مارتن غريفث

بعد فشل المبعوثين الأمميين، المغربي جمال بن عمر ، والموريتاني اسماعيل ولد الشيخ احمد، في حل الازمة اليمنية منذ اندلاع الثورة الشبابية مطلع العام 2011، اضحت لغة التصعيد تزداد وتيرتها عام بعد اخر،و يقود المبعوث الأممي الجديد، البريطاني مارتن غريفث جولة جديدة قد تكون الاخيرة في احلال السلام الشامل بالبلاد بين اطراف النزاع، لثقة المجتمع الدولي بقدرات غيريفث لما له من خبرات كبيرة في حل النزاعات بين السلطات والمتمردين في افريقيا ، بالاضافة إلى ترأسه المعهد الاوروبي للسلام.

وغادر المبعوث الأممي مارتن غيريفث العاصمة صنعاء بعد ستة ايام كرسها من اجل الاستماع إلى كافة الاطراف السياسية ممثلة بجماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام.

وعقد مارتن لقاءات مع رئيس المجلس السياسي الاعلى صالح الصماد وزعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي، ورئيس الحكومة غير المعترف بها دوليا، عبد العزيز بن حبتور، ووزير الخارجية، هشام شرف، ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام صادق ابو راس ، وغيرها من الاطراف السياسية.

وقال غيريفث في مؤتمر صحفي عقده بمطار صنعاء قبيل مغادرته ، إن من التقى بهم في صنعاء(الحوثيون) أو في العاصمة السعودية الرياض( المسؤولون الحكوميون)، أبدوا رغبة شديدة في الوصول إلى حل للأزمة التي اكد
 أنه " قضى جل وقته للإصغاء والاستماع لممثلي المكونات السياسية والمعنيين في صنعاء ، من أجل الوصول إلى الأمور المتعلقة بطموحات اليمنيين، وفيما يتصل بإيقاف الحرب في البلاد"أوضح أن " الوضع المحزن في اليمن يستدعي منه العمل بمثابرة من أجل تحقيق حل يفضي إلى إيقاف الحرب"،واردف " ماسمعته هنا (في صنعاء)، وفي الرياض بوقت سابق، يعطيني المزيد من الأمل، بأننا سنصل سوية لحل يجلب السلام لليمن"، وتابع أنه "سيقوم خلال الأسبوع المقبل بزيارة إلى مدينتي عدن والمكلا، وأنه سيعود في زيارة مقبلة إلى صنعاء، خلال شهر أبريل".

وكان غريفيث قد عقد عدة لقاءات مع الرئيس عبدربه منصور هادي، ومسؤلين يمنيين حكوميين وسياسيين آخرين، في العاصمة السعودية الرياض ، تناولت الوضع في البلاد، وسبل العودة إلى المشاورات.
وعينت الامم المتحدة غيرفيث خلفا لسلفه ولد الشيخ الذي قاد ثلاث جولات من المفاوضات بين الحكومة الشرعية، ومسلحي جماعة الحوثيين، في دولة الكويت ومدينة جنيف، الا انها لم تنجح بسبب تعنت الحوثيين، وعدم قبولهم للقرارات الدولية.

ويأمل اليمنيون بالمبعوث الاممي الجديد في حل الازمة اليمنية بعد ثلاثة اعوام من الحرب قضت على الاخضر واليابس.وتشهد اليمن "البلد الافقر في العالم" حربا عنيفة منذ مطلع العام 2015بين القوات الشرعية مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية ، من جهة ومسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها مسنودة بدعم ايراني من جهة اخرى ، مخلفة اكثر من عشرة الف قتيل بينهم 6 الف مدني واصابة 50الف اخرين، ناهيك عن 22مليون شخص من اجمالي السكان الذين يبلغ تعدادهم 27مليون نسمة، يفتقدون لابسط مقومات الحياة بالاضافة إلى انتشار الكثير من الاوبئة والامراض.