صنعاء _ اليمن اليوم
كشف قادة جناح حزب «المؤتمر الشعبي» الواقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي في صنعاء رسمياً عن استمرار مساعيهم لدى قادة الجماعة الانقلابية لتسليم جثمان الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وإطلاق سراح أقاربه المعتقلين. ويُفهم من بيان جديد صدر عن اجتماع لكبار قيادات الحزب أول من أمس، أن جثمان صالح ما زال في عهدة الميليشيات الحوثية ولم يتم دفنه كما أشيع، كما يُفهم منه أن الجماعة ترفض تسليم الجثمان وإطلاق سراح أقارب صالح المعتقلين وإعادة أموال الحزب التي استولت عليها.
وأشار البيان إلى الاجتماع الحزبي بوصفه اجتماعا لأعضاء «اللجنة العامة» (المكتب السياسي) برئاسة القيادي صادق أمين أبو راس الذي كان جناح الحزب في صنعاء اختاره رئيساً له خلفاً لصالح، وهو ما رفضه حينها الجناح الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي والمؤيد للشرعية.
وخُصص الاجتماع، بحسب موقع الحزب الرسمي (المؤتمر.نت)، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية والتنظيمية، وبدأ «بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على روحي صالح ورفيقه القيادي عارف الزوكا الذي كان قتل معه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على يد الميليشيات الحوثية». واستعرض قادة «مؤتمر صنعاء» الخاضعون لسطوة الحوثيين، جهودهم في الأسابيع الأخيرة لإطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمتهم الكوادر الإعلامية، وما يتعلق بممتلكات وأموال «المؤتمر الشعبي العام».
ونسب الموقع الرسمي للحزب إلى القيادي أبو راس أنه أشار في الاجتماع إلى أنهم يواصلون الجهود لدى الحوثي من «أجل إطلاق بقية المعتقلين، وما يتعلق بجثمان الزعيم علي عبد الله صالح رئيس (المؤتمر)، وأوضاع أولاده وأقاربه المحتجزين». وأضاف أن «اللجنة العامة» «جدّدت مطالبتها بضرورة تسليم جثمان صالح ودفنه وضرورة إطلاق سراح أولاده وأقاربه، وتسليم ودفن جثامين أولاد الشيخ ناجي جمعان عضو اللجنة العامة، كما شدّدت على أهمية استكمال إطلاق من تبقى من المعتقلين، وتسليم ممتلكات وأموال (المؤتمر)».
وبخلاف ما كان أشيع عن رواية دفن الحوثيين جثمان صالح في مكان مجهول، كشف بيان قيادات الحزب في صنعاء الأخير عن أنهم لم يعترفوا برواية الحوثيين السابقة، وأنهم يعتقدون بوجود الجثمان في ثلاجة أحد المستشفيات واقع تحت سيطرة الجماعة.
وشهدت الأيام القريبة مساعي تصالحية مع أنصار صالح وأعضاء حزبه من قبل الحوثيين، لجهة استقطابهم لمساندتهم في القتال، وقالت الجماعة إنها أطلقت جميع المعتقلين المدنيين والعسكريين من الموالين للحزب والرئيس السابق، ممن اتّهمتهم بالمشاركة في انتفاضته المقموعة ضدها والتي نجمت عن رفضه الاستمرار في الشراكة في الانقلاب.
ولا تزال الجماعة تعتقل اثنين من أبناء صالح وخمسة على الأقل من أقاربه بينهم نجل شقيقه، وحفيد شقيقه، وترفض مساعي الإفراج عنهم، لجهة الاحتفاظ بهم ورقة للمساومة، بحسب ما يرجحه مراقبون. ورفض جناح الحزب في صنعاء، اجتماع قيادات فرعه في تعز قبل أيام، وعدّه لقاء مشبوها، لجهة تأييده الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي والجناح الذي يترأسه في الحزب. وشدد «مؤتمر صنعاء» على ضرورة الحفاظ على الحزب وتماسكه برئاسة أبو راس، وأدان حوادث الاغتيالات الأخيرة، وعدم رفع العقوبات الأممية عن نجل صالح الأكبر. كما كشف البيان عن خضوع القيادات في صنعاء لميليشيات الحوثي، عبر ما ورد من تنديد في بيانهم بعمليات التحالف العربي المساند للشرعية، مخالفين بذلك وصية صالح الذي كان دعا إلى مواجهة الجماعة الحوثية، وفتح صفحة جديدة مع التحالف لإحلال السلام في اليمن، وهو الموقف الذي كلفه حياته.