انتهاكات تعز

كشفت تقارير حقوقية وإنسانية حجم الوضع المأساوي الذي تعيشه محافظة تعز اليمنية، نتيجة الحرب المستعرة منذ ثلاثة سنوات، والتي ضربت معظم انحاء تعز. ونشرت شبكة الراصدين المحليين والمركز الإنساني للحقوق والتنمية في محافظة تعز تقريرها النصف السنوي للعام 2017 م، والذي يتحدث عن إنتهاكات حقوق الإنسان في محافظة تعز، وسجل التقرير عدد  ( 4165 ) حالة انتهاك وتضرر بشري ومادي تعرض لها السكان المدنيين والممتلكات العامة والخاصة في محافظة تعز خلال النصف الأول للعام 2017م، وذلك جراء الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة والجيش الشرعي والمقاومة الشعبية المسنودين بقوات التحالف العربي من جهة ثانية.

وبلغت حالات القتل (495) حالة قتل خارج إطار القانون بينها (287) حالة قتل ارتكبتها جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق بحق (62) طفلا و(29) امرأة و(196) رجلا، جميعهم من المدنيين العزل بينما حصدت ضربات طيران التحالف العربي (الخاطئة) أرواح (26) طفلا و(8) نساء و(65) رجلا بالغا، و(9) حالات قتل ارتكبتها القوات الموالية للسلطة الشرعية بمحافظة تعز بحق مدنيين أبرياء، بينهم طفلين بالإضافة إلى (100) حالة قتل ارتكبتها عصابات مسلحة وجهات مجهولة بحق (12) طفل و(3) نساء و(85) رجلا بالغا


وبلغت حالات الإصابة الجسدية (774) حالة إصابة تعرض لها السكان المدنيين في محافظة تعز خلال فترة التقرير حيث تسببت الأعمال العسكرية التي مارستها جماعة الحوثي وحلفائها من القوات الموالية للرئيس السابق، بإصابة (200) طفلا و(90) امرأة و(339) رجلا مقابل (23) طفلا و(10) نساء و(23) رجلا مدنيا، أصيب في قصف لطيران التحالف العربي و (33) حالة إصابة تعرض لها (8) أطفال وامرأتين و(13) رجلا مدنيا جراء الأعمال العسكرية التي مار ستها القوات الشرعية المسنودة بالمقاومة الشعبية فضلا عن (67) حالة اصابة توزعت بين (10) أطفال وامرأتين و(55) رجلا، نتيجة الحوادث والممارسات الواقعة في إطار الاختلالات الأمنية وحالة الانفلات التي تشهدها المحافظة.

وبلغ ضحايا الألغام (49) مدنيا بينهم طفل وامرأتين قتلوا وأصيب (78) أخرين بينهم (4) أطفال و(4) نساء جراء انفجار الألغام الأرضية، التي زرعها مسلحو جماعة الحوثي والرئيس السابق في المناطق، التي كانوا يسيطرون عليها ثم انسحبوا منها تحت ضغط قوات الجيش والمقاومة الشعبية المسنودة بطيران التحالف العربي.

ووصل ضحايا الاعتداء الجسدي (105) حالة اعتداء جسدي، تعرض لها مدنيين في تعز خلال النصف الأول من العام 2017م، بينهم (98) عامل نظافة في حين سجلت (3) حالات اعتداء وتهديد ارتكبها مسلحون يتبعون الجيش والمقاومة الشعبية بحق كلا من (الصحافي عبدالعزيز المجيدي، ومراسل قناة الجزيرة مباشر هشام الجرادي، وسكرتير مدير مكتب محافظ محافظة تعز وسكرتير مكتب مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى محمد النقيب.

وجاء عدد حالات الاختطاف (139) حالة اختطاف ارتكبتها جماعة الحوثي والرئيس السابق بحق مدنيين بينهم (39) شخصا من المنتمين للأحزاب السياسية المناوئة لها في محافظة تعز و(26) اعلاميا وحقوقيا واصحاب رأي، ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي و(33) تربويا و(19) عسكريا، بالإضافة إلى (20) عاملا وطفلين تم اختطافهم من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وصالح بتهم وذرائع مختلفة، من بينها تهمة التخابر مع قوات التحالف وتأييد الشرعية التي يلصقونه بكل من يخالفهم الرأي والفكر أو ينتقد سياساتهم وممارساتهم، بينما سجلت حالتين اختطاف فقط نفذها مجهولون بحق الناشط "عبدالستار سيف الشميري" ومساعد طبيب "يحيى صالح سعادي" وسط مدينة تعز.

وبلغت حالات التعذيب  (4) حالات تعذيب داخل سجون مليشيا الحوثي وصالح في تعز وحالة تعذيب واحدة، افضت إلى الموت تعرضت لها مديرة مدرسة على يد بعض اقاربها الذين تم القبض عليهم لاحقا من قبل الأجهزة الأمنية بمدينة تعز. وبلغت حالات تجنيد الأطفال (85) حالة تجنيد أطفال في صفوف جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، موزعين على الجبهتين الشرقية والغربية بمدينة تعز وجبهة المخأ وجبهة الكدحة بالمعافر وجبهة الشقب بمديرية صبر الموادم وجبهة مقبنة.

ووصلت حالات التهجير القسري (2055) أسرة، من بينهن (1350) أسرة تم تهجيرها من قرى "تبيشعه ، العفيرة ... الخ" بمديرية جبل حبشي و(318) أسرة تم تهجيرها من قرى (الربيعي ، حذران ، الدبح ... الخ) بمديرية التعزية و (372) أسرة هجرت قسرا من مديرية الوازعية، في حين توزعت باقي حالات التهجير على (المخأ ـ المعافر ـ حيفان ـ صبر الموادم). وعلى صعيد الأضرار والخسائر المادية (374) حالة تضرر، أصابت عدد من الممتلكات الخاصة و(81) الممتلكات العامة.

وأطلق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان تقريرا جديدا، بشأن الوضع الإنساني في محافظة تعز والانتهاكات التي طالت المدنيين خلال النصف الأول من العام الجاري 2017. وكشف التقرير عن مقتل 686 مدنيًا، بينهم 547 رجلا، و82 طفلا، و25 امرأة سقط منهم 550 مدنيا جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية الذي تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح فيما قتل 72 مدنيا 6 منهم برصاص راجع و66 برصاص مجهولين واخرين يعتقد انتماؤهم للمقاومة، وقتل 22 مدنيا منهم بسبب الالغام التي تزرعها الميليشيات في الطرقات والمزارع، فيما قتل 42 مدنيا جراء قصف طيران التحالف العربي.

ووثقت وحدة الرصد والمتابعة في مركز المعلومات إصابة 1750 مدنيا بينهم 1564 رجلا، و82 طفلا و25 امرأة منهن 8 نساء اصبحن معوقات نتيجة فقدهن لأجزاء من اطرافهن في مايو/أيار الماضي، وأصيب 1704 مدنيا جراء القصف العشوائي والممنهج من قبل ميليشيات الحوثي وصالح على المدينة بشكل شبه يومي، إضافة إلى القنص المباشر، و27 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة الألغام التي تزرعها ميليشيات الحوثي، كما أصيب 16 مدنيا جراء قصف التحالف العربي و3 مدنيين أثر راجع للرصاص.

وسجلت وحدة الرصد بالمركز 132 حالة اختطاف واخفاء قسري وتعذيب حتى الموت، منها115 حالة اختطاف و17 حالة اخفاء قسري معظمها لنشطاء وعاملين وبعض التربويين بينهم طفلين، وتعرض مختطف للتعذيب حتى الموت. ووثقت وحدة الرصد بمركز المعلومات تهجير 1741 أسرة خلال النصف الاول من العام الجاري حيث جرى تهجيرهم بالقوة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، وتركز التهجير للأسر في الريف الجنوبي والغربي لمحافظة تعز في مديريات " حيف والوازعية والتعزية والعفيرة والكدحة والثوباني وحذران والربيعي والمخا".

وذكر التقرير ان الأسر النازحة التي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات بتعز لجأت إما إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، والكثير من هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة لأخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي يلاحقهم. ووثقت وحدة الرصد 14 مجزرة ارتكبتها ميليشيا الحوثي وصالح سقط خلالها 29 مدنيا بينهم 6 اطفال وامرأتين ومصورين صحفيين اثنين، واصيب 46 مدنيا بينهم 10 اطفال و11 امرأة ومصورين صحافيين اثنين.

ووثقت وحدة الرصد خلال النصف الأول من العام الجاري 4 وقائع قصف لطيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وراح ضحيتها 42 مدنيا اقتلوا في الغارات -التي قيل إنها خاطئة- بالإضافة الى اصابة العديد من المدنيين. وسجلت وحدة الرصد تضرر 168 منشأة عامة وخاصة بينها 81 منزلا خلال فترة التقرير، وتم تفجير 5 منازل في مارس/آذار الماضي من قبل الميليشيات بينها 3 منازل لمهجرين في التبيشعة، كما تم تفجير 7 منازل اخرى لمهجري التبيشعة في فبراير عند اقتحام الميليشيات للمنطقة، وتضرر جراء القصف المدفعي لميليشيات الحوثي مدرستين ومسجدين.

وأشار التقرير إلى أن الوضع الصحي في مدينة تعز يعاني تدهورا ملحوظا، جراء استمرار تدفق مئات المصابين بوباء الكوليرا على مستشفيات المحافظة، حيث بلغ إجمالي الوفيات جراء الوباء خلال شهر حزيران/يونيو فقط 86 حالة، كما بلغ إجمالي حالات الإصابة والاشتباه 13.635. وبحسب تقارير ميدانية فهناك أكثر من 6000 ألف حالة اشتباه بوباء الكوليرا في مدينة تعز منها 300 حالة اثبتت اصبتها. ويستقبل المستشفى الجمهوري 150 حالة في اليوم في قسم معالجة الاسهالات الحادة، كما وصلت حالات الوفاة بسبب الوباء في المدينة 120 حالة معظمها في شرعب ومقبنة.