دار الإفتاء البغدادية

في ظل فوضى السلاح العارمة التي يشهدها العراق، ظهرت في الفترة الأخيرة على الساحة الميدانية، مليشيا مسلحة، تحت مسمى "قوة أحرار العراق"، وهي جناح مسلح لدار الإفتاء العراقية التي يتزعمها الشيخ مهدي الصميدعي، الذي عينه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مفتياً للديار العراقية، وهو مقرب أيضاً من عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.

وتتشكل مليشيا "أحرار العراق" من قيادة عسكرية بزعامة الشيخ مهدي، ومستشار عسكري للشيخ الصميدعي وهو عادل المشهداني، وينتشر الجناح المسلح في محافظة الأنبار وله فوج للمهمات الخاصة بقيادة المقدم جمال الفهداوي، حيث يقوم هذا الفوج بعمليات دهم وتفتيش بحثاُ عن عناصر تنظيم "داعش"، وكذلك في صلاح الدين يقوده العميد عبد الحميد الرهيوي مسؤول الجناح العسكري في المحافظة، ويتم التنسيق بين القواطع ومع القوات الأمنية والحشد الشعبي في الواجبات حيث تمت عمليات مشتركة في مناطق عدة من صلاح الدين كالدور والعلم وتكريت وبيجي.

وقال الشيخ عامر البياتي المتحدث باسم دار الإفتاء العراقية في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم" إن هيئة الحشد الشعبي الرسمية أعطت لدار الإفتاء العراقية حصة وهو ضمن السياق المعمول به في الحشد الشعبي، وانطلقت قوة الأحرار من فتوى المرجعية الشيعية في النجف ثم فتوى الشيخ الصيدعي، مؤكداً أن كل الضباط والمراتب والجنود هم تابعون لدار الإفتاء وليس لهم علاقة بالجيش العراقي وهم يأتمرون بأمر القائد العام للجناح المسلح الشيخ الصميدعي".

وأضاف البياتي، أن الصميدعي لديه مستشارين عسكريين لإدارة شؤون الجناح، وتم تعيين مؤخراً مستشاراً عسكرياً في مناطق الأنبار خصوصاً الرمادي، ويمارس مهامه هناك مع المنتسبين الآخرين، وتلك القوة هي خدمة للشعب العراقي وليس لأهل السنة فقط.

ونفى المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي، النائب أحمد الأسدي، في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم"، معرفته بتلك القوة مبدياً استغرابه من تشكل دار الإفتاء جناحاً مسلحاً تابعاً لها، معتبراً أن الجناح يختلف عن الإشراف على فصيل تابع للحشد الشعبي"، وأضاف الأسدي أن هذا الجناح غير موجود في مناطق صلاح الدين، لكن هناك قوة يشرف عليها الشيخ الصميدعي، وهي بلا تسمية أو تحت عنوان" جناح مسلح" كما هو حال الفصيل الذي تشرف عليه العتبة الحسينية وهو مرتبط رسمياً بهيئة الحشدالشعبي، لكن هو يتلقى بعض التوجيهات والأوامر من العتبة، أما أن تكون هيئة دينية شرعية تختص بالفتوى وتشكل جناحاً مسلحاً بعيداً عن هيئة الحشد تحت مسمى " قوة أحرار العراق " فلا نعرف تلك التسمية في هيئة الحشد الشعبي".

وتابع أن هناك تشكيلات مثل العصائب وبدر وغيرها هي لا ترتبط بهيئة الحشد أما الذي يرتبط فهو فصائلها المسلحة، وبالتالي وجود قوة كهذه مرتبطة بدار الإفتاء لا علم لي بها"، وتتهم أوساط سنية الشيخ الصميدعي بتبعيته لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الذي عيّنه مفتيًا للديار العراقية بعد قدومة من سوريا، فضلاً عن اتهامه بأنه مبتعد عن الشأن السني في الساحة العراقية عمومًا والقضايا التي يعانون منها في العراق، وعدم سعيه لحل المشاكل العالقة مع الحكومة مثل قضية المعتقلين الأبرياء وعودة النازحين في المناطق المستعادة رغم علاقاته الواسعة مع فصائل الحشد الشعبي.

كما ينازع الشيخ الصميدعي، المجمع الفقهي العراقي "أكبر مرجعية سُنية رسمية معترف بها من قبل البرلمان العراقي"، أحقية الفتوى الشرعية في النوازل وتوضيح موقف الشرع في الكثير من القضايا المستجدة في الواقع العراقي الذي يشهد أحداثاً متسارعة.

كما يطالب الشيخ الصميدعي بإلحاق ديوان الوقف السُني المسؤول عن المساجد والهيئات الشرعية في دار الإفتاء التي أسسها عام 2003، وهو ما لاقى رفضاً واسعاً من قبل مؤسسات الوقف السُني التي يترأسها الشيخ عبد اللطيف الهميم الذي طالب الشيخ الصميدعي بإخلاء جامع أم الطبول وسط بغداد، والذي يعتبر المقر الأكبر للشيخ الصميدعي وسط العاصمة والملتقى لقوة "أحرار العراق" التي تتدرب في ساحات المسجد وتتلقى الأوامر والتوجيهات من الصميدعي نفسه.