صنعاء _ خالد عبدالواحد
يسافر علي الحسني، 20 عامًا، من مدينة تعز إلى محافظة إب، أسبوعيًا للغسيل الكلوي ، فتوقّف كبر مستشفيات المدينة (الثورة الحكومي) عن العمل بسبب عدم توفر البنزين والمحاليل الطبية في المشفى، جعل حياة علي سفرا أسبوعيا لتلقي العلاج، واحيانا يذهب إلى مستشفى الثورة أثناء وجود المحاليل الطبية بعد سفر شاق بسبب الحرب الدائرة بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي الانقلابية.
ويقول علي الذي يسكن في منطقة الحوبان التي تخضع لسيطرة الحوثيين، بمدينة تعز ل العرب اليوم : أصبحت افضل الموت على الحياة بسبب ما أعانيه من سفر أسبوعي لتلقي الغسيل من مدينة تعز مؤكدا أن المدينة أضحت مدينة أشباح، ولم تعد صالحة للعيش بسبب الحرب التي تشهدها وعدم السماح للمدنيين الذين في مناطق الحوثين، بالدخول إلى المدينة، وتتجدد معاناة المرضى اليمنيين بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة جراء الحرب في البلاد التي تزداد ضراوتها يوما بعد أخر.
وتتجلى معاناتهم في انعدام المشتقات النفطية وانعدام الأدوية وإغلاق وتدمير المراكز الطبية بالإضافة إلى توقف الكثير من الأطباء عن العمل بسبب توقف مرتباتهم، وفرض الحصار وإغلاق المطارات من قبل قوات التحالف العربي.
وأعلنت وزارة الصحة اليمنية التابعة إلى جماعة الحوثيين، عن تدمير 415 منشأة صحية خلال الحرب التي تشهدها البلاد ين تدمير كامل أو جزئي وأضافت الوزارة في بيان لها أن أكثر من 6000 شخص يحتاجون الى غسيل الكلوي وتوفي 1200 مريض من مرضى الفشل الكلوي وأكدت أن 57 صنفاً من أدوية السرطان نفدت من مخازن الوزارة ومن السوق الخاص، مشيرة إلى أن اكثر من 95000 مريض يمني بحاجة للسفر للخارج وإغلاق المطارات يؤدي إلى وفاة 32 مريض يوميا في كل المحافظات اليمنية، كما أكد نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة الحكومي بمدينة تعز التي تشهد حربا أهلية، منذ 3 أعوام ، أحمد الدميني تسجيل حالة وفاة كل شهر من مرضى الفشل الكلوي نتيجة نقص محاليل الغسيل في مستشفى الثورة.
وتوفي 6 من مرضى الفشل الكلوي في مدينة تعز بسبب انقطاع مواد الغسيل في مستشفى الثورة الاثنين الماضي وقال مصدر طبي بمستشفى الثورة إن مرضى الفشل الكلوي يواجهون خطر الموت، نتيجة نقص محاليل الغسيل، وحسب المصادر فإن قرابة 300 مريض يواجهون خطر الموت جراء تراجع مدة الغسيل الكلوي المحددة، وأوضح المصدر أن المستشفى يُجري ما لا يقل عن 80 حالة غسل يوميا بمعدل غسلتين أسبوعيا، وتظاهر عدد من المرضى الثلاثاء، أمام السلطة المحلية في محافظة تعز للمطالبة بسرعة توفير مواد الغسيل، وناشد المرضى قيادة المحافظة بسرعة توفير متطلبات الغسيل وتأمين مركز الكلى بكافة الأدوات بصورة دائمة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، ،في بيان مشترك خلال فعالية لهما في العاصمة صنعاء، إن آلاف اليمنيين يعانون الفشل الكلوي، وأضاف البيان، أن ربع المرضى الذين يقومون بعمليات تصفية الدم يتوفون سنوياً منذ 2015، وأكد البيان على ضرورة زيادة عدد أجهزة تصفية الدم العاملة، وضمان سداد أجور العاملين عليها لمنع ارتفاع نسبة وفيات أكثر بين 4400 مريض يعانون الفشل الكلوي، ومن أصل 32 مركزا لتصفية الدم في اليمن كانت تعمل قبل الحرب، تم إغلاق 4 فيما تعاني المراكز الـ28 الباقية مشاكل في تأمين خدماتها مع آلات معطلة جزئيا ونقص في التجهيزات وعدم دفع مستحقات العاملين فيها، وذلك جراء انقلاب مليشيا الحوثي ونهبها لمؤسسات الدولة، وتشهد اليمن حربًا أهلية تدخل عامها الرابع بين قوات الجيش اليمني مدعوما بدول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من جهة ومسلحي جماعة الحوثيين الانقلابية مسنودة بدعم إيراني من جهة، اخرى تسببت في تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في البلاد ووفاة الآلاف من المدنيين جراء الحرب