الحوثيون

لجأت مليشيات الحوثي الانقلابية إلى خطوة خطيرة لمواجهة الضغط الشديد الذي تعيشه مع التقدم الكبير لقوات الجيش اليمني الذي بات على مشارف مسقط رأس زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في محافظة صعدة، وقالت صحيفة البيان الإمارتية إن الضغط الشديد، الذي تعيشه مليشيا الحوثي دفعها إلى التحالف مع تنظيم داعش الإرهابي، لتحقيق أهداف مشتركة بين الطرفين، وتوفير تعزيز ودعم للمليشيا التي لحقت بها خسائر متوالية في مناطق يمنية عديدة"، ونقلت الصحيفة عن محللون أردنيون قولهم "إن التواطؤ بين ميليشيا الحوثي وداعش الإرهابي هو تواطؤ خطر جداً، ومؤشر إلى حالة الهزيمة والضعف التي يمر بها الحوثيون الذين باتوا يبحثون عن وسائل جديدة لمساندتهم وإطالة عمر وجودهم. وفي المقابل، هو تأكيد جديد أن إيران داعمة للتنظيمات الإرهابية".

و قال الخبير في الشأن الإيراني  نبيل العتوم "إن هذا التحالف يعكس رؤية هذه التنظيمات الإرهابية الساعية إلى إطاحة الدول العربية واستنزاف قدراتها، ومحاولة الزج في الفئات الشعبية في حرب أهلية داخلية طاحنة، وهو مؤشر إلى حالة الضعف التي وصلت إليها جماعة الحوثي"، وأضاف " أن هذا التواطؤ بين هذه الأطراف يشكّل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، فتنظيم داعش بعد سلسلة الهزائم التي لحقت به في كل من سورية والعراق، يحاول أن يبحث عن وسائل حياة جديدة، بهدف خلق بنية جديدة عنوانها الإرهاب ضد المنطقة"، ويؤكد العتوم أن هذه الخطوة تأكيد جديد لعلاقات "داعش"، ليس بالحوثيين فقط، وإنما مع إيران أيضاً، فلا يمكن أن يقوم هذا التحالف دون ضوء أخضر إيراني، وهو مؤشر يبيّن خلفية إيران في دعمها للتنظيمات الإرهابية في المنطقة الممتدة على جغرافية الحريق الإقليمي.

وأوضح الخبير الاستراتيجي أيمن أبو رمان يشير "أن الهزائم المتلاحقة للجماعتين أدت إلى هذا التحالف، وهو يعكس حالة الإحباط والضعف الداخلي في البنية لهما، فكلتاهما تحتاج إلى الدعم والتعزيز، وتكمن خطورة هذه العلاقة في أن هناك أهدافاً متشابهة ومتطابقة عنوانها التطرف ".

ويعتبر إعلان" داعش "انطلاقه في البداية من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين يُظهر في أنها لعبة إيرانية للإطالة في عمرهم، وتوفير مظلة ومساندة لمخططاتهم، فقد جاءت نشأة "داعش" بعد الانقلاب الحوثي.ويعتقد المحلل السياسي محمد جريبيع "أن هناك علاقات تاريخية بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش أحد التنظيمات التي انبثقت عن القاعدة، وذلك دلالة على أن الحوثيين مستعدون أن يتحالفوا مع أي قوى من أجل تحقيق مصالحهم، ومن دون شك، الحوثيون لا يقدمون على أي خطوة من دون موافقتهم".