تعزيز التعاون بين العراق والتشيك

وقع العراق والتشيك مذكرتي تفاهم، تخص الأولى التشاور والتعاون السياسي في المحافل الدولية، بينما الثانية تخص زيادة التنسيق، وتبادل الخبرات، وتطوير معهد الخدمة الدبلوماسية بين العراق والتشيك، فيما أعلنت براغ أنها ستساهم في جهود رفع الألغام والمتفجرات من  الأراضي العراقية المحررة.

وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية إن وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، التقى مع لوبومير زاوراليك، وزير الخارجية التشيكي، في العاصمة براغ. وبحث الجانبان أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد وبراغ، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

وأضاف البيان أن الجانبين وقع مذكرتي تفاهم، الأولى تخص التشاور والتعاون السياسي في المحافل الدولية، والثانية تخص زيادة التنسيق وتبادل الخبرات في معهد الخدمة الدبلوماسية بين العراق والتشيك. وقال "الجعفري"، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشيكي، عقب التوقيع: "الاجتماع بحث التداول في تعميق العلاقات أكثر فأكثر بين جمهورية العراق وجمهورية التشيك، والتي تميزت خلال هذه الفترة بالمصداقية، خصوصًا أن جمهورية التشيك وقفت إلى جانب العراق، وساهمت في الدعم على المستوى الأمني، وتقديم المعلومات، والمساعدة الاقتصادية، والدعم السياسي في المحافل الدولية".

وقدم "الجعفري" شكر وتقدير العراق لما أبدته التشيك من مواقف داعمة للعراق منذ وقت بعيد، منذ مرحلة نادي باريس، وتخفيض 80% من الديون المترتبة على العراق،" داعيًا إلى "ضرورة أن تراعي جمهورية التشيك ظروف العراق الاستثنائية، وهو يواجه الحرب ضد عناصر "داعش" المتطرفة، والتجاوز عن كل ما يتعلق بالقضية المالية، وفي الوقت نفسه التعاون أكثر لتحقيق مزيد من التقدم في مجالات احتلال مواقع مهمة في خدمة الإنسانية، في المنظمات الدولية.

وأشار إلى أن العراق، في معركته ضد "داعش" يدافع عن نفسه، ويدافع عن دول العالم أجمع، لأن بلدان العالم جميعًا تتعرض إلى خطر "داعش"، وسر نجاح القوات المسلحة العراقية هو وحدة كلمة كل مكونات هذه القوى السياسية، وكلها تعمل سوية تحت إمرة رئيس الوزراء، سواء الجيش العراقي، والشرطة العراقية، وأبناء العشائر، والبيشمركة، والحشد الشعبي، وتحت راية القيادة العامة للقوات المسلحة، ومثلما توحدت جهود القوى العسكرية، توحدت الخطابات السياسية لكل الكتل السياسية، فهي كلها لا تختلف على مواجهة "داعش"، وعلى التمسك بوحدة العراق، وسيادته، لذا أطل العراق من خلال نافذته السياسية والعسكرية كعراق موحد.

وشدد على ضرورة الحضور الفاعل للتشيك أكثر فأكثر في العراق، من خلال الدعم الذي يحتاجه العراق، حاليًا ومستقبلاً، بعد تجاوز تواجد مشكلة التطرف، وأن ترتقي العلاقات على الأصعدة العسكرية، والسياسية، والأمنية. ووجه "الجعفري" الدعوة إلى نظيره التشيكي لزيارة العراق، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

ومن جانبه، عبر وزير الخارجية التشيكي، لوبومير زاوراليك، عن دعم التشيك التام والمخلص للعراق، ومساعدته في النزاع ضد "داعش"، مضيفًا: "كنا من أوائل الدول التي انخرطت في هذا الجهد الدولي المشترك، ونحن سعداء جدًا بأننا انخرطنا منذ البداية في هذه الحرب ضد داعش، واليوم يحقق العراق انتصارات جيدة في الموصل. تناولنا موضوعات عدة، واستمعنا إلى متطلبات العراق، لنعرف ما يمكن أن تـقدمه جمهورية التشيك".

وأكمل حديثه قائلاً: "في المرحلة المقبلة سيكون هناك حديث عن مصانع إسمنت، ومصانع السيارات، ومشاريع الاستثمار في البنية التحتية، وإعادة العراق بلدًا مزدهرًا، وأن تكون الجمهورية التشيكية شريكًا فعالاً في إعادة إعمار العراق".

وأضاف: "لدينا اهتمام بأن يكون هناك تعاونًا مشتركًا في مجالات عدة، والشيء المهم حاليًا هو نزع الألغام الموجودة في العراق، لتوفير أمن أكثر. وسمعت من الوزير الجعفري أن هذه مشكلة كبيرة في العراق حاليًا، ويجب أن نوفر ضمانة للمدنيين، ولعناصر الأمن، والجيش والشرطة الذين يعملون في العراق".

وقال: "إعادة تأهيل الأراضي العراقية، فيما بعد هذا الصراع، مهم جدًا لمستقبل العراق، وسنأخذ نموذجًا الشخص الذي ترك بلده، وذهب إلى الخارج، لكي يعود، ويبني بلده من جديد، لأنه خير إنسان يبني منزله، ويبني مستشفى، ويبني المؤسسات، يجب علينا أن نساعد هؤلاء لكي يعودوا إلى بلدهم، ويعيشوا فيه".