الجماعة الحوثية

كشف مصدر حوثي عن مخطط كبير يعكف الحوثيون عليه حاليا هو الاستعداد لإعلان «المجلس الإسلامي الزيدي الأعلى» ومقره صنعاء، والذي يعد معادلا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، مبينا أنه الهدف منه اللعب على الوتر الطائفي في اليمن، وإضعاف الزيدية الأصلية لصالح الزيدية الجارودية المتأثرة بالإثني عشرية والثورة الخمينية وولاية الفقيه، والتي يتبناها الحوثيون ونسخوا منها مبدأ عَلم الأمة، وتقف موقفا متشددا من الخلفاء الراشدين بعكس الزيدية الأصلية الأقرب للمذاهب السنية.

وقال المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، إن المخطط الذي يجري العمل عليه بسرية تامة، تم الإعداد والترتيب له بإشراف إيراني ومن حزب الله، في محاولة لنقل تجربة الحزب إلى الحوثيين في اليمن، مبينا أنه خلال الفترة الماضية مارس الحوثيون الكثير من الأعمال الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني، والآن يريدون إقرار مجلس أعلى للزيدية جوهره المشروع الإيراني في لبنان.

قال نائب رئيس هيئة علماء اليمن الدكتور الشيخ أحمد المعلم في تصريحات إلى «الوطن»، إن الطموح الحوثي لا يقف عند حد وبرنامجهم طويل ويصمم ويخطط له من أمد بعيد وفي مواقع ذات خبرة سواء في إيران أو الضاحية الجنوبية بلبنان ولا يستغرب أن يحصل، لاسيما وأن طبيعة الشيعة أنهم حينما تتاح لهم الفرصة ببلد ماء لا يكتفون بأن يوجدوا بجانب مخالفين لهم، سواء من الشيعة أو من السنة، بل يقضون على من يخالفهم مثل ما حدث في إيران، وهذا المحرك لإنشاء المجلس الشيعي الأعلى في اليمن.

وحذر المعلم، الزيدية من تمرير هذا الطموح الذي يصبو إليه الحوثيون، لأنه الشيء غير القابل للتعايش بين السنة والزيدية وسيفقد تماما ويتحول الأمر إلى تصفية وجود، مؤكدا أن اليمن وشعبه غير مهيأ لهذا الأمر، وأن الوقاية خير من العلاج، خاصة في هذا التوقيت.
خطة خطيرة.

وكشف المحلل السياسي اليمني صالح البيضاني في تصريحات إلى «الوطن» عن محاولة الحوثيين إدخال اليمن في حالة صراع طائفي نتيجة الإضرار بالقواسم المشتركة بين اليمنيين فكريا ومذهبيا والاستعاضة عن ذلك بأفكار متطرفة دخيلة تهدف لاختطاف الشارع وتحويل اليمن إلى دولة ذات مرجعية إيرانية.

وأضاف “أن الجماعة الحوثية تبدأ بتغيير المناهج الدراسية وبناء جيش طائفي على غرار الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وتحريف مبادئ المذهب الزيدي المتسامح والدفع به نحو الأفكار والمعتقدات الشيعية المتطرفة التي أنتجتها ما تسمى “الثورة الإسلامية” في إيران.