الحوثيين

يسعى الانقلابيون الحوثيون في اليمن عبر التصعيد العسكري لهم ضد المملكة العربية السعودية إلى إفشال مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث منذ الأسبوع الأول لتسلمه مهام عمله في اليمن، بعد أن تمكنوا من إفشال المبعوثَين السابقَين وثلاث جولات من مفاوضات السلام. 

وذكرت مصادر سياسية ان قيام جماعة الحوثي بإطلاق الصواريخ البالستية بعيدة المدى على المدن السعودية ومنها العاصمة الرياض، عشية الاثنين الماضي، لا شك ستؤثر بشكل كبير على مهمة المبعوث الأممي لليمن، خاصة وأن عملية إطلاق هذه الصواريخ تمت أثناء تواجده في صنعاء والذي لم يتمكن من إعلان أي استنكار أو التصريح بأي تعليق على ما جرى، ربما واقع تحت الضغط الحوثي، أو لخشيته من انقطاع حبل التواصل بينه وبين الانقلابيين الحوثيين من الاسبوع الأول لمهمته التي بدأها منتصف الأسبوع الماضي.

وبدأ غريفيتث السبت الماضي زيارة لصنعاء، ومن المقرر أن يغادرها السبت المقبل، وفق جدول زمني لزيارته حدده له الحوثيون بشكل مقصود أثناء إحيائهم للذكرى الثالثة للحرب وأيضا قصفهم للعاصمة السعودية الرياضة، لإظهار حضورهم الشعبي على الأرض وقدرتهم العسكرية الكبيرة، في محاولة لإيصال رسالة قوية للمبعوث الأممي بضرورة التعامل معهم كأصحاب سلطة أمر واقع.

وكان الحوثيون أفشلوا مهمة المبعوثين السابقين للأمم المتحدة إلى اليمن، المغربي جمال بن عمر والموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتم تعيين البريطاني مارتن غريفتث في شباط (فبراير) الماضي بعد أن أوقف الحوثيون التعامل مع ولد الشيخ، وطالبوا بتغييره بعد أن أفشلوا ثلاث جولات من مفاوضات السلام في اليمن برعاية الأمم المتحدة.

وقوبل هذا التصعيد العسكري الحوثي على السعودية بتصعيد مماثل من الرياض بتكثيف الغارات الجوية لقوات التحالف على أهداف حوثية في محافظة صعده الحدودية مع السعودية وفي العديد من المحافظات اليمنية خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن تدمير العديد من المواقع الحوثية ومنصات إطلاق الصواريخ. 

وأكد مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه أمس برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ان إطلاق الميليشيا الحوثية صواريخ بالستية باتجاه المملكة «يبين الدور التدميري الذي تلعبه إيران في اليمن من خلال تهريب الصواريخ للميليشيا الإرهابية لاستخدامها ضد المدنيين في اليمن والمملكة».