مجلس الأمن الدولي

محت روسيا آمال اليمنيين في رفع العقوبات عن اليمن، وإدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها في اليمن بالإضافة إلى دمج إيران تحت البند السابع بسبب دعمها لجماعة الحوثيين بالصواريخ الباليستية، فعقب تقدم بريطانيا وأميركا بمشروع يدين طهران بدعم الحوثيين، والذي من خلاله كان من المفترض أن يفرض مجلس الآن المزيد من العقوبات على إيران، لكن روسيا نجحت في انقاذها.

و استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار بريطاني دعمته الولايات المتحدة وفرنسا يقضي بتجديد حظر نقل السلاح إلى اليمن وإدانة إيران، لكن ما تم هو اعتماد قرار بالإجماع بتجديد الحظر دون الإشارة إلى إيران الذي تعد لاعبا رئيسيا في اليمن، وتساءلت مجلة نيوزويك الأميركية على لسان الكاتب توم أوكونور: لماذا تدافع روسيا عن إيران في اليمن؟ويقول الكاتب أن هناك أشياء لا بد من معرفتها في هذا السياق، ذاكرا ستة منها وذلك في معرض الإجابة عن هذا التساؤل: أن إيران تعتبر الحليف الدولي الرئيسي لروسيا في سوريا، فهي التي جندت شبكة من المليشيات الشيعية لمواجهة المقاتلين المدعومين من الغرب وتركيا ودول الخليج في سوريا، وذلك بما فيها العدو الإقليمي ممثلا بالسعودية

واضاف :إن جماعة الحوثي في اليمن لا تتبع مباشرة لإيران على الرغم من أنها تدعم أجندة طهران في الخارج، واكد توم، أن خبراء تساءلوا بشأن الأدلة التي قدمتها هيلي في هذا السياق، فجماعة الحوثي أطلقت صاروخا بالستيا يدعى بركان2 على مطار دولي في الرياض أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في حين تدعي السعودية والولايات المتحدة أنه صاروخ إيراني، وأن طهران انتهكت العقوبات الدولية المفروضة عليها في هذا السياق، واشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر الطرف الوحيد في الاتفاق النووي المتعلق بإيران الذي أبرم في 2015 والذي لم تعد تدعمه، بل أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هددت بالتخلص منه برمته، مشيرا: أن هذا النزاع يعتبر جزءا من صراع أكبر بين إيران والسعودية اللتين تتنافسان على بسط النفوذ الإقليمي منذ عقود،وقال توم أن هذا النزاع كان جزءا حتى من صراع أكبر بين الولايات المتحدة وروسيا، فموسكو زادت مؤخرا نشاطها في الشأن الدولي بعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

(الحوثيون : السلام لا يمكن أن يتحقق بالمزيد من العقوبات)

وقال رئيس مايسمى باللجنة الثورية العليا للحوثيين محمد علي الحوثي " أن السلام لا يمكن أن يتحقق بالمزيد من العقوبات، وأن اعتماد المشروع الروسي والفيتو الروسي هو‏ فشل سياسي لما أسماه العدوان الأمريكي السعودي، واضاف معلقا على اعتماد مجلس الامن المشروع الروسي في تغريدات على حسابه بموقع  التواصل الاجتماعي "تويتر "" أن اعتماد المشروع الروسي والفيتو الروسي هو‏ فشل سياسي لما وصفه الحوثي العدوان الأمريكي السعودي، وبداية جديدة لإزالة التسلط الأمريكي على الملف اليمني، حسب وصفه، واكد الحوثي " أن فشل مشروع القرار البريطاني يأتي على الرغم مما قامت به ‏تلك الدول طوال سنة كاملة، من أخذ بقايا الصاروخ اليمني إلى أمريكا، ودعوة سفراء مجلس الأمن للفرجة عليه، وكذلك فبركة تقرير غير مهني لما سمي بفريق الخبراء، وغير ذلك، حسب ماقال الحوثي.

وكان من المفترص أن تدمج الامم المتحدة محمد الحوثي ضمن الاشخاص الذي يعرقلون عمليات السلام في اليمن، والمدرجين تحت القرار الاممي 2216/2015، والذي شمل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ونجله احمد بالاضافة إلى زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي وشقيقه عبدالخالق وابو علي الحاكم، بعد استيفاء الشروط التي تدخله ضمن العقوبات الدولية.

 (استياء عربي ويمني)

‏وقال الصحافي اليمني محمد الشرعبي "كسرت روسيا حالة الإجماع الدولي تجاه الملف اليمني، وبدأت تتحرك منفردة، وتفرض مشاريعها في مجلس الأمن، واضاف الشرعبي في تغريدة له على " تويتر"  أن هذا مؤشر غير مسبوق دخولها معركة اليمن بشكل أو بآخر.

من جهته قال الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للإيسيسكو، الامين العام لاتحاد جامعات العالم الاسلامي أن ستخدام ‎روسيا الفيتو في مجلس الأمن يوم أمس هو إعلانٌ لدعمها الإرهاب الحوثي في اليمن ومن يسلُحه ويموّله.

كما قال عضو الهيئة السياسية ورئيس الدائرة الاعلامية، في الائتلاف الوطني السوري احمد رمضان، أن "روسيا أصبحت ‎دولة مارقة كبرى، مهمتها حماية القتلة والمجرمين وإفلاتُهم من العقاب ومنع العدالة الدولية من أن تطالهم! مضيفا" بوتين يحمي ‎الأسد في ‎سورية رغم إبادته مليون إنسان، ويدافع عن ‎إيران وجرائمها في ‎اليمن، ويمنع إدانة الحوثيين رغم قصفهم ‎السعودية بصواريخ إيرانية! واضاف أن  ‎روسيا عدوة العرب.

(الحكومة اليمنية : إيران لازالت تدعم الحوثيين بالسلاح)

من جهتها قالت الحكومة اليمنية إن هنالك مؤشرات تثبت أن إيران ما زالت تهرب السلاح للحوثيين كاشفة اختراق سفن صيد إيرانية المياه اليمنية وممارستها للصيد غير المشروع في انتهاك واضح لسيادة البلاد،

وقال وزير الثروة السمكية فهد كفاين: سبق أن أبلغت الحكومة اليمنية مجلس الأمن بالاختراقات الايرانية لمياهنا الإقليمية، مضيفا: أن جهودا وتنسيقا يجري الآن مع التحالف العربي بقيادة المملكة لإيقاف مثل هذه الاعتداءات من قبل الجانب الايراني، واشار الوزير اليمني إلى أن وزارته سبق وأن حذرت أكثر من مرة من استغلال الظرف الذي يعيشه اليمن في الاعتداء على ثرواته البحرية ونهبها، مشددا على أن الحكومة الشرعية لن تألو جهدا في الدفاع عن ثروات اليمن القومية، محذرا من أنها ستقاضي كل من ثبت تورطه بالاعتداء على ثروات البلاد ونهبها.

من جانبه بيَّن العميد محمد جواس الخبير العسكري اليمني: أن إيران دعمت ميليشيات الحوثي الانقلابية بعدد من الصواريخ التي تستخدمها في الاعتداء على اليمنيين والمملكة العربية السعودية، وبيّن أن هذه الصواريخ ومنها الباليستية هي تقنيات إيرانية وصواريخ معدلة من الاسكود، قاموا بزيادة مداها، وبَيَّن بأن الميليشيات استخدمت عصابات الصيادين المحليين، الذين يقومون بتهريب المخدرات والأسلحة لتهريب وإدخال أكثر من 3000 من الخبراء والمقاتلين من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، وكذلك إدخال الأسلحة والصواريخ، وأضاف أن ميليشيا الحوثي الانقلابية قامت بتركيب هذه الصواريخ في صنعاء ومحافظة صعدة، باعتبارها أماكن آمنة بالنسبة لهم،مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ يتم بأيادٍ إيرانية، ومن الصعب أن تقوم ميليشيات الحوثي بهذا العمل.

ومنذ عدة أشهر تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لادانة طهران وفرض عقوبات عليها بعد اطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية في 2017، وأفاد تقرير أعده خبراء تابعون للامم المتحدة أن إيران لم تمنع وصول هذه الصواريخ إلى اليمن، لكن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد القنوات التي أتاحت نقل الصواريخ إلى الحوثيين في اليمن.

ونفت إيران بشكل قاطع ارسال صواريخ باليستية، إلى اليمن، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده لم ترسل أسلحة إلى اليمن، في وقال روحاني  أن "إيران لم ترسل أسلحة لليمن وهذه الاتهامات تزيد من المشكلة لا تحلها"، مضيفًا يجب أن تصب جميع المساعي لوقف الحرب على اليمن" طبقاً لموقع الرئاسة الإيرانيَّة.

وتشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين مدعومة من طهران، من جهة أخرى، التي تدخل عامها الرابع، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، حسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في عدد من المناطق اليمنية.