروع القرآني في مرحلة كانت الأمة أحوج بالعودة إلى القرآن من جديد".
وفي 2004 اندلعت الحرب الأولى بين المسلحين التابعين لمؤسس جماعة الحوثيين، حسين الحوثي، والقوات الحكومية، انتهت بمقتله في آيار/ مايو من العام نفسه. وتابع "عندما ابتعدت هذه الأمة عن القرآن الكريم أصبح أعداؤها ينظرون إليها كفريسة سهلة، وأصبحت مؤامرات أعدائها عليها تمر بسهولة"، مشيرا إلى أن مؤسس حركة الحوثيين ركز بشكل أساسي على الاستهداء بالقرآن الكريم. واعتبر زعيم الحركة الحوثية أن أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 جاءت لتكون أكبر ذريعة وخديعة لاستهداف الأمة الإسلامية على أعلى مستوى، مفيدا بأن شقيقه الراحل حسين بدر الدين، انطلق في مشروعه القرآني لمواجهة هذا الاستهداف والتضليل. ودعا أتباعه إلى الحذر والانتباه والجهوزية العالية.
وتوعّد السعودية قائلا إن "الدور قادم إليها كبقية بلدان المنطقة جراء ارتكابها جرائم فظيعة بحق النساء والأطفال وتدمير البنى التحتية وبدون حق، في عدوان لا مبرر له ولا شرعية"، مشددا على "أنهم لن يألوا جهدا في الدفاع عن استقلالهم". ولفت إلى أنه ليس في ذاكرة التاريخ ما يدل على أن الشعب اليمني يمثل خطرا في المنطقة، "بل إنه يُمثل أخلاق الإسلام ومكارم الأخلاق، إضافة إلى أن ما قدمه لمحيطه هو الخير؛ فليس هناك مصلحة حقيقية في أن يستفز هذا الشعب وأن ترتكب أبشع الجرائم بحقه وبدون أي مبرر". وتساءل: من الذي يسعى لتدمير المنطقة وتقويض كياناتها من إزهاق للأرواح وتدمير كل مقومات الحياة؟