صنعاء - عبد العزيز المعرس
في كل صباح يستيقظ "جهاد قاسم البكيري" ذات 15 ربيعًا مع امة للبحث عن لُقمة العيش التي أصبحت هما يؤرقهم وشبح يطارد حياتهم اليومية بسبب ما وصلت إليه البلاد من الحالة المعيشة الصعبة الوضع الاقتصادي التي بات على وشَك الإنهيار، فدمُوع تنهمر على وجهّه "جهاد " الشاحب لعلها تغسل بعضًا من كل هذا القهر المكوم بملامحه التي تنغرس في قلبه كخنجر مسموم ليكون حقًا عاجزًا عن كفكفتها وإيقافها.
وقال "إنه منذ دخول البلاد في صراع مسلح فقد عملة في إحدى المصانع التي لم يصمد أمام ماحدث في اليمن سوى شهر ليعلن المصنع الإستغناء عن جميع الموظفين واغلقة تماما ليصبح عاطل عن العمل أمام أسرة مكونة من " 7" أفراد وهو من يعيلهم، ويتابع " جهاد حديثة كنت "فراشًا" في مكاتب لـ إداريين في إحدى مصانع خارج مدينة الحديدة "غرب اليمن " ولكن مع نهاية شهر "مايو /آيار" من العام الماضي تم إبلاغ جميع الموظفين بعدم قدرة المصّنع على دفع رواتبهم وان عليهم البحث عن عمل آخر كون المصنع أغلق ابوابة مع نهاية الشهر ذاتة لتبدأ من هنا قصة البحث عن لقمة العيش التي تصنع من الموت.
ويقول جهاد "بعد أن تركت العمل أصبحت أمام خيارين كلاهما مُر أما أن أمد يدي للناس أو البحث عن القطع المعدنية، والبلاستيكية من مكبات النفايات أو ماتخلفة الغارات الجوية من شظايا (قطع معدنية) وبقايا الصواريخ حيث يتم بيعها على محلات إعادة تدوير وصناعة الحديد بأسعار لاتذكر أي أن الكيلو الحديد يباع بمايعادل "0.5$" رغم عنّا ومشقة البحث التي يتطلب منك ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة إلا أن لا خيار أمامي" .
يوضح إنه كان يترقب الغارات الجوية التي تقصف بعض الأهداف في محافظةالحديدة ليقوم بعد دقائق بالذهاب إلى المكان الذي استهدف بعدد من الصواريخ ليجمع الشظْايا والقطع المعدنية ومخلافات الصواريخ التي يجدها موزعة ومتناثرة في المساحة التي يتم قصفها وهذا أمر بالنسبة لٌه في غاية الخطورة حيث أن هناك بعض الصواريخ لم تنفجر أو رؤوس متفجرة بمجرد أن تلمسها تنفجر فورًا وهذا يشكل تهديد لحياته لكنه فضل أن يغُامر والدخول في مستنقع من الموت على ان لاتموت عائلته جوعًا فأصبح يصنع الحياة من الموت هو وشريحة كبيرة من أبناء اليمن حيث تجد الأطفال والنساء يبحثون عن ما يعيشهم ويسد جوعهم في أماكن رمي القمامة بحثًا عن قطع معدنية " أو بلاستيكية تساعدهم على إستمراهم في الحياة.
وفي حديث خاص لـ "اليمن اليوم " قال رئيس التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات محمد اسماعيل الشامي" في الحقيقة ومن خلال كل المعطيات القائمة ومايشهدة الواقع اليمني هو حالة من التوتر والتصعيد العسكري من قبل كل الاطراف وهناك تشبث بالآراء ولايوجد أي مرونة في التعاطي أو أن يكون هناك مؤشر لانفراج أقل شيء على المدى القريب لاسيما ولايوجد أي تقدم ملموس في الملف السياسي وملف المفاوضات العالقة والتي مازالت ترواح مكانها دون إحراز أي تقدم يذكر.
وهذا يعني أعباء جماء ومزيد من المعانة يتحملها الموطن اليمني البسيط على كاهله والذي يتجرع ويلات الحرب وماسيها في ظل وضع انساني خطير وكارثي اعلنت عنه وحذرت من تدهوره كافة المؤسسات الدولية في الوقت الذي لا يكترث له أحد.
وأضاف أن أطراف الحرب والصراع لم تقوم بواجباتها تجاهه وتجاه معانة المواطن المريرة والتي تتزايد يومًا بعد أخر رعم ان هناك مااعلن عنه من قبل الحكومة اليمنية بأنها مناطق تحت سلطتها ومحرره من قوات الحوثيين والموالين لهم، إلا أن هناك مايزال هناك تجاهل لهم من خلال مانشهده من عدم ظهور أي معالجات عاجله وتحسن لاوضاعهم بشكل ملموس ,الامر الذي سيصل بها الحال في ظل استمرت الحرب بتسجيل حالات وافة من الجوع مع أخر تحذير اممي بان 17 مليون يمني حيز المجاعة الأمر الذي يدعو وبشكل عاجل وفوري لوقف الحرب والعمليات العسكرية وانهاء الصراع الدائر والشروع بحل سياسي والتسريع بمعالجه اوضاع المواطنين".
ناقوس خطر المجاعة في اليمن , قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن اليمن يتعرض لخطر الوقوع في أزمة إنسانية أعمق على غرار الأزمة الصومالية مؤكدين أن الاضطرابات السياسية الحالية فاقمت أزمة الجوع التي يعاني منها اليمنيون الذين يكافحون من أجل الحصول على الغذاء، وأكد جيرت كابيليري ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن اليمن على شفا كارثة إنسانية حقيقية، وأن البلاد عرضة لخطر تحولها إلى صومال جديد على المستوى السياسي والإنساني.
وأشارت إلى أن المصاعب الاقتصادية أيضا جزء من القوة التي تدفع كثيرا من الناس إلى الاحتجاج إذ يعيش حوالي 80% من اليمنيين على أقل من دولارين في اليوم، مشددة على ضرورة إنهاء الاضطرابات الحالية حتى يتسنى للبلد الدخول في مرحلة التعافي، ومنذ بدء الاضطرابات هذا العام بدا أن الاقتصاد اليمني أوشك على الانهيار في ظل انخفاض صادراته النفطية التي تمثل 60% من إجمالي دخله، بصورة تؤثر بشكل كبير على قدرة البلاد في توفير احتياجاتها من الغذاء، وأظهرت دراسة لبرنامج الأغذية العالمي أن الأمن الغذائي لنحو 3.3 مليون يمني نزحوا داخليًا، في حالة خطر، وقدر برنامج الأغذية العالمي عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنحو 17 مليون يمني، بينهم ستة ملايين بحاجة ماسة لمساعدة خارجية.