صنعاء - خالد عبدالواحد
تتواصل المشاورات السياسية اليمنية، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بين الحكومة الشرعية، وجماعة الحوثيين، وسط تصلب في المواقف، حول ملفات المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وتمكنت الأمم المتحدة، من الوصول إلى اتفاق لإطلاق كافة الأسرى والمعتقلين، بعد توقيع الطرفان اتفاقية ، وتسليم قوائم بأسماء الأسرى .
ومن المتوقع أن يتم اطلاق سراح 500 أسير، قبل نهاية المفاوضات، كمبادرة لحسن النية لدى الطرفين ، قبيل انتهاء المشاورات ، في الرابع عشر من الشهر الجاري، بحسب مصدر في وفد الحوثيين المفاوض.
وتبحث المشاورات، التي يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وانطلقت الخميس الماضي، ست قضايا، وهي: إطلاق الأسرى، ووقف القتال في مدينة الحديدة، وتوحيد البنك المركزي، وفك الحصار عن مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وفتح مطار صنعاء.
وعلى الرغم من أن هذه الملفات ، منفصلة عن بعضها البعض ، إلا أن تصلب المواقف من الطرفين حول وضع هذه الملفات ، قد يفشل الجولة الخامسة من المفاوضات ، في مهدها.
إلا أن مراقبين يرون أن اجتماع ، طرفي الصراع على طاولة المفاوضات، نجاح بحد ذاته.
وقال محمد أبو لحوم عضو الهيئة الاستشارية لمكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث إن التقاء الفرقاء اليمنيين هو إنجاز بحد ذاته، مشيرا إلى أن الأمور تتجه نحو التهدئة.
وأضاف أبو لحوم "أنه بالمقارنة مع الحوارات السابقة فان هناك اختراقات إنجازات مهمة في عملية السلام في قضايا الأسرى ومطار صنعاء وتعز". وتابع: "الشيء الإيجابي أن الأوراق يتم تدارسها وكل طرف يطرح عليها ملاحظات"، وقال "لا نرفع السقف كثيرا حتى لا يحصل إحباط، لكن الأمور تتجه نحو التهدئة". وقال: "اعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة أن كل القوى المتحاربة أعطت كل ما لديها ". لافتا إلى أن هناك قضايا محددة في هذه الجولة وكلما تم تخفيض سقف التوقعات كلما ارتفعت المعنويات. وأضاف قد تحصل جولة أخرى خلال ثلاثة أسابيع لكنه لم يحدد المكان التي ستعقد فيها المشاورات.
وعرض المبعوث الأممي مارتن غريفيث، نتائج المفاوضات السابقة مساء امس الاثنين في مؤتمر صحفي، وقال غريفيث إن قضية محافظة الحديدة غربي البلاد، هي الأصعب في مشاورات السلام المنعقدة بالسويد.
جاء ذلك في تصريحات لغريفيث، خلال اجتماع طرفي الصراع اليمني. وأضاف غريفيث، أن "قضية الحديدة هي نقطة ارتكاز في الأزمة وإنه سيلتقي الطرفين اليمنيين، من أجل النقاش حول قضيتي الحديدة وتعز بهدف تخفيف حدة القتال، مع تعزيز المساعدات الإنسانية ونزع الألغام». وقال «من الخطأ أن نقول إن التقدم لم يتحقق، لم نجتز خط النهاية بعد؛ ولكن نأمل اجتيازه وخلال اليومين المقبلين، سيتم الإعلان عن الأعداد التي سيتم إطلاق سراحها من الأسرى والمعتقلين لدى أطراف النزاع، وذلك خلال الأسابيع المقبلة". واستدرك "إذا تمكنا من إحراز تقدم في الحديدة وتعز، واستطعنا مساعدة سكانهما؛ فإنه سيكون هناك انتقال كبير في حل أزمة اليمن".
لافتا إلى أن لدى الطرفين رغبة في العمل بالجدية على عدد من القضايا، وإن "جمع الأطراف المتصارعة للمرة الأولى منذ سنتين ونصف، يعتبر اتفاقًا إنسانيًا. يجب أن نعطي الاحترام لكل الأطراف، كل منهم مسؤول عن إعادة السلام".
وتطرّق غريفيث إلى ما تم إنجازه خلال أيام المشاورات، قائلًا "كان هناك عمل مفصل عن اتفاقات ممكنة، وآمل أن تفضي النقاشات إلى نتائج جيدة، ويعمل على تقريب الهوة والفجوة بين طرفي النزاع، مع المحاولة بأن تصل المشاورات لطرق جيدة خلال الأيام المقبلة".
ولم يصل الطرفين إلى نتائج حول مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة غربي اليمن، حيث تشدد الحكومة الشرعية، على أن يفتح المطار أمام الرحلات الجوية الداخلية ، وتسليم مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، للقوات الأمنية التابعة للقوات الشرعية.
وفي الجانب الأخر تصر جماعة الحوثيين، على فتح مطار صنعاء أمام الرحلات المحلية والدولية، بالإضافة إلى إصرارها على بقاء مسلحيها في محافظة الحديدة، مع القبول بإشراف أممي على الميناء.
ومن المتوقع أن تطلق الأمم المتحدة، جولة جديدة من المفاوضات اليمنية ، في يناير القادم، في الكويت، في حال تمكن الطرفان من الوصول إلى حلول للمفاوضات الحالية.
ويأمل الشارع اليمني في نجاح المفاوضات ، ولو حتى في وقف إطلاق النار ، في جبهات القتال ، وتوقف الغارات الجوية لطيران التحالف العربي، بالإضافة إلى تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتسليم المرتبات للموظفين.
ويعيش اليمن أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، وبات الملايين من السكان على حافة المجاعة. وقال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن 70% من سكان اليمن يعانون من الجوع.
وأضاف عقب عودته من زيارة لليمن بقوله "استمعت وقابلت الكثير من اليمنيين المحاصرين في هذه الأزمة الشنيعة.
واردف "النازحون والآباء والأمهات في المستشفيات يشاهدون الطواقم الطبية وهي تحاول إنقاذ أرواح أطفالهم الذين يتضورون جوعا، والناس في وضع سيئ حقا".
وأضاف أن هناك ملايين يعانون من الجوع والمرض والخوف واليأس، ولديهم جميعا رسالة واحدة، وهي أنهم في حالة حرجة ويريدون أن تتوقف هذه الحرب.
وأكد المسؤول الأممي أن 70% من سكان اليمن، أي نحو 20 مليونا، يعانون من الجوع، بينما وصل ربع مليون شخص إلى وضع حرج للغاية.
كما قال لوكوك إن الأطراف المتحاربة تتخذ قرارات تجعل من الصعب للغاية وأحيانا من المستحيل إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
وأضاف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية "المشكلة الأساسية هي أن أيا من الأطراف لا يضع الاحتياجات الملحة لإنقاذ حياة شعب اليمن عالية بما يكفي في قائمة أولوياتها".
وقال الناشط الإنساني اليمني، أن اجتماع طرفي الصراع على طاولة المفاوضات، ووضع نقاط الخلاف، واي طرف يعرقل العملية السياسية، في البلاد ، يعتبر نجاح في حد ذاته.
واردف "الشارع اليمني يأمل في انفراجة قريبة للازمة الإنسانية، والاقتصادية، وعودة النازحين إلى منازلهم.
وتوقع نجاح المبعوث الأممي في اطلاق الأسرى ، والتوصل إلى اتفاق حل مطار صنعاء ، إلا أنه أكد أن محافظة الحديدة، غربي اليمن، ستظل محور الصراع المعقد بين الطرفين.
لافتا إلى أن المعارك سوف تتجدد في محافظة الحديدة، ويزداد الوضع الإنساني سوءًا ، ويرتفع أعداد النازحين، في حال لم يتمكن المبعوث الأممي من اختراق هذا الملف.